هندسة الكون

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين

د. نورة صابر المزروعي

الهندسة المقدسة أو النسبة الذهبية، هي نسبة رياضية، أوجدها الله سبحانه وتعالى في الكون بدقة متناهية.. قال الله تعالى: «وكل شيء خلقناه بقدر». وتعني «بقدر» اصطلاحاً مقدار النسبة، ويقدر قانون النسبة الذهبية في الكون ب 1.618033، ولإثبات حقيقة وجود هذا القانون، طور الباحثون أداة لقياس مقدار النسبة المقدسة، وأظهرت نتائج الأبحاث أن كافة المخلوقات تخضع لقوانين رياضية متناغمة مع قانون النسبة المقدسة. 

وكافة العمليات الفسيولوجية في أعضاء جسم الإنسان تخضع لحسابات رياضية دقيقة، على سبيل المثال تم التحقق من نبضات ضربات القلب، وتم إجراء عمليات حسابية، فكانت متناغمه مع قانون النسبة الذهبية. يؤكد الأطباء أنه عندما ينفر الإنسان من هيئة شخص ما، فإن ذلك يرجع إلى انحراف - ولو بقدر بسيط -عن قانون النسبة الذهبية في تقاسيم الوجه، وأن انحراف الخلقة عن النسبة الذهبية يعد مؤشراً للإصابة بالأمراض النفسية والعضوية. إن إجراء العمليات التجميلية في تقاسيم الوجه، يحدث خللاً فادحاً في مقدار النسبة الذهبية، وذلك يسبب خللاً آخر في التوازن النسبي لخلقة الإنسان.

علماء الطاقة الحيوية بدورهم يؤكدون أن انحراف الخلقة عن النسبة الذهبية، يتسبب في جذب طاقات سلبية وأمراض عدة.

إن سر انجذاب الإنسان إلى الجمال كما هو في الطبيعة، والفنون، والمباني، وكل ما في الوجود، إنما يحدث تبعاً لتفاصيل النسبة الذهبية، وقد استطاع الكثير من الأوائل أن يدرجوا قانون النسبة المقدسة في أعمالهم، وهو سر انجذابنا إلى روعة التماثيل والمنحوتات والنقوش اليونانية والرومانية، التي طبقت معايير النسبة الذهبية بدقة في هذه الأعمال، وفنون النحت بكافة أشكالها في حضارات بلاد الرافدين، وفي مصر القديمة، وغيرها من الحضارات كانت تخضع إلى النسبة الذهبية. والجدير بالذكر أن العلم قد أثبت أن بناء الأهرامات كان متناغماً وقانون النسبة الذهبية. ﻓواجهات الأهرام ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺻﻤﻤﺖ وفقاً لقانون اﻟﻨﺴﺒﺔ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ، أﻣﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، فصممت ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻤﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﺓ Pi. المباني التي استوقفتنا وشعرنا بجمال نحوها نذكر المعابد ك (معبد نبتون) في اليونان، والجوامع كمسجد عقبة بن نافع في تونس، جامع الأزهر في القاهرة، وتاج محل بالهند، وكل هذه المعالم بنيت متناغمة مع قانون النسبة الذهبية. 

إن انجذابنا إلى الموسيقى يرجع إلى تطبيق قانون النسبة الذهبية في المؤلفات الموسيقية، كما أن صناعة الآلات الموسيقية كانت تخضع إلى نسب رياصية دقيقة وفقاً لقانون النسبة الذهبية، وإن اللوحات الفنية التي رسمها الإيطالي ليوناردو دافينشي تزخر بنسب ذهبية متناغمة، كلوحة العشاء الأخير، وأيضاً الموناليزا.. إن كل ما يلفت الانتباه، ويسكن له القلب، وتطرب له الأذن، يخضع لتناغم الهندسة الذهبية أو المقدسة، وإن الكون خلق بقدر متناه من الدقة، ووفقاً لقوانين ونسب رياضية دقيقة، وإن فطرة الإنسان ترفض كل ما لا يتناغم مع هذا النظام الهندسي الذهبي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

حصلت د.نورة على الدكتوراه في الدراسات الخليجية من معهد الدراسات العربية والإسلامية بجامعة إكستر بالمملكة المتحدة .وماجستر في دراسات شرق أوسيطية بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية. ودبلوم خبيرة التسامح الدولي من كلية محمد بن راشد. ومن إصدارات الدكتورة: كتاب بعنوان "العلاقات بين الإمارات والسعودية"؛ حاز هذا الكتاب على جائزة العويس للإبداع في 19 أبريل 2017 عن فئة أفضل كتاب نشرته مؤلفة إماراتية. تعمل في أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وجامعة زايد وجامعة أبوظبي. لها العديد من المنشورات، كتاباتها تنحصر حول الفنون والثقافة. تعمل حاليًا على كتاب بعنوان "تأثير الموسيقى في حياتنا".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"