«بين البينين»

01:58 صباحا
قراءة دقيقتين

ضياء الدين علي

* الثوابت لا تتغير، والمبادئ لا تتجزأ، والقناعات لا تتبدل، كل هذه الأشياء حاضرة في مجال التنظير والإطلاق فقط، حتى نصل إلى محطة المنتخب ومدربه ومتطلباته من كل أطراف المنظومة الرياضية، فتجد النقيض حاضراً بثابت أصبح متغيراً ليواكب المستجدات، ومبدأ تم تحويره ليفلسف تغييراً اضطرارياً، وقناعة تبدلت بأخرى قديمة من أجل فتح الباب للاستعانة بمدرب خبير بكرة الإمارات.

والموقف الذي تمر به لجنة المنتخبات حالياً من تردد وحيرة، ليس سببه فقط صعوبة المفاضلة بين المدربين وشروطهم المتباينة في مقام التفاوض، وإنما لأن ظرف المنتخب يقتضي تغييرات مصاحبة تمكن المدرب القادم أياً كان من تصحيح المسار كما يجب، وأهمها مبدئياً توفير الوقت لتجمعات ومباريات تجريبية، ومن الآن.. إذا اكتفينا بتغيير المدرب دون ما يقتضيه ذلك من تغييرات مصاحبة، سنخدع أنفسنا.

* من الأول، وليس مما بين أيدينا الآن.. كانت ومازالت قناعتي بأن من يعرف طبيعة اللاعبين عندنا ويخبر ثقافتنا الكروية جيداً، هو الأجدر والأولى بتدريب المنتخب لأنه سيختصر 70 بالمئة من مشوار التوافق مع اللاعبين في التصفيات القارية «الحرجة» التي نخوضها على صعيدي المونديال وآسيا، ومن هذه الوجهة رأيت الكولومبي «بنتو» معذوراً في الظروف التي مر بها مع لاعبينا، وفي الناتج المعاكس لكل الطموحات التي علقت عليه، ولو دققت في التفاصيل ستجده فعل ما تعود عليه مع «المحترفين» في بلده وفي كرة أمريكا اللاتينية، وهذا ما قطع الحبل الذي كان ممدوداً بينه وبين اللاعبين، ولا تحدثني عن مدير أو مشرف أو إداري للمنتخب، يتولى تضييق الفجوة التي حدثت بين المدرب واللاعبين في الوقت المناسب، لأنها مشكلة قائمة منذ أمد بعيد، وفي تاريخنا الحديث لا أجد نموذجاً يحتذى به في هذه الوظائف، وعذراً لاستخدام «وظائف» لأنها «أدوار» بالمقام الأول. 

* الاعتراف بالحق فضيلة، ولذا علينا التسليم بأن لاعبينا أصبحوا حالة «بين البينين»، لا هم هواة ولا هم محترفون، ولذا يحتاجون لمعاملة خاصة من مدربهم أيا كانت جنسيته، ليأخذ من كل لاعب أفضل ماعنده وفق «مزيجه ومزاجه» الذي اختلطت فيه بنسب متفاوتة سمات الهواية والاحتراف، ولسنا الآن بصدد مراجعة سبب هذه الظاهرة، لأن الوقت لا يسمح أبداً بذلك من ناحية، ولأن المسألة أكبر من المعنيين بها من ناحية أخرى، والسبب باختصار «أن اللاعبين مازالوا هم الحلقة الأقوى في منظومة كرة الإمارات».. ومن عنده رأي يخالف ذلك “أهلا وسهلا” فليتقدم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"