عادي

« تريندز»: ضرورة حرمان «الإخوان» من ملاذات آمنة

13:44 مساء
قراءة 4 دقائق
تريندز

نظم «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، ندوة «عن بُعد» بعنوان «رحلة الإخوان المسلمين العالمية: من أستاذية العالم إلى البحث عن ملاذات آمنة»، شارك فيها نخبة من الخبراء في حركات الإسلام السياسي، لمناقشة وضع «الإخوان المسلمين» في هذه المرحلة، بعد ما تعرضت له الجماعة من ضربات شديدة في عدد من الدول العربية والأوروبية.
في بداية فعاليات الندوة، أعرب الدكتور محمد عبدالله العلي، المدير العام للمركز، في كلمته الترحيبية، التي ألقتها نيابة عنه نورة الحبسي، الباحثة في المركز، عن شكره للمشاركين في هذه الندوة، الرابعة ضمن فعاليات «منتدى الإسلام السياسي السنوي الأول»، الذي دشنه المركز أخيراً، ويركز على مناقشة الأبعاد المرتبطة بالمشروع الفكري والسياسي لـ«الإخوان».
أدار فعاليات الندوة الدكتور فيكتور جيرفيس، الباحث في المركز، وأشار إلى أهمية هذه الندوة في الإضاءة على جانب مهم في رحلة «الإخوان»، المتمثل في بحث الجماعة الآن عن ملاذات آمنة، في محاولة للتكيّف مع ما تعرضت له من مواجهات أفقدتها الكثير من عناصر قوتها.
 «الإخوان» امتلكت طموحاً مبكراً نحو العالمية
أشار الدكتور أشرف العيسوي، الباحث والخبير في الشؤون السياسية والاستراتيجية في المركز، في ورقته «العلاقات بين الأطر التنظيمية والمنطلقات الأيديولوجية للإخوان وتنظيمها الدولي»، إلى مجموعة من الحقائق أولاها، أن رحلة الجماعة نحو العالمية اعتمدت بالأساس على تنظيمها الدولي «الذراع الخارجية»، التي تروّج لأفكارها وأيديولوجياتها وتعمل على خدمة مشروعها السياسي، وثانيتها أن الجماعة نموذج للفاعلين الدوليين من غير الدول، فهي موجودة في أكثر من سبعين دولة، وتمتلك الكثير من أدوات التأثير الإقليمي والدولي، وتطمح ليس إلى الوصول إلى السلطة فقط، وإنما إلى بناء دولة عابرة للقارات أيضاً، وثالثتها أن الأيديولوجية التي تتبنّاها عابرة للحدود، لا تحترم سيادة الدول، ولا تقر بخصوصيتها الثقافية والاجتماعية والحضارية.
ضرورة تجفيف منابع «الإخوان» المالية
عقب ذلك عرضت الدكتورة جوسلين سيزاري، رئيسة الأكاديمية الأوروبية للأديان، أستاذة مادة الدين والسياسة، جامعة برمنغهام، الولايات المتحدة، ورقة «الهواجس الغربية المتنامية بشأن الإسلام السياسي ومستقبل تنظيم الإخوان»، ذكرت فيها أن مخاوف الدول الغربية، تنبع من مهاجمة هذه الجماعات لمبدأ العلمانية الذي يمثل فلسفة الحكم الرئيسية فيها، ويؤكد ضرورة الفصل التام بين الدين والدولة. وبرغم أن هذه الجماعات تحاول أن تبدو كأنها لا تدعو إلى تغيير هذا المبدأ، فإن رفضها لتطبيقه في الدول العربية والإسلامية يكشف ازدواجيتها ويثير قلقها.
وذكرت أن قوة «الإخوان» تكمن في محاولة الجماعة إضفاء الطابع الاجتماعي عليها، فقد سعت دائماً إلى الاقتراب من الفقراء، لتقديم الخدمات التي يحتاجون إليها، للتوغل في النسيج الاجتماعي للدولة.
لا اختلاف بين التوجهات النازية وجماعة «الإخوان»
فيما، ذكر أمجد طه، صحفي بريطاني - عربي، ومحلل سياسي، مؤلف كتاب «خدعة الربيع العربي»، المملكة المتحدة، في ورقة «تطور الدور العالمي للإخوان: من الدعم إلى التعبئة»، أنه لا يرى اختلافاً بين التوجهات النازية في تحقيق السيطرة على الدول، وما تفعله جماعة الإخوان، التي تستخدم الأصولية والتطرف للوصول إلى السلطة، وعندما تحقق هذا الهدف فإنها تقضي على أي معارضة كما حدث مع مرسي في مصر.
أفكار سيد قطب المتطرفة مصدر قلق كبير
وأشار ليم دوفي، الباحث والمتحدث والمستشار في شؤون التطرف ومكافحة الإرهاب، بالمملكة المتحدة، في ورقة «المسار العالمي للإخوان.. التهديدات والمخاطر» إلى استقرار كثير من عناصر الإخوان، منذ الستينات في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة. ورأى أن تأثير أفكار سيد قطب المتطرفة داخل الجماعة مصدر قلق كبير للمجتمعات والحكومات في الغرب. كما أشار إلى وجود جماعات كثيرة ليست تابعة لـ «الإخوان»، لكنها متأثرة بأفكارها، وهو مصدر قلق آخر.
مرحلة انتقالية بسبب مشكلات تنظيمية
وتطرق الدكتور إيلان بيرمان، النائب الأول لرئيس مجلس السياسة الخارجية الأمريكي، في ورقته «العلاقات بين أنشطة الإخوان المسلمين في العالم.. نموذج الولايات المتحدة وأوروبا»، إلى وضع «الإخوان» في المرحلة الحالية، وقال إنها تمر بمرحلة انتقالية بسبب بعض المشكلات التي تواجهها تنظيمياً، خاصة بعد ما فقدته في ضوء تجربتها الفاشلة في حكم مصر بعد ثورة 25 يناير، موضحاً أن هناك صراعاً قائماً بين فريقين، الأول، يرغب في المشاركة والانخراط مع الحكومات، والثاني يميل إلى استخدام العنف، ومع تصاعد نبرة الفريق الثاني فإن الجماعة تعاني الآن حالة من الرفض المجتمعي لممارساتها.
وتناول قضية إدراج «الإخوان» على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هذا الأمر لم يكتب له النجاح خلال فترة حكم الرئيس ترامب، لرؤيته أن إضافتها جماعة إرهابية، ستكون له انعكاسات سلبية على علاقاتها بدول مثل تونس والمغرب وغيرها ممن للجماعة دور مهم في الحكم.
تفكيك ادّعاء «الإخوان» بمرورهم بتحول ديموقراطي
وقال الكولونيل المتقاعد الدكتور إران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، إسرائيل. في ورقته «حقيقة التنظيم الدولي للإخوان.. بين الأيديولوجيا والمشروع السياسي»، إننا نواجه مشكلة مزدوجة نابعة من نجاح الإخوان في تسويق نفسها في الغرب حركة مرت بمرحلة تحول ديموقراطي، ومن ثم لا بدّ من تفكيك هذا الادعاء.
ورأى أنه في المعركة الأيديولوجية مع «الإخوان» هناك وسيلة واحدة للتعامل معها وهي العودة إلى الأصول، بالإشارة إلى أن نشأة «الإخوان» كان في ظل أنظمة شمولية مثل البلشفية والنازية وغيرها، ومن ثم يمكن القول إن تيار الإسلام السياسي عموماً وضمنه جماعة الإخوان، جزء من هذه الأنظمة الشمولية، فضلاً عن أن هناك رفضاً واضحاً في كتب حسن البنّا للمنظومة الديموقراطية في الغرب، وهو ما يجب أن نعود إليه ونروّج له في العالم الغربي لكشف زيف ادعاء الإخوان بأنهم حركة ديموقراطية أصولية.
في ختام الندوة، فُتح باب النقاش، حيث أجاب المشاركون عن بعض أسئلة المتابعين، فأكدوا أن على الدول الغربية أن تغيّـر من طريقة تعاملها مع «الإخوان»، بحيث يكون هناك موقف موحد وإجراءات متناسقة من مختلف هذه الدول في مواجهتها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"