عادي

الطين الأبيض قوت فقراء مدغشقر

19:13 مساء
قراءة دقيقتين
مدغشقر
مدغشقر
مدغشقر

تفاقمت المجاعة في مدغشقر إثر جفاف حاد ضرب جنوبي البلاد هذا العام، ما دفع بكثيرين في الأشهر الأخيرة إلى تناول الطين الأبيض لسد رمقهم والصمود أمام المجاعة. 
وقد أصبح تراب البقاء كما أطلق عليه المزارعون في مدغشقر، وسيلة للتحايل على الجوع وملء الأمعاء الخاوية من أجل العيش. ويشكل الصبّار المصدر الغذائي الرئيسي في هذه المنطقة الجافة. لكن حتى هذه النبتة باتت تعاني شح المياه، ما أدى إلى كساد في موسمها هذا العام. 
ويبقى الخوف الأكبر في قرى جنوبي مدغشقر من تكرار الجفاف الرهيب الذي أودى بحياة المئات في تسعينات القرن الماضي، حيث سميت تلك الحقبة بعصر الجثث المبعثرة، بسبب انتشار ضحايا المجاعة على الطرقات. ولم تكن لدى الناس القوة على دفن جثامين أشقائهم وشقيقاتهم، وفقاً لمزارعين عاصروا تلك الفترة.
وأوضح تيودور مبايناسم، رئيس برنامج الأغذية العالمي، أن الأطفال هم أول الضحايا؛ إذ لا تتقبل أجسامهم الطين الممزوج بالتمر الهندي لكونه يسبب «انتفاخات في البطن».
ويحتاج نصف السكان جنوبي البلاد (ما يقارب 1.5 مليون شخص) حالياً، إلى مساعدات غذائية طارئة، وفق برنامج الأغذية العالمي. ويتطلب ذلك الإفراج عن مساعدة طارئة تقرب قيمتها من 37 مليون دولار.
وأقامت منظمة «العمل لمكافحة الجوع» مقراً لها في مدغشقر بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي. وقالت المسؤولة عن التغذية في المنظمة أنيك راكوتوانوسي: «سوء التغذية لدى الأطفال هنا حالة دورية، لكن المشكلة بدأت مبكراً هذا العام».
وتعتني المنظمة بحوالي خمسين طفلاً يعانون سوء تغذية حاداً، إضافة إلى مئة مريض آخرين. ويواجه المرضى خطر الموت «خصوصاً إذا ما ترافق سوء التغذية مع مضاعفات وحالات إسهال والتهابات تنفسية أو إصابات بالملاريا».
ويفاقم التغير المناخي أزمة الجفاف. ويقول المسؤول في برنامج الأغذية العالمي: «لا أمطار منذ ثلاث سنوات في بعض المناطق وسنتين في مناطق أخرى».
وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبة فائقة في توزيع المساعدات، لانعدام الأمن وتفشي سرقة المواشي والبؤس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"