بناء الإنسان في الفكر القيادي

00:57 صباحا
قراءة دقيقتين

سلمى علي المقبالي

تبنت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها في الثاني من ديسمبر 1971 رؤية طموحة لبناء الإنسان وضع ركائزها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بقوله «بناء الإنسان في المرحلة المقبلة، ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت؛ لأنه بدون الإنسان الصالح لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب» ومنها أيضاً: «الثروة الحقيقية هي ثروة الرجال وليس المال والنفط ولا فائدة في المال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب» و«بناء الرجال أصعب من بناء المصانع، والدول المتقدمة تقاس بعدد أبنائها المتعلمين» ومن هنا حددت الدولة مرتكزاتها الأساسية لبناء الإنسان الذي احتل مكاناً بارزاً في فكر مؤسسيها وقادتها، وتجلى في أقوالهم وأفعالهم فجاء دستور الدولة داعماً ومترجماً لهذا الفكر الإنساني الراقي ليصون حقوق الإنسان وحرياته ويدعمها بالقوانين التي تحقق المصلحة العامة، وتوفير كل السبل الممكنة للنهوض بإمكاناته وقدراته نحو الأفضل، وتسخير ثروات الوطن لتمكينه.
وبقي الإنسان جوهر مرحلة التمكين التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2005 التي تستهدف تهيئة البيئة المناسبة والداعمة لتمكين المواطن من عناصر القوة اللازمة ليصبح أكثر إسهاماً ومشاركة في مختلف مجالات الحياة وعبر عن ذلك سموه بقوله (إن الإنجاز الأكبر والأعظم الذي نفخر به، هو بناء إنسان الإمارات وإعداده وتأهيله ليساهم في بناء وطنه»، كما عبَّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن المعنى نفسه بقوله: «بناء الإنسان هو أساس بناء الأوطان» ونجد هذا الفكر يتجسد في مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «عملية بناء الإنسان تعني في المحصلة النهائية بناء الوطن وغرس أعظم شراع على شاطئ الحياة الحرة الرغيدة الآمنة المستقرة».
وانطلاقاً من هذا الفهم العميق لأهمية بناء الإنسان من قبل القيادة الرشيدة والتي نجدها لا تدخر جهداً في العمل على ترجمته إلى سياسات وخطط وبرامج ومشاريع تتمحور كلها حول رفاهية الإنسان وتقدمه وتوفير البيئة الداعمة التي تسهم في استثارة فكره وإبداعاته وتوظيف طاقاته في خدمة هذا الوطن الغالي ولعل ذلك يفسر لنا الاهتمام البالغ بمجال التعليم والحرص على توفير كافة الإمكانيات والسبل والتقنيات له ليواكب طموحات القيادة الرشيدة ورؤيتها الثاقبة في الاستثمار في رأس المال البشري وبناء أجيال مؤهلة تمتلك الخبرات والمهارات للتعامل مع التغيرات والتحديات المستقبلية
وتأتي الميزانية الاتحادية لعام 2020 والتي تعد الأكبر منذ تأسيس الاتحاد لتؤكد عزم القيادة الرشيدة في المضي قدماً للاستثمار في بناء الإنسان وتسخير المال لخدمته توافقاً مع رؤيتها في تنمية مجتمعية مستدامة تسهم في تعزيز سعادة أفراد المجتمع ورفاهيتهم مواطنين ومقيمين وترسيخ الموقع المتميز للدولة في مجال التنمية البشرية إقليميا وعالميا وصولاً لتحقيق رؤية الإمارات 2021 وأهداف مئوية الإمارات 2071.

مسؤول تطوير جودة التعليم

وزارة التربية والتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مسؤول تطوير جودة التعليم في وزارة التربية والتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"