عادي

جميلة القاسمي: «الخدمات الإنسانية» تضيء على قضايا ذوي الإعاقة

00:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أن المدينة دأبت على توظيف الاحتفال بالمناسبات والأيام العالمية للإضاءة أكثر على قضايا واحدة من أكثر الفئات الاجتماعية احتياجاً للتوعية والتقبل وحشد الدعم والمساندة ليس لفرادة أو خصوصية ما يتمتع بها أفرادها بسبب الإعاقة، لكن لعدم قدرة المجتمع أو تقصيره عن القيام بواجبه في تلبية هذه الاحتياجات باعتبارها حقاً من حقوق هذه الفئة تفرضه إنسانية أصحابها وشرعية وجودهم قبل كل شيء، حتى صار من الممكن القول إن المشكلات التي يتعرض لها الأشخاص ذوو الإعاقة يمكن أن تفسر بالطريقة التي ينظر بها المجتمع إليهم وإلى إعاقاتهم.
وأضافت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي: «المجتمع بكل مكوناته لا يمكن له أبداً أن يقف متفرجاً أو على الحياد أمام هذه المشكلات؛ بل لا بد أن يكون منحازاً وإيجابياً ومسؤولاً إلى أبعد الحدود عن هؤلاء الأشخاص الذين هم بحاجة إلى كل أنواع الدعم والمساندة من أجل ضمان حقوقهم وتمكينهم من العيش أسوة بغيرهم من غير المعاقين. وهذا ما تؤكده الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تنظر إلى الإعاقة على أنها نتيجة التفاعل بين الفرد وبيئة يتعذر الوصول إليها، وليس على أنها صفة متأصلة في الفرد، وهي بذلك تستبدل النموذج الطبي القديم للإعاقة بنموذج اجتماعي حقوقي يستند إلى حقيقة أن المجتمع هو الذي يعيق الأشخاص ذوي الإعاقة عن ممارسة حقوقهم الإنسانية».
جاء ذلك في مقالة بقلمها عنوانها: «ليست كل الإعاقات ظاهرة ولكن المسؤولية واحدة»، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، نشرت في العدد 356 لشهر ديسمبر 2020 من مجلة المنال الإلكترونية، التي ترأس تحريرها. 
وأوضحت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي: «يبدو أن القول إنه لا توجد إعاقة؛ بل مجتمع معيق هو الدافع وراء توسيع مجال الاهتمام في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يحتفل به العالم سنوياً في الثالث من ديسمبر كل عام ليشمل بشعاره «ليست كل الإعاقات ظاهرة» بعض الإعاقات غير الظاهرة، وبالتالي الدعوة إلى نشر الوعي وفهم هذه الإعاقات التي لا تظهر على الفور كالمرض العقلي أو الألم المزمن أو التعب، ضعف البصر أو السمع، داء السكري، إصابات الدماغ والاضطرابات العصبية واختلافات التعلم والخلل الإدراكي، وغيرها».
وأشارت إلى التقرير العالمي لمنظمة الصحة العالمية حول الإعاقة الذي ذكر أن أكثر من مليار شخص في العالم لديهم إعاقة أقل من نصفهم (450 مليوناً) لديهم حالة عقلية أو عصبية ومعظم هؤلاء لم يسعوا للحصول على المساعدة المتخصصة خوفاً من وصمة العار أو الشعور بالتمييز والإهمال، إضافة إلى ملايين الأشخاص الذين يعيشون حالياً مع إعاقة غير واضحة، خصوصاً مع استمرار جائحة «كوفيد- 19» وآثارها السلبية المحتملة من عزلة وتباعد اجتماعي وضعف في الخدمات طال جميع فئات المجتمع بمن فيهم أصحاب الإعاقات الظاهرة وغير الظاهرة.
وأكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، أن هذا الوضع وخصوصاً في ظل هذه الظروف الاستثنائية لا يعفي أحداً من مسؤوليته تجاه هذه الفئات؛ بل ويقتضي مضاعفة الجهود لنشر الوعي والمعرفة بالإعاقات كافة والتركيز على الإعاقات غير المرئية وقدرات أصحابها والعمل على تلبية احتياجاتهم وتوظيف هذه المناسبة السنوية العالمية للمطالبة بحقوقهم، وهو التوجه الذي أولته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أهمية كبيرة خصوصاً أن جوهر رسالتها ينصب بالدرجة الأولى على مبادئ المناصرة والاحتواء والتمكين، وعليه توسعت المدينة في الاحتفال بهذه المناسبة هذه السنة من خلال نشاط متواصل يستمر من الثالث من ديسمبر وإلى العاشر منه يستهدف أسر الأشخاص ذوي الإعاقة وطلبة الجامعات والاختصاصيين والعاملين والمهتمين بالمجال بمجموعة من ورش العمل واللقاءات والمحاضرات يتم خلالها تسليط الضوء على الإعاقات غير الظاهرة والتعريف بها وأهمية تشخيصها ووضع البرامج المناسبة لكل إعاقة والدعوة في الوقت ذاته إلى إزالة الحواجز من أمام جميع الأشخاص ذوي الإعاقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"