المواطن شهادة ثقة أمام الوافد

00:43 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

تسير حملة التلقيحات ضد فيروس كورونا على قدم وساق في دولة الإمارات، ومعها يتحول المزاج العام من مواجهة وباء مجهول وبلا علاج أو لقاح معروف، إلى ثقة بأن مرحلة كوفيد-19 على وشك الانتهاء، وأن تجربتنا الوطنية والإنسانية في مواجهة هذا الطارئ تعززت وأنتجت روحاً من التعاضد والتواصل والثقة.

 من المهم توثيق هذه التجربة الفريدة لأنها أظهرت قوة الدولة ومؤسساتها وإجراءاتها. فالإجراءات كانت سريعة وواسعة وتمت إجراءات التعقيم والعزل وتوجيه حركة الناس بكفاءة استثنائية. ورغم مرور أشهر طويلة على الوباء، إلا أن أياً من هذه الإجراءات لم يهتز وبقيت الدولة عيناً ساهرة على صحة المواطن والمقيم ومتفانية في الحفاظ عليها من خلال الإجراءات التي يتم تعديلها وفقاً لتطور الوباء محلياً وعالمياً، وبالاعتماد على الخبرات التي بدأت تتراكم. هذه شهادة شعبية قبل أن تكون شهادة من مؤسسات رقابية محلية أو منظمات دولية متخصصة.

 التقارير المؤسساتية العالمية التي أعدها الخبراء المستقلون كانت شهادات أن الإمارات ستكون واحدة من أسرع دول العالم في التعافي من آثار أزمة كورونا والعودة إلى النمو خلال العام المقبل 2021. سجلوا التجربة وأجروا المقارنات. ولعل أهم ما تم تسجيله هو تكامل العناصر المجتمعية والحكومية للوصول إلى الغاية.

 كان للمجتمع دور رئيسي وتعامل الجمهور بإيجابية يعتبر داعماً أساسياً في عودة النمو والتعافي. فمن اللافت أن الالتزام الذي يبديه قاطنو الإمارات من ناحية اتباع الإجراءات الوقائية لم نلحظه في أي دولة في العالم. ويشير أحد هذه التقارير إلى أن «أحد عوامل النجاح الأساسية في التجربة الإماراتية لمكافحة كوفيد 19 هو تسخير كافة الإمكانيات الحكومية والقطاع الخاص إلى جانب المنظومة الفنية الضخمة وبشكل سريع، وفي مدى زمني قصير، لمواجهة الفيروس على مختلف المستويات وفي وقت واحد، واعتماد أنظمة وإجراءات فعالة لاكتشاف الحالات المصابة».

 مثل هذه المهمة ليست باليسيرة. فالإمارات بلد يستقطب مختلف الجنسيات التي تأتي من بلدان تتباين فيها طرق النظر للإجراءات الحكومية من تسيب كامل إلى صرامة شديدة. لكن الوافد كان مستعداً نفسياً للالتزام لأنه يرى الإماراتي ملتزماً ويثق بإجراءات القيادة وتوجيهاتها. المواطن كان شهادة ثقة متحركة أمام الوافد.

 اتخذت الإمارات نهجاً استباقياً للتصدي لفيروس كورونا المستجد من خلال توسيع نطاق الفحوص على مستوى الدولة، والتي وصلت إلى 2.8 مليون فحص، والذي يعد من أعلى النسب على مستوى العالم. واحتلت الإمارات المركز الأول عربياً وال11 عالمياً بقائمة أكثر 100 دولة أماناً في العالم من فيروس كورونا، وفقاً لتقرير مجلة «فوربس» الأمريكية نشرته مؤخرا، وأرجعت ذلك إلى كفاءة النظام الصحي للدولة، وخططها الحكومية في مواجهة الجائحة، ومرونة اقتصادها، والطرق الحذرة المبنية على الواقع والعلم، والتي تحاول من خلالها تخفيف عمليات الإغلاق والتجميد الاقتصادي، دون التضحية بالصحة والسلامة العامة.

 ها هي الإمارات بكل عزم وقوة وإصرار تعود إلى نشاطها وها هو المجتمع الإماراتي يواجه هذه الجائحة بكل احتراز وفقاً لتوجيهات الجهات المعنية. بالخصوص ما تعلمناه من هذه الجائحة بأن العطاء مستمر باستمرار الإنسان وأن التعاون والتعاضد في كافة جوانب الحياة هو الأساس في أي نجاح أدرك المجتمع بأن قيادته تهتم بكافة الإجراءات التي من شأنها تحفظ للشعب الإماراتي صحته.

 كل ما بوسعنا قوله هو.. الحمد لله على نعمة الإمارات.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"