بايدن ومناصب الأقليات

00:38 صباحا
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في اختيار طاقم إدارته للسنوات الأربع المقبلة، وكان من الملاحظ أنه وجّه معظم الاختيار لقيادة المرحلة القادمة نحو الأقليات، في خطوة تبدو مدروسة لمنح مرحلته مزيداً من الانفتاح على كل فئات المجتمع الأمريكي التي أضر بها الصراع في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

لم يكن هذا الاختيار عبثاً، فالرئيس المنتخب يدرك حجم الانقسام الذي أحدثته المعارك السياسية الأخيرة على النسيج الداخلي في بلد مكون في الأساس من الأقليات التي أسست الولايات المتحدة الأمريكية، وقد جاء اختياره لنائبته كامالا هاريس، وهي من أصول لاتينية هندية، على رأس هذا التوجه الذي يحاول عبره ترميم التصدع الذي أصاب المجتمع في الفترة الأخيرة.

يوم أمس اختار بايدن الجنرال المتقاعد لويد أوستن لمنصب وزير للدفاع، ليكون أول أمريكي من أصول إفريقية يشغل هذا المنصب، حيث يمتلك أوستن خبرة واسعة في قضايا الشرق الأوسط، وتعرفه أغلبية القيادات العسكرية والأمنية في المنطقة، كما يعد خريج أكاديمية «ويست بوينت» لسلاح الجيش الأمريكي، وقد ترأس أوستن القيادة الوسطى الأمريكية المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط (سانتكوم) بين عامي 2013 و2016، وتولى أبرز المهمات العسكرية في حربي العراق وأفغانستان، فضلاً عن عمليات الحرب ضد تنظيم «داعش» في سوريا والعراق.

لم يكن الاختيار الأخير لواحد من أبناء الأقليات الأول من نوعه، فقد سبق أن اختار بايدن وزراء من النوع ذاته، على سبيل المثال، وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، وهو من أصل كوبي، إضافة إلى معيّنين في قضايا الهجرة وبرامج الصحة العامة وغيرها، فيما اختار ريما دودين، وهي من أصول فلسطينية أردنية، نائبة لمدير مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض، الأمر الذي يعني أن بايدن يرى أن التنوع في إدارته يمنحه هامشاً من الحرية والحركة في إدارة واحدة من أصعب المراحل التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية.

من هذا المنطلق يركز بايدن على التنوع العرقي في إدارته، وبقدر ما تشكل هذه الخطوة من امتعاض لدى البيض، أو على الأقل لدى قطاع واسع منهم، بقدر ما تعزز التلاحم الداخلي لبلد صارت تهدده الانقسامات أكثر من أي مرحلة أخرى.

 ولا يبدو أن التعيينات التي ستشمل أقليات في إدارة بايدن، ستقف عند هذا الحد، فمن الواضح أن هناك عزماً من قبل الرئيس المنتخب على خلق أجواء مختلفة في طريقة التعاطي مع التطورات السياسية المقبلة؛ إذ تنتظر بايدن معارك سياسية وقانونية طويلة، خاصة في ظل إصرار ترامب على أنه لم يخسر الانتخابات، وتقف وراءه صفوف طويلة من المتعصبين لخياراته وآرائه، لذلك يحتاج إلى تنوع في قراراته وتنوع في من يديرون هذه المعارك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"