عادي

«متحــف ايمحـتــب» يبـــوح بأسرار العمارة القديمة

22:36 مساء
قراءة 3 دقائق
1
1
1

القاهرة: «الخليج»
«متحف ايمحتب» أحد المتاحف المصرية القديمة والنادرة، ويحاكي المتحف العالمي تاريخ العمارة الفرعونية القديمة. يقع المتحف في منطقة سقارة، ويضم ‏250‏ قطعة أثرية، و«ايمحتب» هو أول مهندس عرفته الإنسانية وكان يمتلك تفكيراً معمارياً واضحاً، وهو أول من وضع تصميماً يتم تنفيذه على الأرض وليس بالاعتماد على البناء التراكمي. وأقيم المتحف تخليداً لذكرى المهندس المعماري المصري القديم وتكريماً له باعتباره أول من فكر في إقامة المقبرة الهرمية‏، ونفذ المجموعة الهرمية للملك زوسر التي أحدثت ثورة في العمارة المصرية القديمة باستخدام الحجر لأول مرة وعلى نطاق واسع في بناء مجموعة هرمية متكاملة منذ ما يقرب من 5000 سنة، وكان الدفن وقتها يتم في مقابر من الطوب الطيني.
صمم إيمحتب المقبرة الهرمية المدرجة للملك زوسر، إضافة إلى مجموعة متكاملة بجوارها ومنها معبد الوادي الذي يجتمع فيه كل النبلاء والأمراء لدفن الملك، ليبدأ السير منه إلى المعبد الجنائزي الذي يقام فيه التحنيط والشعائر، ثم السير بعد ذلك في الطريق الصاعد إلى الهرم للدفن في المقبرة‏، وإيمحتب أول من بني معبداً بالحجر في التاريخ المصري، وأول من استخدم الأعمدة في البناء وقبله كانت المعابد تبنى من البوص والخشب والطين وسعف النخيل، ليس هذا فحسب؛ بل إنه أول من سقف المعابد بكتل من الحجارة، وأول من شيد تمثالاً فوق الأرض، ووضعه في مقصورة وقبله كانت التماثيل توضع تحت الأرض.
يتكون المتحف من‏ 6 ‏ قاعات عبارة عن صالة طويلة بها قاعتان ثم ‏4‏ قاعات على امتداد الصالة على الجانبين، وتقع القاعة الأولى في مواجهة المدخل وتحتوي على قاعدة تمثال للملك زوسر، ‏بالإضافة إلى ‏4‏ لوحات جرافيك تستعرض فن العمارة قبل وبعد إيمحتب، ولوحات اكتشفها العالم الأثري فيليب لوير والملك زوسر‏، ثم قاعة البعثات التي تضم حفائر من بعثات مختلفة وذلك في خمس فتارين للعرض‏، ويوجد بالقاعة الآن نحو‏62‏ قطعة أثرية.
وتضم القاعة الرابعة ‏8‏ عناصر معمارية وهي جدران من الفيانس ‏«الفسيفساء‏» بطول ‏10‏ أمتار تم تجميعها من أكثر من مكان‏.‏
وتحتوي قاعة مقابر سقارة على ‏9‏ فتارين يوجد بإحداها تابوت خشبي وتمثال وقارب كنموذج لمقبرة وحجرة الدفن‏، وتوجد أيضاً مجموعة من الأثاث الجنائزي موزعة في فاترينتين وقناع ملون من حفائر البعثة اليابانية‏، وتمثال صغير للملك بيبي ونصوص الأهرام وبردية ومسلة‏
ممرات أسفل الهرم
توجد قاعة للتهيئة المرئية خارج المتحف تضم ماكيتا للمنطقة الهرمية بسقارة وشاشة للعرض السينمائي توضح منطقة آثار سقارة بالكامل وما تم بها من حفائر،‏ وبعض البازارات علي مساحة ‏200‏ متر، كما يوجد خلف المتحف مخزنان متحفيان مجهزان على أعلى مستوى لتخزين آثار المنطقة بطريقة متحفية تسهل على الدارسين البحث والدراسة‏.‏
ويؤكد علماء الآثار أن أهم تخطيط صممه المهندس إيمحتب هو تلك الممرات أسفل الهرم التي تؤدي إلى حجرة الدفن لتضليل اللصوص، ويبلغ طول هذه الممرات ‏3‏ كيلومترات‏.‏
فكرة المشروع بدأت إقامة قاعة واحدة لعرض الترميم المعماري الذي تم في مجموعة من الأسر الفرعونية القديمة‏، لكن تطورت الفكرة بعد ذلك إلى إنشاء متحف متكامل يشتمل على خدمات للسائحين على مساحة ‏3‏ أفدنة‏ «12‏ ألف متر مربع‏»‏ في طابق واحد بطراز عصري حديث لا يحاكي أي طراز‏.‏
ومن ضمن أهداف هذا المتحف تخليد ذكري الأثري الفرنسي الراحل لوير الذي قضي 70 عاماً من عمره بين رحاب آثار سقارة، واعتمد على خريطته لشرح المنطقة الأثرية في سقارة وخصصت قائمة ومكتبة باسمه إضافة إلى استعراض كامل لأهم اكتشافاته الأثرية.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"