عادي

الإمارات تقود المنطقة في مراكز البيانات والخدمات السحابية

22:49 مساء
قراءة 8 دقائق
1

دبي: حمدي سعد

أسهمت توجهات دولة الإمارات لقيادة التحول الرقمي وتصدر مشهد قطاع الاتصالات في المنطقة عبر تطوير بنية تحتية قوية ودوائر حكومية ومؤسسات قادرة على مواكبة العصر في استقطاب الاستثمارات في مراكز البيانات وتوفير جميع الخدمات المتعلقة باستضافة وإدارة البيانات لكافة الدوائر الحكومية المحلية ومن المنطقة دون الحاجة لتصديرها على مواقع أخرى في العالم.

وأكد مسؤولون وممثلو شركات عالمية ل «الخليج» أن البيئة الاستثمارية المثالية التي وفرتها الإمارات لشركات التقنية دفعتها لاتخاذها مقرات إقليمية لمراكز استضافة وإدارة البيانات لتقديم جميع الخدمات المتعلقة بتطوير الصناعات التقنية كافة، لاسيما الصناعات المرتبة بقطاع الاتصالات والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء ووسائل النقل ذاتية القيادة وشبكات بلوك تشين وغيرها من الصناعات التقنية المستقبلية.

وشدد هؤلاء على هامش الدورة ال 40 ل«أسبوع جيتكس للتقنية 2020» الذي اختتم فعالياته الخميس الماضي على أن صناعة البيانات ستمثل عموداً أساسياً لتطوير صناعات جديدة لرفد النمو الاقتصادي والتعافي من أزمة فيروس «كوفيد-19» التي فرضت تحديات جديدة ساهمت بنية الإمارات التقنية القوية في تجاوزها بجدارة.

قدرت مؤسسة جارتنر نمو سوق الخدمات السحابية العالمي خلال العام الحالي إلى 6.3% وصولاً إلى 257.9 مليار دولار، مقارنة مع 242.7 مليار دولار العام الماضي، وفقاً للمؤسسة من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الحوسبة السحابية العامة 266 مليار دولار 2020، بارتفاع 17% مقارنة بالعام 2019 في حين تتوقع «آي دي سي» أن تتضاعف قيمتها في العام 2023 وأن تصل إلى 500 مليار دولار.

ودفع ذلك عدداً من الشركات إلى زيادة استثماراتها في الحوسبة السحابية حيث أعلنت مجموعة «علي بابا» الصينية للتجارة الإلكترونية مضاعفة استثماراتها لثلاثة أعوام، وتأسيس قسم «أكسنتشر كلاود فيرست» باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار على مدار 3 أعوام لمساعدة عملاء الشركة في جميع القطاعات.

الصورة
تحقيق الخليج

كفاءة المراكز 

قال عمار المالك، المدير التنفيذي لمدينة دبي للانترنت ومدينة دبي للتعهيد: دفع انتشار فيروس «كوفيد-19» حول العالم الحكومات والشركات للتوجه بشكل كبير للاستفادة من مراكز البيانات وخدمات الحوسبة السحابية ومع التعافي التدريجي لمختلف القطاعات مع بدء ظهور اللقاحات، نتوقع استمرار نمو الطلب على خدمات الحوسبة السحابية لعدة أسباب أهمها أن مختلف القطاعات التي جربت هذه الحلول ستستمر في استخدامها نظراً لكفاءتها ومساهمتها في حماية البيانات وخفض التكاليف، في حين أن القطاعات التي ستتعافى تعتمد بشكل كبير بالأساس على الحوسبة السحابية.

وأضاف المالك، ثمة طلب قوي على خدمات الحوسبة السحابية ليس في الإمارات فقط وإنما في المنطقة وذلك بفضل عوامل عدة من أهمها التنويع الاقتصادي ووجود مجتمع شاب رقمي وتوجه كثير من الصناعات إلى الرقمنة سواء قبل الجائحة أو خلالها، كما أن التحول إلى السحابة تدعمه مزايا من أهمها خفض الإنفاق على البنية التحتية الرقمية، وسرعة الوصول للخوادم ما يجعل الشركات قادرة على تنفيذ أفكارها بشكل أسرع، ومستويات أمان عالية.

وأشار المالك إلى أن مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للتعهيد شركات كثيرة تقدم خدمات الحوسبة السحابية يتم فيه تعهيد خدمات وبنية تكنولوجيا المعلومات في المؤسسات والشركات والجهات الحكومية والخاصة إلى شركات مقدمة للخدمات السحابية، أي الاستعانة بجهات ذات خبرة وتخصص لتولي المهام وهذه الممارسة توفر للشركات العديد من المزايا، بدءاً من تخفيض التكاليف وزيادة الكفاءة وصولاً إلى تخفيض مخاطر الأعمال.

وقال: تسهم «دبي للإنترنت» و«دبي للتعهيد» في تمكين وتوفير بيئة أعمال داعمة ومحفزة للإبداع سواء من رواد الأعمال أو الشركات الصغيرة والمتوسطة أو الشركات العالمية، فيما تسارعت وتيرة تطور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في السنوات الأخيرة وبالأخص مع انتشار خدمات الحوسبة السحابية، كما تشهد الإمارات تزايد تبني استخدام التقنيات السحابية بفضل نمو استثمارات مزودي الخدمة ومتطلبات العمل عن بُعد.

وتوقع المالك أن دعم شبكات الاتصالات وتقنيات الجيل الخامس تطور صناعة مراكز البيانات والخدمات السحابية وخدمات التعهيد العابرة للحدود، وهو ما يزيد تنافسية الإمارات عالمياً في هذا المجال .

مراكز البيانات المحلية 

أكد سيد حشيش، مدير عام شركة «مايكروسوفت» في الإمارات، أن إقامة مراكز البيانات في دولة الإمارات ساعدت على تمكين المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة من الامتثال للأطر التنظيمية داخل الدولة وتقليل العقبات التي تحول دون اعتماد استخدام خدمات الحوسبة السحابية خارج حدود الدولة، كما وفرت لإدارات القطاع العام الفرصة لتحسين خدماتها للجمهور، فضلاً عن تمكنها من جمع البيانات بشكل أفضل، وكذلك تشجيع العمل الجماعي، وتطوير عمليات التحليل.

وأضاف حشيش: تعمل مايكروسوفت عن كثب مع هيئة أبوظبي الرقمية ومركز دبي للأمن الإلكتروني على تمكين اعتماد الخدمات السحابية من قبل القطاعات الحكومية وشبه الحكومية في دولة الإمارات وتعد مايكروسوفت أيضًا أول موفر خدمة سحابية في الإمارات يحصل على شهادة موفر الخدمة السحابية من مركز دبي للأمن الالكتروني وتمكن سحابة مايكروسوفت في الإمارات العملاء من تلبية متطلبات الإقامة المحلية للبيانات داخل الدولة بالإضافة إلى توفير أعلى معايير الحماية المتبعة في هذا المجال بما يتوافق مع سياسة أمان البيانات الوطنية.

وأشار مدير عام شركة مايكروسوفت في الإمارات إلى أن سحابة مايكروسوفت قامت  بدعم أكثر من 4000 شركة ناشئة.

وقال: توفر مايكروسوفت الخبرة اللازمة في حماية البيانات والأمان والخصوصية بالإضافة إلى أكبر مجموعة من شهادات الامتثال في هذا المجال.

طلب غير مسبوق 

من جانبه قال كيران ماكورماك المدير الإقليمي لشركة «لاين سيات» في الشرق الأوسط: شهدت دولة الإمارات في السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً على مستوى سوق مراكز البيانات وشهد 2020 طلباً غير مسبوق على خدمات الحوسبة، لاسيما بعد التوجه الكبير للعمل عن عبر الإنترنت، تزامناً مع تفشي جائحة كوفيد-19.

وأضاف: أظهر سوق مراكز البيانات في دولة الإمارات مرونة نسبية، بالتزامن مع التحول إلى العمل عن بُعد، فضلاً عن الاستثمارات الهائلة في مشاريع شبكات الجيل الخامس (5G)، وهو ما يفضي في نهاية الأمر إلى ارتفاع الطلب على قطاع التكنولوجيا في الدولة.

وأوضح ماكورماك: لاحظنا طلباً كبيراً على خدمات الحوسبة السحابية، لاسيما من المنصات الإلكترونية للبيع بالتجزئة، كما أظهر المسح الذي أجرته «يو جوف» مؤخراً، أن نحو 88% من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات في دولة الإمارات، كانوا قد قرروا زيادة إنفاقهم على الحوسبة السحابية عام 2019.

في هذا الجانب، أشار ماكورماك إلى أنه من المتوقع أن يحقق سوق مركز البيانات في دول الخليج عائدات تزيد على ملياري دولار بحلول عام 2025، كما يملك مقدمو البنية التحتية لمركز البيانات الفرصة لتحقيق إيرادات تراكمية بقيمة مليار دولار خلال الفترة الممتدة من عام 2019 إلى 2025.

وحسب الأرقام الصادرة عن شركة «أريزتون أدفايزري آند إنتيليجنس»، من المنتظر أن يحقق سوق مركز البيانات في دول الخليج نمواً سنوياً مركباً بنسبة تتجاوز 3% خلال ذات الفترة، حيث تعد شركات مثل «اتصالات» و«أمازون ويب سيرفيسز» و«جلف داتا هب» و«داتا ماونت» أبرز المستثمرين في هذا المجال.

وقال: من المتوقع أن تقود خطة دبي 2021 نمو سوق مراكز البيانات في دولة الإمارات، بما يتماشى مع بناء مدينة ذكية ومستدامة. يتزامن ذلك مع نمو البيانات الضخمة، وخدمات إنترنت الأشياء، فضلاً عن ترقيات شبكة الجيل الخامس.

وأوضح ماكورماك، على الصعيد العالمي، شهد سوق مركز البيانات نمواً هائلاً خلال الأشهر الأخيرة نتيجة جائحة كوفيد-19، التي ساهمت في إحداث تحول واضح في تغيير أنماط ونماذج الأعمال، وقد عززنا من مكانتنا كشركة استشارية متخصصة في إدارة المشاريع والتكاليف في مراكز البيانات وفي ضوء ذلك، أعلنت لاين سايت مؤخراً عن فوزها بعدة عقود جديدة في سوق مراكز البيانات في الشرق الأوسط، وهو ما رفع من قيمة مشاريعها الحالية النشطة في هذا المجال إلى أكثر من 500 مليون دولار.

فوائد كبيرة للسحابية 

أكد جيرهارد هارتمان، نائب رئيس قطاع الأعمال المتوسطة في شركة «سايج إفريقيا والشرق الأوسط» أن انتشار فيروس كوفيد-19دفع معظم الشركات إلى تبني نموذج العمل من المنزل، وقد ساعدت شركات الخدمات السحابية على تمكين قوى العمل المتنقلة، وتبني أدوات وخدمات التنقل الخاصة بالشركات، لذا أصبح هناك طلب متزايد على خدمات التواصل والتعاون عبر السحابة حول العالم.

وأضاف: سوف يستمر نمو الطلب على خدمات البنية التحتية السحابية والإنفاق على برمجيات متخصصة وتجهيزات التواصل وخدمات الاتصالات، كما سيتركز هذا الإنفاق على الموظفين والمدرسين الذين يعملون عن بُعد، خاصة أن الشركات تشجع الموظفين على العمل من المنزل وانتقال المدارس إلى تدريس مساقاتها عبر الإنترنت.

وأشار إلى أن خدمات الحوسبة السحابية تشهد نمواً سريعاً، لذا لا يمكن اعتبارها بعد الآن مجرد تقنية ناشئة، بل أصبحت جزءاً لا يتجزأ من مشهد الأعمال. وقد أصبح تبني التقنيات السحابية مدفوعاً باحتياجات تحول الأعمال.

وقال: تساعد عملية تبني التقنيات السحابية للمؤسسات والشركات في ربط التقنيات باستراتيجية الأعمال والتحول الرقمي وإزالة العوائق مثل الأمن وتكامل الأنظمة واستخدام التقنيات السحابية المناسبة لأعمال المناسبة للمؤسسة أو الشركة.

أما عن فوائد الحوسبة السحابية للشركات الصغيرة والمتوسطة فقد قال هارتمان: عند نقل مهام العمل الأساسية إلى السحابة بهدف ضمان استمرارية الأعمال ودرء المخاطر المحتملة ستشهد أعمال هذه الشركات انتعاشاً أسرع عبر خفض تكاليف بناء أجهزة وشراء برامج خاصة بها.

بنية سحابية آمنة

ويشير فيليب ليو، مدير عام منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «علي بابا كلاود إنتليجنس» إلى أن كوفيد-19 سرع التحول الرقمي وأدى إلى زيادة متسارعة في الطلب على الخدمات والأدوات السحابية في العديد من القطاعات ومن جهة أخرى، أسهمت التغيرات الحاصلة أثناء الوباء، مثل العمل من المنازل والتسوق الإلكتروني والتعلم عن بعد، في رسم معالم الوضع الجديد بالفعل فيما تفتح الشركات أبوابها عقب ما شهدته من إغلاق مطوّل أو تقطّع في العمليات وجميع ما سبق بحاجة إلى بنية تحتية سحابية تمتاز بالمتانة والأمان والاستقرار.

وقال: حسب مؤسسة البيانات الدولية IDC، سيرتفع الإنفاق العام على الخدمات السحابية في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا إلى 2.8 مليار دولار العام 2020 وسيفوق 6.5 مليار دولار في عام 2024، وهذا يشير إلى وجود فرص للربح في هذا القطاع على صعيد النمو والاستخدام.

وأضاف ليو، نعمل بشكل استباقي في «علي بابا كلاود» على مشاركة ممارساتنا المثلى في التحول الرقمي مع عملائنا وشركائنا في دولة الإمارات.

وقال ليو، تدرك دولة الإمارات وقادتها أهمية التكنولوجيا والابتكار والدور الرئيسي الذي يؤديانه في التقدم الاقتصادي. وبفضل الجهود الحثيثة للحكومة المحلية، تشهد البنية التحتية للإنترنت في البلاد تطوراً سريعاً ونضوجاً متزايداً ونحن نتطلع إلى العمل عن كثب مع الشركاء المحليين على تسريع التحول الرقمي في دبي ودعم دولة الإمارات من خلال خدماتنا ومنتجاتنا السحابية المتميزة.

التوجه للتقنيات السحابية

قال برونو لومبيون المدير العام للخدمات السحابية في شركة «أكسنتشر» العالمية: أدى انتشار جائحة كوفيد-19 إلى خلق مسار جديد يتطلب من الشركات أن تسرّع تحركها وانتقالها إلى التقنيات السحابية لتكون أساساً لتحولها الرقمي ولبناء المرونة والتجارب الجديدة والمنتجات والثقة والسرعة والمساهمة في خفض التكاليف، وهذه المواصفات جميعها أصبحت ضرورية في ظل متطلبات الأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية الحالية، وسعياً إلى تحقيق مستقبل أفضل للجميع.  وبهدف مساعدة عملاء الشركة في جميع القطاعات على أن يصبحوا شركات معتمدة على السحابة أولاً وأن يقوموا بتسريع عملية التحول الرقمي لتحقيق قيمة أكبر بسرعة وبشكل متوسع، أعلنا مؤخراً عن تأسيس قسم «أكسنتشر كلاود فيرست» باستثمارات تصل إلى 3 مليارات دولار على مدار 3 أعوام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"