خيار مهدي

01:04 صباحا
قراءة دقيقتين

ضياء الدين علي

* يبدو التردد والحيرة واضحين جداً في اختيار المدرب الجديد للمنتخب الوطني لكرة القدم، ولا يوجد ما يدل على ذلك أكثر من العودة إلى تداول أسماء سبق طرحها في مقام المفاضلة بين المرشحين بالأيام الأولى من رحلة البحث عن بديل بينتو، والمعنى المباشر لتلك الحالة والذي يفسرها في الوقت نفسه، أن هناك اختلافاً في وجهات النظر داخل مجلس إدارة الاتحاد بوجه عام، وربما بين لجنة المنتخبات ومجلس الإدارة، ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، لا نملك في ظل هذه الحيرة سوى الدعاء بالتوفيق والهداية لاختيار الأنسب للمهمة.

* في الساعات الماضية ورد بقوة اسم المدرب الوطني مهدي علي، ولم يكن بحاجة إلى تزكية، فإنجازاته السابقة مع «الأبيض» عززت ترشيحه ورفعت أسهمه، لاسيما أن حرج المرحلة الحالية يستوجب الاستعانة بمدرب خبير بطباع وعادات وإمكانات اللاعبين، وقد تعمدت ذكر «الطباع والعادات» قبل الإمكانات لأن سلوك اللاعبين كان محل انتقاد من بينتو في التصريح الذي أطلقه بعد رحيله، وأراه «مربط الفرس» في كل ما يحيط باختيار المدرب الجديد، وبالاستراتيجية الجديدة التي سيتم اعتمادها للمرحلة المقبلة بوجه عام، وليس فقط بالنسبة إلى التصفيات المؤهلة للمونديال وأمم آسيا.

* «ما حك جلدك مثل ظفرك».. هذا المثل حاضر بقوة في الظرف الراهن ليوجه البوصلة نحو المدرب الوطني، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار السلبيات والشواهد التي خبرناها مع زاكيروني ومارفيك وبينتو، ولن أتوقف عند باوزا أو يوفانوفيتش، لأنهما عملياً لم يحصلا على فرص مكافئة لفرص المدربين الثلاثة.

والمنطق الذي يعزز الانحياز لمهدي، ليس وطنيته وحسب، وقد توقفت عند هذه المسألة كثيراً وقتما كان يدرب «الأبيض»، فهو مدرب يعي جيداً متطلبات عمله، ويجمع بين الحنكة الفنية والشخصية القيادية، ومعه تحديداً عرفنا السبيل إلى أمور كثيرة أصبحت ضمن ثقافة التعاطي مع الكرة والمنتخب واللاعبين مثل: وقت اللعب الفعلي للمباريات، وانضباطية التدريبات، وأهمية التجمعات الطويلة نسبياً، وبرمجة المسابقات التي تناسب ظروف المنىتخب قبل أي اعتبار آخر وغيرها من الأمور التي يعلمها القريبون أكثر مني.

ولكن.. حتى أكون منصفاً، أسجل أن مهدي بدوره بحاجة إلى مراجعة بعض الأمور إذا كان في سبيله لتولي المهمة مجدداً، فالمرحلة الأخيرة من عهده مع «الأبيض» شهدت تراجعاً في المحصلة، لأسباب هو يعلمها، وحتى ينجح لابد من استيعاب كل دروسها.. والله الموفق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"