اليوم العالمي لحقوق الإنسان

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين

فيصل عابدون

صادف العاشر من الشهر الجاري الذكرى ال74 لإطلاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أوضح الحقوق الأساسية التي تحفظ كرامة الإنسان، وتعزز قيم الحرية والعدالة والسلام في المجتمعات والدول، والتي يؤدي غيابها وازدراؤها إلى سيادة الهمجية المؤذية للضمير الإنساني.

 واحتوى الإعلان التاريخي على 30 بنداً سجلت مجموعة الحقوق التي يجب أن يتمتع بها الفرد، بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه أو رأيه السياسي. 

وفي مقدمة هذه الحقوق: الحق في الحياة؛ والحرية؛ وفي الأمان على شخصه؛ وعدم إخضاعه للتعذيب أو المعاملة أو العقوبة التي تحط من كرامته، كما تضمنت حق المساواة أمام القانون، والتمتع بحماية القانون من دون تمييز، وتضمنت كذلك حرية التنقل داخل الدولة، وحرية الفكر والوجدان والدين والتعبير عن المعتقدات، وحقوق التعليم والعمل والصحة والحياة الكريمة وغير ذلك.

 وتم الاتفاق على فكرة الإعلان وصياغته النهائية في أعقاب المآسي التي شهدتها البشرية؛ بسبب الحرب العالمية الثانية؛ حيث تعهد زعماء العالم بعد انتهاء الحرب بعدم السماح بوقوع فظائع مماثلة مرة أخرى، وقرروا إكمال ميثاق الأمم المتحدة بخريطة طريق تضمن الحقوق الأساسية لكل فرد في أي مكان وزمان.

 وشارك في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مثقفون ورجال قانون من مختلف دول العالم، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي في 10 ديسمبر/كانون الأول عام 1948؛ باعتباره المعيار المشترك الذي يحدد الحقوق والحريات الأساسية الواجب احترامها بين كافة الشعوب والأمم.

 ومن بين أبرز الشخصيات التي شاركت في صياغة الإعلان، اليانور روزفلت، زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، التي قالت في خطاب تقديم الإعلان الدولي، إن عالمية حقوق الإنسان الأساسية، يمكن أن تبدأ في أماكن صغيرة جداً ونائية ومغمورة؛ لكنها إن لم تحظ بالاحترام في تلك المناطق؛ فإن معناها سيكون أقل شأناً في أي مكان آخر.

 وارتبطت احتفالات الأمم المتحدة هذا العام بالتداعيات التي أفرزتها جائحة «كورونا». وأقيمت الاحتفالات المصاحبة للمناسبة تحت شعار: «إعادة البناء بشكل أفضل... دافعوا عن حقوق الإنسان» والمغزى من ارتباط الاحتفالات بتداعيات الوباء ضمان أن تكون حقوق الإنسان أساسية في جهود تعافي الأمم والشعوب من الآثار التي خلفتها الجائحة.

ويقول بيان المنظمة الدولية في هذا الصدد: إن المجتمعات البشرية ستواجه صعوبات كبيرة في تحقيق أهدافها المشتركة ما لم تكن الدول والحكومات قادرة على خلق فرص متكافئة للجميع.

ويعد البيان احتفالات 2020 تذكيراً مهماً وفرصة؛ لتعزيز التضامن والترابط الإنساني. وسلطت الأنشطة المصاحبة الضوء على الارتباط الشرطي بين حماية حقوق الإنسان والتعافي الأفضل من تداعيات الجائحة، وركزت بشكل خاص على سير حياة أبطال الطواقم الطبية الذين واجهوا الجائحة في الخطوط الأمامية والمنظمات الأهلية التي ساعدت الناس في المحافظة على جأشهم أثناء ساعات الخطر. فالاحتفالات هي مناسبات للتحفيز وزيادة الوعي وحشد الإرادات وتعميق قيمة الإنجازات البشرية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"