رسائل من ساندهيرست

00:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

مهرة سعيد المهيري

لم يكن حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، مناسبة تخرج ولده الشيخ زايد في كلية ساندهيرست العريقة مشاركة والد لابنه مناسبة سعيدة على قلوب الآباء، بل كان حلقة جديدة للتذكير بمسؤوليات القيادة في إعداد جيل إماراتي مؤهل في عالم تعتريه عواصف المنافسة والتغيير.

   الأكاديميات العسكرية اليوم لم تعد كما كانت تدرس العلوم الحربية وفنون الاستراتيجيات العامة ومواصفات القيادة، بل تحولت إلى معاهد معرفة تربط بين التقدم الذي تحقق في علوم الإدارة والتكنولوجيا وتطويع الإمكانيات ومواجهة الطوارئ على مستويات مختلفة من الإدارة والقيادة. 

  القيادي الذي يجب أن يعد لعالمنا اليوم ولعالم الغد يحتاج إلى الكثير من التدريب والإعداد يضافان إلى صفات صلابة العسكري التي تنحت في شخصيته في المؤسسة العسكرية. ثمة البعد الاستكمالي أيضاً الذي توفره كليات الدفاع الوطني المستحدثة في بلدنا، حيث تمنح الفرصة للطاقم الأوسط في الإدارات والجيش والشرطة لكي يواكبوا التطورات المتسارعة في علوم الإدارة. 

  هذا النوع من التعليم المستمر، الذي ينبغي أن يعمم على أوسع نطاق، هو من ضمانات الاستمرارية في تطوير طاقات الشباب ودعم خبرة المخضرمين ممن تستهلك الالتزامات والعمل الكثير من طاقاتهم ويحتاجون إلى تجديدها. في كل محطة تعليمية من هذا النوع تسود الصرامة والدقة.

   التعليم بالنسبة لبلد مثل الإمارات هو المحك لاستمرار التقدم. شهادات الجامعة وكليات الدفاع ودورات التعليم المستمر، بالإضافة إلى الاختيارات في مجالات العلم الجامعية، كلها شهادات للاستعداد، ولكن المختبر الحقيقي هو الحياة وما يتحقق على الأرض. هنا تجد القيادة أمامها ما استثمرت فيه من رجال ونساء. 

    إن الإمارات كانت سباقة في تسليط الضوء على قضايا الشباب، ومنحهم أولوية واهتماماً كبيرين، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بقدراتهم وإمكاناتهم، وتجلى اهتمامها بشبابها في أن القيادة الرشيدة تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الدور الذي يلعبه أبناء الإمارات كصانع لمستقبلها، وحصنها المنيع.

    القيادة الرشيدة برؤيتها الثاقبة قد سخرت جميع الإمكانات والسبل للاستثمار في الإنسان الذي هو الكنز الأغلى وسر النجاح والرهان الأول والحقيقي لتحقيق المكتسبات بشتى أنواعها والحفاظ على زخم المسيرة التنموية الكفيلة بترسيخ مكانة الدولة ومواصلة البناء لغد أبنائها المشرق. 

  إن مكانة الوطن تكون بجهود أبنائه المخلصين لرسالته وطموحاته وما تمثله من نتائج إيجابية على الجميع. حرصت بلادنا على الاستثمار في الكوادر الوطنية وترسيخ فكرة أن الأوطان تبنى بسواعد أبنائها عبر التسلح بالعلم والإصرار وتعزيز الولاء والانتماء للوطن والحفاظ على الإنجازات والمكتسبات الوطنية، فأينع اليوم زرع «زايد الخير» وباتت الدولة تتصدر دول العالم في العديد من التقارير الدولية في مجالات عدة وبخاصة توفير فرص التعليم وتحقيق السعادة لأفراد المجتمع والأمن والاستقرار وغيرها. 

    إن دولة الإمارات بإرادتها السياسية القوية ورؤيتها المستقبلية أصبحت نموذجاً يحتذى به، فقد نجحت في إثبات وجودها في المنطقة العربية على عدة مستويات، كالتطوير والتحسين، واستطاعت بإمكاناتها أن تقدم للشباب الإماراتي والعربي فرصاً جيدة، وتنجح في استثمارات إيجابية كثيرة. 

   قيادتنا لم تبخل على المواطن الإماراتي بشيء، بل هيأت لنا كافة الإمكانيات لنحقق طموح الإمارات التي تستحق أن تكون في مصافّ الدول بجهود أبنائها. نبارك لشباب الإمارات المتخرجين من مختلف الكليات تخريجهم، ونسأل الله لهم التوفيق في العمل، والإخلاص في رد معروف الوالدين والقيادة والوطن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"