عادي

نورة الكعبي: منصة جامعة وإنجاز كبير يواكب التطورات المتسارعة

20:34 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1

أبوظبي – نجاة الفارس:
افتتحت وزارة الثقافة والشباب، أمس الأحد، فعاليات أسبوع اللغة العربية الذي يقام افتراضياً بجلسة حوارية بعنوان «ما بعد تقرير حالة اللغة ومستقبلها» لمناقشة أهمّ مؤشرات النبض الحيوية في واقع لغة الضاد، والمشاريع المستقبلية بناءً على نتائج التقرير وتوصياته.
وشارك في الجلسة نورة الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، والشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، والدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية / مصر، والدكتور عبد الله الوشمي مستشار في وزارة الثقافة بالسعودية، والدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأدارت الجلسة الإعلامية نشوة الرويني.
واستهلت الجلسة بكلمة افتتاحية من أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو، أكدت خلالها التزام المنظمة بضمان استمرار العربية لتكون حلقة وصل بين الثقافات، فهي تجسد لغة تنوع ثقافي متميز، مشيرة إلى أن اللغات تعد مرآة لهويتنا وثقافتنا، وهي تتيح التعبير عن آرائنا وأفكارنا، فعلينا حماية وتعزيز التعددية اللغوية حول العالم.
وتقدمت أوزلاي بالشكر للإمارات على إصدار تقرير حالة اللغة العربية، وإلى السعودية على شراكتها الاستراتيجية مع منظمة اليونيسكو من خلال مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية، والتي تهدف إلى تعزيز استخدام العربية في عمل «اليونيسكو» وتسهيل الوصول إلى المعرفة باللغة العربية.
وأكدت نورة الكعبي أن التقرير عن حالة العربية ومستقبلها يمثل إنجازاً حضارياَ هدفه المحافظة على اللغة الأم ومعالجة التحديات التي تواجه لغتنا للمساهمة في بناء الإرث المعرفي الإنساني ومواكبة التطورات المتسارعة خصوصاً في مجال التقنية والعوالم الجديدة، مشيرة إلى أن التقرير يأتي كمنصة جامعة لكل ما يعنى باللغة العربية، ويستعرض قصص النجاح والدروس المستفادة من تجارب مختلف الدول والمؤسسات والأفراد.
وقالت: «يشكل تقرير حالة اللغة العربية ومستقبلها خريطة طريق شاملة، يحدد لنا المجالات التي يتوجب علينا تطويرها في مختلف القطاعات سواء في الترجمة والتعريب، والمناهج الدراسية، والبحث العلمي والإعلام وغيرها، كما تساعد مخرجات التقرير، الدول العربية على وضع السياسات ومعالجة الثغرات التشريعية والبدء في مرحلة التخطيط اللغوي المشترك في الدول العربية. دورنا هو البدء في تطبيق توصيات ومخرجات التقرير على شكل مبادرات ومشاريع بالتنسيق مع جميع الشركاء في الوزارات والمؤسسات الأخرى، ونوجه دعوة لأشقائنا في الدول العربية للاستفادة من التقرير في بلدانهم بما يخدم لغتنا ويعزز من حضورها في نفوس الأجيال الناشئة».
وأوضحت الكعبي أن التقرير أكد ضرورة رفع جودة المنتج العلمي العربي بالعربية وانتشاره في الجامعات ومراكز الأبحاث، فضلاً عن الحاجة الملحة إلى إنشاء مرصد عربي للكتاب هدفه متابعه حركة النشر العربي بشكل دقيق ومواجهة ظاهرة قرصنة الكتب.
* إثراء اللغة
من جانبها، أكدت الشيخة ميّ بنت محمد آل خليفة أن دور المؤسسات الثقافية مهم جداً في إثراء اللغة، ولكن دور الأسرة أهم بكثير في غرس حب اللغة في الأبناء وأن الهدف هو الوصول إلى هذه الشريحة من المجتمع، وقالت: «العربية هي إرث عظيم لما تحمله من معان، ويجب المحافظة عليها، من خلال تصميم برامج ومبادرات حتى لو كانت بسيطة، ولكنها تحمل أملاً كبيراً».
وقال د. صلاح فضل: «لمس التقرير جانباً مهماً من عمل المؤسسات التي أنشئت قبل 90 عاماً لتطوير العربية، وما رصده التقرير حقيقياً، ويجب علينا الوقوف على هذه التحديات وتجاوزها، فقد أصبح الاتصال أسرع في عصر التكنولوجيا، لمعالجة القصور الذي أدى إلى تراجع لغة الضاد».
وأكد فضل أهمية دور المؤسسات العلمية في التواصل المكثف مع المدارس لتحديد المناهج البسيطة للطلبة، بهدف ترغيبهم في الإقبال عليها، مشيراً إلى أن مجامع العربية كانت معزولة وتفتقد إلى التواصل، وفي ظل التطورات المتسارعة، تتاح لنا فرصة ذهبية الآن لفض النزاعات بين اللهجات، وصولاً إلى مصالحة لغوية.
وركز الدكتور عبد الله الوشمي على التفاوت في مفهوم اللغة لدى المؤسسات والوزارات، وأن هناك تبايناً في الأهداف، مؤكداً الحاجة إلى تحديد المفهوم وإعادة قراءته وبلورته من جديد، فاللغة مسؤولية الجميع وليست حكراً على مؤسسة أو فرد.
* نتائج وأرقام
وثمن الوشمي جهود وزارة الثقافة والشباب في إعداد التقرير، الذي وصل إلى نتائج محورية، تحتاج الوقوف عليها بشكل مطول، فمن يمتلك الأرقام يستطيع أن يطلق البرامج والمبادرات التي ستعزز من حضور اللغة العربية عالمياً.
وأوضح الدكتور علي بن تميم أن التقرير يقدم لنا دلالات ونتائج مهمة، تسهم في كسر العزلة التي عاشتها العربية طيلة الفترة الماضية، وأن مركز أبوظبي مستعد لتقديم كافة ما يلزم لتحقيق توصيات التقرير، حتى نحول التحديات إلى فرص، وتعود العلل إلى التعافي والشفاء.
وقال: علينا الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والنظر في التشريعات القديمة واستحداثها لتواكب ما وصل إليه الإنسان، وعلينا الأخذ بعين الاعتبار أن لكل دولة فلسفتها في اللغة، ولسنا بحاجة إلى مقاربة هذا التنوع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"