عادي

«الثقافة والعلوم» تناقش تحديات صناعة النشر العربي

20:41 مساء
قراءة 4 دقائق
1

دبي: «الخليج»
نظمت ندوة الثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب جلسة حوارية بمناسبة اليوم العالمي للعربية بعنوان «تحديات صناعة النشر في العالم العربي» شارك فيها محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ـ مصر، د. شكري المبخوت أستاذ الأدب العربي ـ تونس، رشا الأمير أديبة وناشرة ـ لبنان، عبدالله ماجد آل علي - المدير التنفيذي بالإنابة لمركز أبوظبي للغة العربية، وجمال الشحي كاتب وناشر ـ الإمارات.
حضر الندوة بلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، ود. علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والباحث أحمد محمد عبيد، والكاتبة صالحة غابش.
تساءلت عائشة سلطان حول استخدامات لغة الضاد في الرواية العربية، وما إذا كانت تشكل حضوراً حقيقياً فيها، كما تساءلت عن حضور العامية في الرواية، وواقع النشر في العالم العربي، وهل يعد مقنعاً أم لا؟
ذكر د. المبخوت أن الرواية تلعب دوراً مهماً في تطوير العربية الحديثة؛ إذ إنها تطور في الأسلوب، بدءاً من محاولة الروائيين العرب محاكاة المقامات، وصولاً إلى الكتابات التجريدية الحديثة، مروراً بالتجربة المصرية في الكتابة، كتجربة نجيب محفوظ لامتدادها الزماني وقوتها، وما نجده فيها من مستويات متعددة ظلت تتطور بتطور التجربة، وكذلك تجربة الطيب صالح بدءاً بموسم الهجرة للشمال، التي أخذت تتطور وتقدم عربية أخرى، ونوه بأن فكرة أن اللغة الدارجة أو العامية، غزت العربية الفصحى، هي فكرة تحتاج إلى نقاش، أولاً لعلاقة الفصحى بالمحكي واللهجات، وثانياً حاجة الرواية للهجات وإدخالها في العمل.
وقال: لا أظن أن اللهجات المحلية مشتقة من عربية مثالية، وبالعكس، الفصحى نفسها وليدة تأليف مشترك بين ألسنة عربية مختلفة، كانت تنسب للقبائل، واللغة العربية تاريخياً تعد لساناً مشتركاً بين مختلف اللهجات.
وأكد أن البحث الموضوعي لم يحدد كيف تطورت اللهجات في مختلف البلاد العربية، وأن لغة الضاد التي نعيشها اليوم ليست هي الأصل في نشأة اللهجات العربية، التي تطورت بالممارسات اليومية، وظلت العربية لغة الكتابة والمعرفة والإبداع، ومن البدهي أن تدرج في العربية الفصحى اللهجة الدارجة، لأن اللهجة أول من يتلقى الوافد الجديد من مختلف اللغات، وعلينا ألا نعتقد بأن دخول اللهجة الدارجة إلى الرواية يعد أمراً مُسيئاً.
وقال محمد رشاد: إن صناعة النشر في العالم العربي ضعيفة، لأنها دخلت إلينا متأخرة، وهي لا تجد مساندة من الحكومات العربية، إضافة إلى انتشار الأمية وضعف القراءة في الوطن العربي، والقرصنة، وارتفاع الضرائب ورسوم الجمارك على صناعة الكتاب.. وأضاف: العالم العربي لا ينظر لصناعة النشر على أنها صناعة ثقافية مهمة ولها رسالة، والعرب ليسوا منتجين لمستلزمات النشر، وليس هناك أي اهتمام حقيقي بهذه الصناعة».
وتحدث عن فقدان قواعد البيانات عن صناعة النشر على المستوى العربي، وأن من أهم عوامل نجاح هذه الصناعة، هو أن يتصدى الناشر لطباعة نشر الكتاب المدرسي، وهذا غير موجود، كذلك الخلل في مسألة تناسب عدد المكتبات العامة مع عدد السكان، وضعف عملية التزويد في المكتبات المدرسية والجامعية ومختلف المؤسسات الثقافية.
* الجهات الرسمية
وأكد رشاد أن حل مشكلة النشر في العالم العربي، يحتاج إلى تدخل الجهات الرسمية، وأشاد بالجهود الكبيرة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لدعم صناعة النشر ولمبادرات القراءة، كمبادرة القراءة للجميع في مصر، وأشاد بمبادرة تحدي القراءة التي دعمها وتبناها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كما أكد أهمية المعارض العربية، وترويج الكتاب، ومحاربة الأمية للنهوض بالنشر وصناعة الكتاب.
**حلول شاملة
وأكد جمال الشحي أن واقع النشر في العالم العربي يواجه تحديات كبيرة، خاصة مع جائحة كورونا، ولكن بعض الدول ما زالت تدعم الكتاب، وهذا ما حدث في الإمارات التي منحت الناشرين «قبلة الحياة» للاستمرار، وأن هناك الكثيرين الذين واجهوا أزمات كثيرة في هذا الجانب، والحلول هي تدخل الحكومة في دعم صناعة الكتاب، وبذل جهود أكبر؛ للنهوض بتلك الصناعة.
وأكد أن معدل الأمية في الوطن العربي ليس وليد اليوم، وكذلك مشكلة التوزيع المتراكمة، والمطلوب وقفة حقيقية؛ لإيجاد حلول متكاملة، وليس وقتية أو آنية.
بدورها تحدثت رشا الأمير عن الظروف الراهنة التي يعانيها قطاع النشر في لبنان مؤكدة مسألة الحرية، بوصفها الضامن لصناعة الثقافة، وأننا يجب أن نستثمر الفضاء التكنولوجي لتطوير صناعة الكتاب كما نوهت بدولة الإمارات التي تعد اليوم قاطرة النهوض بصناعة الكتاب، وأكدت أن أغلب الكتب التي تنشر بالعربية هي كتب مترجمة، تشوبها الفوضى، ونادت بأهمية وجود مرصد عربي للترجمة منها وإليها.
وتحدثت الأمير عن واقع صناعة النشر في المناهج الأكاديمية ورأت أنه ينقصها الكثير من الشفافية والمنهجية.
* تطوير المهارات
بدوره ذكر عبد الله ماجد آل علي أن بعض الناشرين العرب لم يطوروا أدواتهم في صناعة النشر، أو الترويج للكتاب، أو اختيار العناوين التي تجذب القارئ، وهناك دور نشر متميزة على مستوى الإعلام والدورات المتخصصة والمهنية، إلى أخرى تواجه تحديات، وأن هناك عزوفاً من القارئ العربي عن شراء الكتب التقليدية والمتكررة سنوياً.
وتحدث عن منصات النشر والتوزيع الرقمي، التي لا تزال تواجه عقبات في التوزيع، وأن على الناشر العربي تطوير أدواته، وتحسين مهارات العاملين في هذا المجال.
أما أحمد عبيد فأكد أن صناعة النشر في العالم تقاس بعدد النسخ التي تنشر، وفي الوطن العربي هناك محاولات جيدة للوصول بحركة النشر لمستوى أعلى ولكنها محاولات فردية، وأنه لابد أن يتوفر النص الجيد، والناشر الواعي بأهمية هذه الصناعة.
وتساءلت صالحة غابش عن دور اتحاد الناشرين العرب؛ لمواجهة كل تلك التحديات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"