الإمارات ومصر.. علاقة استراتيجية

00:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

مرت مصر بمراحل كبيرة عبر التاريخ منذ عصر ما قبل الفراعنة وإلى يومنا هذا، واكتسبت خلالها مكانة كبيرة ومرموقة في شتى المجالات سواء اقتصادية أو سياسية أو صحية أو سياحية أو تاريخية وغيرها من المجالات. فمن المؤكد أن جمهورية مصر العربية قوة كبيرة في منطقتنا وتلعب دوراً مهماً في التوازنات الإقليمية والعالمية، ولهذا فإنها واجهت تنافساً عالمياً كبيراً في محاولة للسيطرة على مواردها سواء من الدول المعادية أو المنظمات السرية أو حتى من الشركات الكبرى العالمية والتي تسعى إلى ذلك، لكن لمصر رجال ونساء يحمونها من أطماع الطامعين، فمصر تبقى دائماً جداراً صلباً لحماية العرب والمسلمين والمنطقة.

 حرصت دولة الإمارات منذ سنوات طوال على توطيد العلاقات مع مصر التي تعتبرها علاقة ثنائية أخوية واستراتيجية، كما أكد ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة؛ إذ قال: «إن العلاقات الثنائية بين الإمارات ومصر..أخوية واستراتيجية وتقوم على المحبة والتفاهم والاحترام المتبادل والإيمان بالمصير الواحد منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله»، وهذا التأكيد أولاً بأن دولة الإمارات ومصر تمشيان على خطى الأخوة، يربطهما الحب والاحترام المتبادل والتفاهم والإيمان بالمصير الواحد، وهذه الكلمات التي تزعج كثيراً من الأعداء هي كلمات تمجد العلاقة الأخوية بين الشعبين العربيين، وتؤكد صلابة أخوية العلاقات التي لا تقهر، لأنها بنيت منذ سنين على الحب والإخلاص والثقة المتبادلة.

 أما الشق الآخر من تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بأن العلاقات استراتيجية فهذه العلاقات قد بنيت على أسس صلبة، ويقوم عليها حاضر ومستقبل في شتى المجالات سواء اقتصادية أو سياسية أو صحية أو تعليمية، ولدولة الإمارات العربية المتحدة ومصر العربية تاريخ مشترك في بناء الدولتين.

وفي الجانب السياسي، فإن دولة الإمارات ومصر تتمتعان اليوم بقوة سياسية كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، وتعاون مشترك، وبالأخص في الآونة الأخيرة وبعد المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية التي طرأت في المنطقة، فكانتا كدولة واحدة في القرارات والمصير المشترك ومواجهة التحديات معاً، وهذا لا يحدث كثيراً بين الدول، إلا أن دولة الإمارات وبحكمة القيادة الرشيدة قد رسخت العلاقات الثنائية بينها وبين دول العالم مقرونة بالشفافية والمصداقية التي تعد أهم ركائز العلاقات الثنائية بين الدول، واليوم نرى النتائج السياسية الملموسة المتينة بين الإمارات ومصر.

 حرصت دولة الإمارات منذ سنوات طوال على التعاون مع جمهورية مصر العربية، ولا تنسى مصر وقوف الإمارات إلى جانبها بعد أحداث ثورة 30 يونيو، لأن الإمارات كانت على يقين كامل بحتمية انتصار إرادة شعب مصر وقراره في تحديد مساره السياسي بمواجهة جماعة «الإخوان» الذين حاولوا جر مصر إلى محاور معادية، وقد بادرت دولة الإمارات بتقديم مساعدات مالية فورية بقيمة 3 مليارات دولار لدعم اقتصاد مصر، ولم تقف عند هذا الحد، فالشراكات بين الشركات والمؤسسات الكبرى في الدولتين مستمرة وقائمة، وخاصة مع الوضع السياسي المستقر والمحفوظ لمصر في السنوات الأخيرة، وهذا دليل على نجاح الحكومة المصرية الحالية في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجهها سواء في الداخل أو الخارج.

 لطالما كانت دولة الإمارات شريكاً مخلصاً وقوياً في دعم قطاع الصحة في جمهورية مصر العربية منذ سنوات، وفي جائحة كورونا أثبتت ذلك؛ حيث أرسلت مساعدات طبية لمكافحة كورونا إلى 120 دولة حول العالم ومن ضمنها مصر، والتي استملت منذ أيام أولى جرعات لقاح فيروس كورونا كهدية من دولة الإمارات إلى شعب مصر الشقيق.

www.sultanaljasmi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"