عادي

من «اختناق رئة الأرض» لـ «حمم ملتهبة».. كوارث أنهكت العالم في 2020

14:27 مساء
قراءة 4 دقائق
2020 يمضي مُخلِّفاً وراءهُ عالماً منهكاً من الكوارث
2020 يمضي مُخلِّفاً وراءهُ عالماً منهكاً من الكوارث
2020 يمضي مُخلِّفاً وراءهُ عالماً منهكاً من الكوارث
2020 يمضي مُخلِّفاً وراءهُ عالماً منهكاً من الكوارث
2020 يمضي مُخلِّفاً وراءهُ عالماً منهكاً من الكوارث

الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم
شهد عام 2020 وقوع عدد كبير من الكوارث الطبيعية التي ضربت العديد من البلدان حول العالم؛ لدرجة أن البعض أسماه بـ«عام الكوارث»، وقد تسببت تلك الكوارث التي استمر بعضها لعدة أشهر؛ بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات؛ فضلاً عن التبعات المناخية الخطيرة الناجمة عنها، وقد احتاجت عمليات السيطرة على بعضها إلى تضافر الجهود الدولية والتعاون بين الحكومات والمنظمات؛ لما تشكّله تلك الكوارث من مخاطر يفوق مداها حدود البلدان التي وقعت فيها.
وتنوعت الكوارث التي وقعت على فترات مختلفة من العام 2020 ما بين حرائق التهمت مساحات شاسعة من الغابات والأحراش، وتسببت باختناقٍ في «رئة الأرض»، وثَوَران براكين أدَّت إلى شلِّ حركة الحياة، وحوَّلت حِممُها كلَّ ما اعترض طريقها إلى رماد؛ فضلاً عن الفيضانات التي اجتاحت مناطق أخرى، وخلَّفت خسائر بشرية ومادية فادحة، وزلازل حوَّلت مباني شاهقة إلى ركام خلال لحظات، وابتلعت كل الأرواح التي بداخلها؛ وصولاً إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات حرارة القطبين المتجمدين، وما يمثله ذلك من خطر بيئي كبير.

اختناق رئة الأرض
كانت الحرائق التي التهمت مساحات مترامية من الغابات البكر في أستراليا واحدة من أسوأ الكوارث البيئية، واستمرت من أواخر 2019 حتى بداية 2020؛ ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات الأسترالية، وكذلك الدعم الدولي الذي تلقّته؛ إلا أن محاولات إخماد ألسنة اللهب لم تنجح بسبب الحجم الهائل للحرائق، والتي أُخمدت بعد هطول أمطار غزيرة غير مسبوقة في يناير/كانون الثاني 2020؛ حيث ساعدت الأمطار والعواصف فرقَ الإطفاء على إخمادها؛ مخلّفةً نحو 30 قتيلاً، وتدمير أكثر من 2000 منزل، وتلف آلاف الهكتارات من المساحات الخضراء، ونفوق ملايين الحيوانات، الطيور والحشرات، وكان لولاية «نيو ساوث ويلز» حصة الأسد من الخسائر والأضرار.

حِممٌ ملتهبة
لم تكد البشرية تصحو من كارثة حرائق أستراليا؛ حتى ثار بركان «تال» في الفلبين منتصف شهر يناير/كانون الثاني 2020، والذي دفع «المعهد الفلبيني لعلوم البراكين والزلازل» إلى رفع درجة التنبيه من مستوى الإنذار الثاني إلى مستوى الإنذار الرابع، وهو ما يعني زيادة احتمال وقوع انفجار بركاني في أي وقت، وبالفعل انطلقت الحمم البركانية بعد ذلك من الحفرة الرئيسيّة «مانيلا الكبرى»، وأجزاء من منطقة «لوزون»؛ الأمر الذي دفع السلطات إلى تعليق الرحلات الجوية والمدارس والأنشطة اليومية المختلفة، وهو ما تسبب بشلِّ حركة الحياة، وشرَّد أكثر من 20 ألف شخص من مناطقهم إلى مراكز الإيواء؛ إلى جانب انقطاع الكهرباء في عدة مدن وبلدات وسط أجواء مناخية قاسية؛ فضلاً عن الخسائر المادية الكبيرة.

ذوبان القطبين المتجمدين
في منتصف شهر فبراير/شباط 2020؛ سُجّلت درجات حرارة قياسية في القارة المتجمدة الجنوبية تجاوزت 20 درجة مئوية في بعض المناطق؛ في حين بلغت 18 درجة من أماكن أخرى، وقد أفاد العلماء بأنهم لم يشهدوا درجة حرارة كهذه من قبل، وهو ما أكده تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، والذي جاء فيه أن «القطب الجنوبي شهد ارتفاعاً في درجات الحرارة وصل إلى 3 درجات مئوية على مدار الخمسين عاماً الماضية، وأن السواد الأعظم من الأنهار الجليدية هناك قد تراجعت».
من جهتهم حذّر العلماء من أن «ظاهرة الاحتباس الحراري قد تتسبب في تفكك القطب الجنوبي في نهاية المطاف؛ مما سيؤدي إلى كوارث بيئية»، ولم يكن الحال أفضل في القطب المتجمد الشمالي؛ إذ أعلن «المركز الوطني الأمريكي لبيانات الجليد والثلوج» في وقت لاحق؛ أن «الجليد البحري في القطب الشمالي انخفض إلى أقل من 4 ملايين كيلومتر مربع للمرة الثانية منذ بدء التسجيل بالأقمار الاصطناعية في عام 1979»، وقد سبق ذلك تسرب أكثر من 20 ألف طن من وقود الديزل من محطة كهرباء روسية بالقطب الشمالي؛ ما تسبب بأضرار بيئية جسيمة.

غزو الجراد
امتدت كوارث عام 2020 من أقاصي القارتين المتجمدتين إلى أعماق الصحاري الإفريقية؛ حيث غزت أسراب هائلة من الجراد عدة دول شرق القارة السمراء المُنهكة أساساً؛ لا سيما كينيا، الصومال وإثيوبيا، في كارثة لم تشهد كينيا مثيلاً لها منذ 70 عاماً، والصومال وإثيوبيا منذ 25 عاماً، وقد وُصفت القدرات التدميرية لتلك الأسراب بأنها غير مسبوقة؛ وسط تحذيرات لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من أن «هذه الأزمة تشكل تهديداً خطيراً للأمن الغذائي في تلك المنطقة».

فيضانات عارمة
بحلول منتصف العام 2020؛ خلَّفت الفيضانات العارمة التي اجتاحت النيجر، والتي نجمت عن هطول أمطار غزيرة؛ نحو 65 قتيلاً ومئات المصابين، وأكثر من 300 ألف متضرر، وقد غمرت المياه أحياءً بأكملها في بعض مناطق البلد الإفريقي الفقير؛ ما أدى إلى انهيار منازلٍ فوق رؤوس قاطنيها، وإلى جانب فقدان أرواح؛ فقد تسببت الفيضانات بخسائر مادية فادحة؛ إذ غمرت المياه آلاف الهكتارات المزروعة بالمحاصيل، ولعل الكوارث المذكورة أعلاه؛ ليست سوى غيضٍ من فيضِ ما وقع في العام 2020.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"