سبعة أبحر إلى الرياضيات

00:27 صباحا
قراءة دقيقتين

عبد اللطيف الزبيدي

هل كان جاليليو جاليلي يعي أبعاد ما يقول، حين قال: «إن العالم كُتب بلغة الرياضيات»؟ رجل عظيم ولا شك، إلا أن ما نُدركه نحن اليوم من مقولته، أكبر من حدود الرياضيات والعلوم في عصره. في القرن العشرين صار العالم عوالم، والعلوم ما لم يخطر على بال أهل القرون الخالية.

المجلات العلمية الرائدة في الدول المتقدمة، فيها إمتاع في التحليق وارتياد الفضاءات، حتى حين تتنزه في فهارسها. موقع «سيانتيفيك أميركان» الذي اختصروا اسمه في الترجمة العربية إلى «للعلم»، ويبقى الأصل الإنجليزي أفضل، في مقالاته عن الرياضيات، وهي من أعداد مختلفة، ما يجعلك تسأل: إلى أين تسير الرياضيات في اكتساحها كل مجالات الحياة اليومية؟ هذا هو ما يزيد كل يوم مقولة جاليلي صدقية. ألا يحتاج العالم العربي إلى مسحراتي طوال أشهر السنة، يصحيهم من السبات العميق على ضرورة التفرغ ثلاثين سنة، كأدنى حد، للرياضيات والفيزياء؟

هل تظن الأمر مزاحاً إذا قيل لك: استيقظوا يا عرب، فقد يفاجأ أبناؤكم غداً بألاّ شراب ولا طعام من دون خوارزميات. ماذا سيفعل الجيل الصاعد إذا استأسدت في العالم أوليجارشية عالمية رقمية، وصارت تتحكم في جميع مفاصل حياة البشر، بأنظمة حاسوبية كوانتومية؟ يلوح لكم هذا الكلام هراء وافتراء. هاكم هذا العنوان الذي يجعلكم تقولون لكاتبه: من فمك إلى السماء، فهذا ما يتمناه العرب.

المقال: «هل تستطيع الخوارزميات المساعدة على حل مشكلة الشلل السياسي»؟ لكن، إذا قرأ القارئ النص، فليذكر في سرّه وجهره الأحلام العربية، رافعاً يديه إلى صاحب الأمر، لعل الله يبعثها غمامة.

إليك هذا العنوان أيضاً، بينما يستعيد ذهنك مشاهد تدمي القلوب لأولئك المساكين الذين ينتهون في قاع البحر الأبيض المتوسط، غرقاً، وهم يحلمون بموسم الهجرة إلى الشمال، إلى أوروبا. المقال: «الخوارزميات تساعد على البحث عن المفقودين في البحر». بحر أم سحر؟ حلم أم علم؟ هل تصدق المناهج العربية أن أبناءنا، إذا درسوا الرياضيات يستطيعون انتشال الآدميين قبل أن تلتقمهم الحيتان وأسماك القرش؟ 

ليس هذا فقط، فالأعجب الأطرف هذا العنوان: «كم من المخلوقات الفضائية في سكة التبانة؟ علماء الفلك لجأوا إلى العلوم الإحصائية للإجابة».

لزوم ما يلزم: النتيجة اللغوية: إذا أردت أن تعرف متى سيقع العرب في حب الرياضيات، فعليك بصبر له روح رياضية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"