حبل غسيل الفنانين

02:04 صباحا
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

صخب التصريحات والإطلالات والشائعات كان أعلى من صوت الأعمال الفنية خلال 2020. لا شك أن للفيروس الذي أصاب البشرية وأعاق سير الحياة بشكل طبيعي تأثيراً في الفن والإنتاج، لكنه لم يمنع أو يحد من انتشار الشائعات، ولم يعرقل دروب المتفرغين للنميمة، بل زادهم تفرغاً لوظيفتهم في شغل مواقع التواصل الاجتماعي بالكلام الفارغ والقشور. ولعل الأغرب هذا العام كانت الأخطاء التي وقع فيها الفنانون أنفسهم فأثاروا الجدل بسبب زلات أو آراء أو مواقف.

 قد تبدو ظاهرة انشغال النجوم بالاستعراضات التي قاموا بها على السجادة الحمراء خلال المهرجانات السينمائية «الجونة» و«القاهرة» وغيرهما من الاحتفالات الفنية، هي الأبرز والأكثر إثارة للجدل هذا العام، لكنها مجرد ظاهرة استعراضية بدأت تطغى ويستمتع بها النجوم لأنها بالنسبة لغالبيتهم «شو» يزيدهم شهرة ويسلط الأضواء عليهم بشكل مميز، ويصبحون حديث الناس و«ترند» على «السوشيال ميديا». إنما إذا عدنا بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، نجد أن تصريحات بعض الفنانين هي التي استوقفت الجمهور واستحوذت على تعليقات المتابعين، سواء تلك التي جاءت في حوارات تلفزيونية، أو التي كتبوها بأنفسهم عبر حساباتهم على «السوشيال ميديا».

من أغرب وأكثر من أثار الجدل، النجم يوسف الشريف الذي أعلن في حوار تلفزيوني عن رفضه للمشاهد الجريئة في أعماله، والمقصود بها «المشاهد الساخنة»، وقد تم تحريفها على المواقع والصفحات إلى «ملامسة النساء»، وأياً كان المقصود بكلمة الشريف إلا أن المستغرب هو أن يأتي تصريح من هذا النوع من فنان لا من فنانة. 

الفنان عبدالرحمن أبو زهرة، هو أيضاً أثار جدلاً بعد كشفه عن معاناته من قلة الأعمال التي تُعرض عليه، فإذا بالفنانة عفاف مصطفى، تشن عليه هجوماً حاداً وكتبت على صفحتها وتتهمه بأنه حاد الطباع و«مفيش ممثلة سلمت من لسانك ولا انتقاداتك اللاذعة طوال الوقت في اللوكيشنات» كما قالت. 

استغربنا جرأة بعض النجوم في مهاجمة البعض الآخر، واعتمادهم على التواصل الاجتماعي لتتويجه برسائل مباشرة وحادة، وكأن الصورة التي يحرص عليها الفنانون لم تعد تعني المضمون والجوهر والفكر والأخلاق، بل المظهر والإطلالة و«اللوك». رسائل متبادلة بين أحمد السقا وتامر حسني وعتاب «حشروا فيه الجمهور حشراً» رغم أنها أمور شخصية بينهما، وتامر زاد الطين بلة بالرد على زوجته عبر «السوشيال ميديا» أيضاً بعد الخلاف الأسري بينهما، معاتباً إياها لأنها سلمت «ودنها لشر السوشيال ميديا» وكأنه هو لم يستغل الوسيلة نفسها لمخاطبتها، وأنه ياما علمها وسيبقى يعلمها الكثير وأنها «متهورة بس بيحبها». 

ربما هو أكثر عام تحول فيه «السوشيال ميديا» إلى حبل غسيل ينشر عليه الفنانون كل شيء وبلا تفكير أو تردد، والحبل نفسه نشرت عليه إليسا ونانسي عجرم خلافاتهما ورسائلهما المباشرة والمبطنة. 

2020 هو العام الذي أراد أن يسجل فيه الفنان محمد صبحي بصمة مختلفة، فأقام مهرجانه الخاص ليشكر كل من عمل معه خلال «50 سنة فن»، مانحاً لنحو 100 شخصية شملت حتى العاملين الفنيين تماثيل على شكل محمد صبحي، ما أثار الجدل أيضاً واتهمه البعض «بالنرجسية» دون التوقف عند ما هو أهم، أنه أول فنان يكرّم ويقدّر كل من عمل معه خلال مسيرته.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"