رهان على السلام في ليبيا

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين

صادق ناشر

على الرغم من ارتفاع لغة الحرب الكلامية وتصاعد وتيرة التهديدات العسكرية بين طرفي النزاع في ليبيا، لا تزال الأمم المتحدة متمسكة بخيار الحوار سبيلاً للأزمة في البلاد، خاصة بعد أن تبادل الجيش الليبي وحكومة الوفاق الوطني، الاتهامات بشأن التحشيد العسكري خاصة على تخوم منطقة الخط الأحمر سرت  الجفرة، والتي تعد بمثابة خط صد لحماية المنطقة من أي مغامرات قد تقدم عليها الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق.

  وخوفاً من تعثر المفاوضات السياسية الجارية بين طرفي النزاع برعاية أممية، ناشدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جميع المعنيين بالأزمة التوافق على توحيد الجهود للوصول إلى الانتخابات الوطنية، مؤكدة التزامها التام بمساعدة الليبيين في بناء دولتهم واستعادة سيادة البلاد وإنهاء التدخلات الخارجية، خاصة بعدما صدرت تركيا  إليها الآلاف من المرتزقة والمقاتلين الأجانب.

 المخاوف الأممية تأتي في ظل الوقائع على الأرض التي تشير إلى تحريك محاور القتال من جديد، ما قد يعكرّ الأجواء الإيجابية التي سادت المرحلة السابقة، خاصة منذ اتفاق وقف النار المعلن بين المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق والبرلمان الليبي بعد جولات عدة من المحادثات، إضافة إلى الاتفاق على تاريخ للانتخابات التشريعية في البلاد على أن تجرى في شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام المقبل، وتشكيل حكومة وحدة، إلا أن الخلافات حول العديد من التفاصيل حالت دون استكمال التوافق على مسائل أخرى عالقة.

  صحيح أن سنوات الحرب التسع لم تغب عن أذهان المتحاورين الليبيين في جولات المحادثات السياسية في تونس والمغرب، لأنهم أدركوا أن استمرار الحرب والتعقيدات التي جلبتها التدخلات الخارجية، بالذات من قبل تركيا، ستعيد ليبيا عقوداً إلى الوراء، فمن الواضح أن الأطماع الأجنبية لن تترك ليبيا إلا وهي في الحضيض.

  وإذا كان هناك من حام للقرار الليبي، الذي تجسد في الحوارات الأخيرة فهوالشعب، الذي تحمل نزق السياسيين وأهواءهم ومصالحهم، وهو الوحيد الذي يستحق أن يكافأ من قبل المتحاربين، والمكافأة الحقيقية تتمثل في وقف الحرب وإعادة الأمور إلى أوضاعها الطبيعية وتوفير المال الذي ينفق على هذه الحرب لصالح التنمية، التي تم تدميرها بشكل كامل.

  وإن كانت مختلف أطراف الصراع في ليبيا، قد فشلت طوال فترة الحرب الممتدة لما يزيد على تسع سنوات، في التوافق حول رؤية لإعادة الأمور إلى سكتها الصحيحة، إلا أن بوادر الحل السياسي من شأنها أن تسهم في إخراج البلاد من حالة الحرب المستعرة إلى تحقيق السلام الشامل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"