«كورونا» والقلق العالمي

00:35 صباحا
قراءة دقيقتين

علي قباجه

يبدو أن عام 2020 سينتهي كما بدأ، فجائحة «كورونا» اشتدت وطأتها؛ بل تطورت إلى طفرات تنتشر أسرع ب70% مقارنة بالفيروس الأصلي، وتزامن ظهور السلالة الجديدة بعد حالة التفاؤل التي اجتاحت العالم؛ من جرّاء البدء باستخدام اللقاحات التي تم اعتمادها. وعلى الرغم من تطمينات الخبراء بأن فاعلية اللقاحات تشمل جميع سلالات الفيروس، فإن التحدي الأبرز يكمن في كيفية احتواء هذه الطفرة التي في حال تفشيها؛ فإنها ستقود العالم إلى مزيد من الإغلاق المتشدد، كما حدث في الربيع الماضي، كما أنها ستشكل ضغطاً على اللقاحات في ظل الإنتاج المحدود، مع حاجة العالم إلى مليارات الجرعات حتى وقت قريب.

 الفيروس التاجي إضافة إلى طفراته التي ظهرت في إنجلترا وجنوب إفريقيا؛ أدخل الدول في حالة إرباك، فأوروبا عزلت بريطانيا، وأوقفت التنقلات منها وإليها، قبل أن تستأنفها بشكل محدود، كما طالبت الولايات المتحدة القادمين من المملكة المتحدة بإجراء فحوصات إجبارية؛ للتحقق من سلامتهم، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فدول عدة أغلقت حدودها بشكل كامل؛ تخوفاً من الموجة الثالثة من الفيروس.

 ظهور السلالة الجديدة؛ ضاعف من حالة الإرباك، خاصة مع موسم أعياد رأس السنة؛ لكن ليس ثمة أي خيار سوى بتشديد إجراءات الوقاية؛ فهولندا وفرنسا اتجهتا نحو مضاعفة القيود، بينما ألمانيا التي كانت قادرة على احتواء الفيروس في الأشهر الماضية دخلت حالة إغلاق صارم؛ بعد أن وصلت حالات الإصابة إلى أرقام قياسية. وعلى الرغم من كفاح القارة العجوز في الأسابيع الأخيرة لاتخاذ قرارات متساهلة فيما يتعلق بالقيود المفروضة، فإن الموجة الأخيرة دفعت الحكومات الأوروبية إلى العودة إليها بقوة، خاصة مع ظهور السلالة الجديدة.

 لكن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس جيبرييسوس، سار على عكس التيار السائد الذي تخوف من الطفرات الجديدة، وأشار بوضوح إلى عدم وجود دليل حتى الآن يُرجح تسبب السلالة في مرض شديد أو وفيات؛ لكنه طالب أيضاً بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة؛ للحد من انتقال العدوى، وقال: «كلما سمحنا لها بالانتشار، زادت فرصة تحوّر الفيّروس». 

 العالم دخل مرحلة حاسمة، ودوله تسارع الخطى؛ للحد من المرض وإعادة السيطرة عليه، وإلى ذلك الوقت الذي يتم فيه تطعيم معظم البشرية على وجه المعمورة والوصول إلى المناعة الشاملة، فإنه من المرجح أن ترتفع المخاطر؛ لذا فإنه لا خيار أمام الحكومات سوى التكاتف وتقديم الدعم للاقتصاد وللفئات الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس، وتعزيز البحث العلمي، وتحشيد القوى نحو الحرب على الفيروس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"