عادي

خارطة طريق للقضاء على «إمبراطورية الاقتصاد الإخواني»

01:53 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

أبوظبي: «الخليج»

 وضع خبراء وباحثون في مجال «حركات الإسلام السياسي» خارطة طريق للقضاء على منابع تمويل «إمبراطورية الاقتصاد الإخواني» وتجفيف مصادر تمويل الحركة المصنفة منظمة إرهابية في العديد من الدول. 

وشدَّد الخبراء، على ضرورة فرض المزيد من الرقابة على الجمعيات الخيرية التابعة للجماعة في قارة أوروبا والدول الغربية عموماً، والعمل على سد الثغرات القانونية والمالية التي تستغلها الجماعة في بناء شبكتها المالية والاقتصادية، وابتكار أدوات جديدة لمواجهة أساليب الإخوان في إخفاء أنشطتها الاقتصادية ومصادر تمويلها الرئيسية، والعمل على كشف استراتيجية الجماعة التي توظف من خلالها الدين لخدمة أهدافها الاقتصادية، وتوعية الرأي العام الدولي بخطورة الممارسات الاقتصادية لجماعة الإخوان المسلمين في الدول الأوروبية والغربية.

جاء ذلك في ندوة نظمها مؤخراً مركز «تريندز» عن بعد بعنوان «الاستثمار تحت غطاء الدين: إمبراطورية الاقتصاد الإخواني»، شارك فيها نخبة من الخبراء في حركات الإسلام السياسي، لمناقشة التطورات الذي طرأت على الاقتصاد الإخواني، وتسليط الضوء على شبكات المال والأعمال التابعة للجماعة في العديد من دول العالم، وما تمثله من أهمية في توفير الدعم المالي للجماعة وخدمة مشروعها الفكري والسياسي، وعلاقتها بالتنظيمات الإرهابية.

مشروع بوجهين

وأدار فعاليات الندوة الدكتور كريستيان ألكساندر، الباحث في المركز، الذي أكد أهمية الندوة في تسليط الضوء على البناء المالي والاقتصادي لجماعة الإخوان المسلمين، والأدوات التي تلجأ إليها الجماعة في تمويل أنشطتها المختلفة، وكيفية العمل على تفكيك شبكات المال والأعمال الإخوانية التي لا تنفصل عن مشروعها السياسي.

وتحدث بريغ باركر، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة ريد روك جلوبال في الولايات المتحدة الأمريكية، في ورقته التي تحمل عنوان «أيديولوجيا الإخوان المسلمين: الجذور والبدايات»، عن التطورات التي حدثت عام 1924 ومهدت لنشأة جماعة الإخوان المسلمين، وأبرزها سقوط الخلافة العثمانية وتولي مصطفى كمال أتاتورك الحكم في تركيا.

الثراء وجمع المال

وقال الدكتور محمد بوشيخي، الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والحركات الإسلامية في المركز في ورقته التي جاءت بعنوان «الدين في خدمة اقتصاد الإخوان: الاستغلال الأيديولوجي والسياسي»، إن جماعة الإخوان المسلمين حققت منذ سنواتها الأولى نجاحاً باهراً في مجال المال والأعمال، وهو ما تجلى بوضوح في قدرتها على تمويل مختلف مشروعاتها الاستثمارية، فضلاً عن تغطية نفقاتها التنظيمية وممتلكاتها العقارية.

وأكد الدكتور وائل صالح، أستاذ مشارك بمعهد مونتريال للدراسات الدولية بجامعة كيبك في مونتريال كندا، في ورقته التي حملت عنوان «مستقبل الإخوان بين الأيديولوجيا والاقتصاد: الاتجاهات والمؤشرات»، أن الاقتصاد يمثل ركيزة رئيسية لدى جماعة «الإخوان المسلمين» حيث يتم توظيفه في خدمة مشروع الجماعة الفكري والسياسي، والعكس صحيح حيث يتم توظيف أيديولوجية الجماعة من أجل تحقيق الثراء وجني الأموال. وتحدثت إيرينا تسوكرمان، مستشارة لدى منظمة العدل الدولية، في ورقة بعنوان «اقتصاد الإخوان: آليات التمويل وقنوات الإنفاق»، عن مصادر تمويل جماعة «الإخوان المسلمين»، مشيرة إلى أن هناك مصادر ذاتية تتمثل في ما يدفعه الأعضاء سواء داخل مصر أو خارجها، من اشتراكات شهرية مثلت أحد مداخيل الجماعة المالية، إضافة إلى التمويل الذي يأتي من بعض المنظمات والمؤسسات الخارجية، مشيرة إلى أنه رغم أهمية الجهود التي بذلتها مصر من أجل تجفيف مصادر «الإخوان» المالية، فإن هذه الجهود لم تتمكن من تحقيق أهدافها تماماً، بالنظر إلى وجود دول أخرى مثل قطر على سبيل المثال، التي وفرت للجماعة الملاذ الآمن الذي تستخدمه لحماية أموالها وتنميتها.

وقال ماثيو آر.جيه برودسكي، زميل أول بمعهد جولد للاستراتيجية الدولية بواشنطن في ورقته التي حملت عنوان (تمدُّد الإخوان الاقتصادي: اقتصاد الحلال والعمل الخيري نموذجاً) إن جماعة الإخوان المسلمين منذ دخولها إلى الولايات المتحدة الأمريكية عملت على تنمية مواردها المالية من خلال تأسيس مجموعة من المؤسسات والمراكز والجمعيات الخيرية غير الربحية التي كانت ضمن أهم روافد تمويل جماعة الإخوان المسلمين.

وأشار برودسكي إلى أن العديد من المنظمات الخيرية والإغاثية تلعب دوراً في تمويل نشاطات جماعة الإخوان، مثل: «منظمة الإغاثة الإسلامية» التي تعد أكبر منظمة خيرية إخوانية في العالم، و«منظمة كير» الأمريكية وغيرهما. 

وكشف برودسكي أن جماعة الإخوان المسلمين تعتمد في تمويلها المالي على العديد من المصادر، فإضافة إلى الجمعيات الخيرية والإغاثية، فإنها تركز على الأنشطة المصرفية الإسلامية، كما تتلقى الدعم من بعض الدول، وخاصة قطر وتركيا، اللتين تقدمان الدعم للعديد من أنشطتها في الولايات المتحدة وأوروبا.

جماعة راعية للتطرف

وتناول نور داهري، المدير التنفيذي لمركز الثيولوجيا الإسلامية لمكافحة الإرهاب بالمملكة المتحدة في ورقته البحثية أمام الندوة «شبكات المال والتمويل التابعة لجماعة الإخوان المسلمين في المملكة المتحدة»، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان تصنف نفسها للأسف على أنها الراعي للجاليات المسلمة في المملكة المتحدة، والمتحدث باسم المسلمين في الغرب، لكنها في الحقيقة جماعة إرهابية، بالنظر إلى علاقتها بالعديد من التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية. 

وأوضح دكتور توفيق أكلمندوس، مدير وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بمصر في ورقته البحثية «دلالات القلق الدولي من تمدد الإخوان الاقتصادي» أن الجماعة حينما وصلت إلى حكم مصر عام 2012 لم تستطع توفيق أوضاعها نظراً إلى غموض شبكاتها المالية والاقتصادية.

وسلَّط الدكتور جيوفاني جياكالوني، محلل لدى مركز الثيولوجيا الإسلامية لمكافحة الإرهاب بمكتب أوروبا في إيطاليا، الضوء على شبكات المال والأعمال الإخوانية في إيطاليا، مشيراً إلى أن الجماعة تعتمد على الدعم القطري بدرجة كبيرة في تمويل أنشطتها في إيطاليا أيضاً، لافتاً الانتباه إلى أن إيطاليا تمثل أهمية خاصة لدى جماعة الإخوان، فهي من ناحية تعد بمنزلة الجسر بين العالم الإسلامي وأوروبا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"