عادي

أوروبا تتسلّح باللقاحات ضد «كورونا» وسلالاته

00:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
1

دشنت أوروبا أمس الأحد، حملة تطعيم ضخمة للوقاية من مرض كوفيد  19 بدأتها بالمسنين والفرق الطبية، على أمل وضع نهاية لجائحة كبّلت اقتصادها وأودت بحياة أكثر من 1.7 مليون نسمة في أنحاء العالم. 
وقالت آراسيلي إيدالجو، مسنة تبلغ 96 عاماً، هي وأول من حصل على اللقاح في إسبانيا، إنها لم تشعر بشيء. وأضافت: «دعونا نرى ما إذا كان بإمكاننا القضاء على هذا الفيروس».
وتلقت اللقاح بعدها الممرضة مونيكا تابياس التي تعمل في دار المسنين، لتكون ثاني شخص في البلاد يحصل على لقاح «فايزر  بايونتيك». وكتب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز في تغريدة مستخدما وسم #اتلقح: «إن أراسيلي ومونيكا تمثلان اليوم خطوة جديدة مليئة بالأمل. إنه يوم مليء بالتأثر والثقة».
وأصبحت الفرنسية موريسيت البالغة 78 عاماً، أول شخص يتلقى اللقاح في فرنسا. وقالت موريسيت التي كانت تعمل مدبرة منزل: «إنني متأثرة». وأشار مراسل الوكالة الفرنسية إلى أن المرأة قالت إنها شعرت «بسخونة» في مكان الحقنة، وابتسمت وسط تصفيق الطاقم الطبي الموجود، ثم تلقى اللقاح طبيب القلب جان جاك مونسويس البالغ 65 عاماً. 
لحظة تاريخية تبقى في الذاكرة للأبد
وفي إيطاليا، كانت الممرضة كلاوديا أليفرنيني (29 عاماً) واحدة من بين ثلاثة عاملين في مجال الرعاية الطبية على رأس قائمة من سيحصلون على اللقاح. وعلقت أليفيرنيني أمام وسائل الإعلام: «إنها لفتة صغيرة، لكنها أساسية لنا جميعاً. أقولها من صميم قلبي: فلنحصل على اللقاح. لأجلنا لأحبائنا وللمجتمع». وكتب رئيس الوزراء الإيطالي على حسابه على تويتر: «إيطاليا تستيقظ (..) مرحباً بتاريخ سيبقى إلى الأبد مطبوعاً في ذاكرتنا».
وتسعى القارة البالغ عدد سكانها 450 مليون نسمة، إلى اللحاق بالولايات المتحدة وبريطانيا بعد أن بدأتا بالفعل، حملات التطعيم باستخدام لقاح طورته شركتا فايزر وبيونتيك. ومن المقرر أن يستقبل الاتحاد الأوروبي 12.5 مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية العام، وهو ما يكفي لتطعيم 6.25 مليون شخص حسب التطعيم الذي يعتمد على جرعتين لكل شخص. وتسابق الشركات الزمن لتلبية الطلب العالمي على اللقاح، وتستهدف إنتاج 1.3 مليار جرعة بحلول العام المقبل.
وأبرمت أوروبا عقوداً مع عدد من الموردين للحصول على أكثر من ملياري جرعة لقاح، وهي تهدف لتطعيم جميع سكانها البالغين خلال العام القادم.
وعلى الرغم من أنه في أوروبا بعض أفضل نظم الرعاية الصحية والمستلزمات الطبية في العالم، فقد دفع حجم الجهود الهائل دولاً إلى الاستعانة بالأطقم الطبية المتقاعدة، في حين خففت دول أخرى القواعد التي تحدد من هم المسموح لهم بالقيام بالحقن.
ماكرون: سلاح جديد ضد الفيروس
وتشير عمليات المسح إلى تردد كبير حيال اللقاح في دول من فرنسا إلى بولندا. وروّج قادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين للقاح على أنه أفضل فرصة للعودة إلى قدر من الحياة الطبيعية العام القادم. وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تويتر: «لدينا سلاح جديد ضد الفيروس، إنه اللقاح. يجب علينا أن نقف بحزم مرة أخرى». وسارعت المجر إلى إعطاء جرعات لقاح فايزر  بيونتيك، للعاملين في الخطوط الأمامية بمستشفيات العاصمة بودابست. كما مضت سلوفاكيا قدماً في تطعيم بعض موظفي الرعاية الصحية أمس السبت. وفي ألمانيا، حصل عدد قليل من نزلاء دار رعاية للمسنين، على التطعيم قبل يوم من الموعد المقرر.
 صالات رياضية وقاعات اجتماعات تحت الخدمة
وإلى جانب المستشفيات ودور الرعاية، ستصبح الصالات الرياضية ومراكز الاجتماعات التي أصبحت خالية بسبب إجراءات العزل العام، أماكن للتطعيم الجماعي. وفي إيطاليا، فُتحت أجنحة رعاية صحية تعمل بالطاقة الشمسية، في ساحات المدن في أنحاء البلاد. وقالت برانكا آنيتشيتش المقيمة في دار رعاية في زغرب، والتي كانت أول من يتلقى جرعة اللقاح في كرواتيا: «سعيدة لأنني سأتمكن الآن من رؤية أحفاد أبنائي». وبدأت التطعيمات أيضاً في النرويج، التي ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، لكنها جزء من حملة التكتل. وخارج الاتحاد الأوروبي، كانت بريطانيا وسويسرا وصربيا قد بدأت بالفعل عمليات التطعيم لمواطنيها خلال الأسابيع الماضية.
مكافحة الطفرات الجديدة
وأصبحت حملة التطعيم أكثر إلحاحاً بسبب مخاوف من تحور جديد للفيروس له علاقة بزيادة سريعة في عدد الإصابات بكورونا في بريطانيا وجنوب إفريقيا. وخلال الأيام الأخيرة، رصدت السويد وفرنسا أيضاً، حالات للفيروس المتحور. وخلال الأسبوع الماضي، رصدت أستراليا وهونج كونج، وعدة دول أوروبية أخرى، كان آخرها السويد وفرنسا، إصابات بالفيروس المتحور الذي كُشف عنه في بريطانيا. وحتى الآن، يقول العلماء، إنه ما من دليل يشير إلى أن اللقاحات لن تكون أقل فاعلية في مواجهة الفيروس المتحور. وفي إسبانيا يجري نقل الجرعات جواً إلى الجزر، وإلى جيبي سبتة ومليلة في شمال إفريقيا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"