عادي

الألعاب النارية.. من سلاحٍ لـ«طرد الأرواح الشريرة» إلى أداةٍ للاحتفال والترفيه

13:57 مساء
قراءة 3 دقائق
الألعاب النارية

الشارقة: أوميد عبد الكريم إبراهيم
يقترن اسم الألعاب النارية في مختلف أنحاء العالم، بالمناسبات والأعياد المختلفة، إلى جانب أغراض التسلية والترفيه، ويتفاوت حجم استخدامها، وكذلك أنواعها، من مناسبة إلى أخرى، في حين تبلغ ذروتها في أعياد رأس السنة الميلادية على وجه الخصوص؛ إذ تُبدد هذه الألعاب ظلام الليل في كبرى المدن حول العالم، وتضيء «سماواتها» بأبهى وأجمل الألوان والأضواء، وكان الصينيون أول من ابتكرها قبل زهاء 15 قرناً، ولكن لأغراض مختلفة كلياً عن التي تُستخدم لأجلها اليوم.
ولا تشكل الألعاب النارية خطراً كبيراً، إلا على نطاق ضيق عند التعرض لها بشكل مباشر؛ إذ تُصنف ضمن المقذوفات النارية ذات الانفجار الضعيف، وهناك فرق بينها والمفرقعات التي تُصدر أصواتاً دون أن تصدر عنها إضاءة أو ألوان، وتتعدد التركيبات الداخلة في الألعاب النارية، وأشكالها، إلا أن الأغراض الأساسية من استخدامها ثابتة، وهي خلق الإضاءة والألوان، إلى جانب الضجيج والدخان، ويدخل في صناعتها مزيج من المواد الكيماوية تعد مسؤولة عن الشرر واللهب الصادر عنها عند انفجارها، والألوان المتنوعة أيضاً.
 
ابتكار صيني عمره 15 قرناً

ويُنسب لقدماء الصينيين ابتكار الألعاب النارية في القرن السابع الميلادي، ولكن الغرض من صناعتها واستخدامها في ذلك الوقت لم يكن للاحتفال أو الترفيه، كما هو حاصل اليوم؛ إذ تشير الوثائق والمخطوطات إلى أن الصينيين كانوا يستخدمونها حينذاك لاعتقادهم أنها «تلعب دوراً في إخافة وطرد الأرواح الشريرة»، إلا أن هذه الألعاب ما زالت تُستخدم إلى يومنا هذا في رأس السنة الصينية، وفي عيد «مهرجان القمر» الذي تحتفل به إلى جانب الصين، اليابان والكوريتان، وفيتنام، وشعوب آسيوية أخرى، وتختلف طقوس هذه المناسبة من بلد لآخر بشكل طفيف.
ابتكارُ قدامى الصينيين للألعاب النارية جاء بعد فترة من ابتكارهم أحد أهم المواد عبر التاريخ، ألا وهو البارود الذي يندرج ضمن الاختراعات الأربعة العظيمة للصينيين، والذي استُخدم في تلك الألعاب حينذاك، واليوم تعد الصين أكبر مصنع ومُصدِّر للألعاب النارية في العالم على الإطلاق. وقد تطورت وتغيرت طريقة صناعة هذه الألعاب بشكل جذري، وغالباً ما تُصنع من البلاستيك والورق المقوى، إلى جانب المواد القابلة للاشتعال، وتحاكي بعض الألعاب النارية أنواعاً من الأسلحة الحقيقية من حيث طريقة انفجارها، أو الأصوات والألوان الصادرة عنها.
 
الألعاب النارية في الإمارات

وتحرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تحقيق الإبداع والتميز دائماً، وفي مختلف المجالات، وفي ما يتعلق بالألعاب النارية التي تُستخدم على مدار السنة في العديد من المناسبات، وتستقطب أعداداً كبيرة من السياح والزوار، حققت الإمارات خلال احتفالات رأس السنة الميلادية 2019 رقمين جديدين دخلت بهما موسوعة «جينيس» للأرقام القياسية، حيث سجلت إمارة رأس الخيمة حينذاك «أطول سلسلة للألعاب النارية» استُخدم فيها أكثر من 11 ألف جهاز ألعاب نارية، وكذلك «أطول خط مستقيم للألعاب النارية» من خلال عرض امتد لأكثر من 13 كيلومتراً.
وتقام عروض الألعاب النارية في كثير من الأماكن الموزعة على إمارات الدولة بجمالها وألقها، وعادة ما تكون هذه الاحتفالات مصحوبة بمقطوعات موسيقية مرموقة، ما يضفي أجواء من البهجة والسكينة على نفوس الحضور، ومن الأماكن التي تقام فيها مثل هذه الفعاليات على سبيل المثال لا الحصر، جزيرة الريم، ومنطقتا الكورنيش والوثبة، ومبنى قصر الإمارات وغيرها في أبوظبي، وبرج خليفة، وسيتي ووك، وقناة دبي المائية، وشارع الشيخ زايد، وشاطئ جميرا، وفستيفال سيتي وغيرها في دبي، كما يعتبر كورنيش البحيرة في الشارقة، وكورنيش عجمان من أبرز الأماكن التي تحتضن هذه الفعاليات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"