عادي

الاتحاد الأوروبي.. وداعاً بريطانيا أهلاً بالصين

10:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
1

نهاية عام 2020 بالنسبة للاتحاد الأوروبي مصيرية، فخلال ساعات رسم التكتّل ملامح السنوات المقبلات التي من المتوقع أن تشهد تغيرات عميقة في مشهد علاقاته الدولية بعد انسحاب بريطانيا رسمياً من الاتحاد.

فقد توصل الاتحاد الأوروبي والصين، الأربعاء، إلى اتفاق «مبدئي» واسع النطاق حول الاستثمارات، على ما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، بعد مؤتمر عبر الفيديو مع الرئيس الصيني شي جين بينج.

الصورة
توقيع الاتفاق الأوروبي - الصيني

 

يأتي ذلك بعد ساعات من توقيع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، بشكل رسمي، الاتفاق المبرم مع لندن لمرحلة ما بعد بريكست، فيما قال رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون إن بلاده ستكون «أفضل صديق وحليف» للاتحاد. وصوَّت النواب البريطانيون، على الاتفاق التجاري الذي سيحكم العلاقات بين لندن والاتحاد الأوروبي إثر خروج المملكة المتحدة منه نهائياً، فيما وقعه جونسون بالأحرف الأولى أيضاً.

الاتفاق الصيني

وعن الاتفاق الصيني، أكدت دير لايين أن هذا «الاتفاق المبدئي» الذي يسبق التوقيع الرسمي في تاريخ لاحق، سيفتح الطريق لـ«إعادة التوازن في الفرص التجارية وفرص الأعمال»، فيما أكدت وكالة «الصين الجديدة» الرسمية للأنباء أن الطرفين «أنجزا المفاوضات حول اتفاق استثمار طبق الجدول المتفق عليه».
من جهتها، ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أن الرئيس الصيني شي جين بينج قال، إن اتفاقية الاستثمار المرتقبة مع الاتحاد الأوروبي ستوفر أسواقاً أكبر وبيئة عمل أفضل للاستثمارات الصينية والأوروبية. وأضاف أن الاتفاقية تظهر عزم الصين وثقتها في الانفتاح، مشيراً إلى أنها ستحفز الاقتصاد العالمي أثناء تعافيه من جائحة كورونا، فضلاً عن تعزيز العولمة الاقتصادية والتجارة الحرة.

استغرق إعداد الاتفاق ستة أعوام ويشكل جزءا من علاقة الاتحاد الأوروبي الجديدة مع الصين التي يعتبرها شريكة لكنه يراها في الوقت نفسه منافسة.
وتسارعت وتيرة المفاوضات، التي بدأت في 2014، هذا العام وأصبحت قيد الاستكمال بإعلان سياسي خلال اجتماع عبر الإنترنت بين الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم الأربعاء.
كما من المقرر أن يتحدث شي على نحو منفصل مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ومن المرجح أن يستغرق الاتفاق بين الصين والاتحاد الأوروبي عاما قبل أن يبدأ سريانه، وسيتيح لشركات الاتحاد الاستثمار في قطاعات جديدة وإلغاء بعض متطلبات المشروعات المشتركة.

اتفاق بريكست التجاري

وخلفهما أعلام أوروبية، وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الأربعاء، نص الاتفاق التجاري المبرم بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد «بريكست»، أمام الكاميرات والمصورين. وتم نقل الوثائق جواً بطائرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني حيثوقع عليها رئيس الحكومة بوريس جونسن بالأحرف الأولى.

ودعي النواب البريطانيون الأربعاء أيضاً لمناقشة النص المؤلف من 1250 صفحة،حيث تمت المصادقة عليه. الموافقات الرسمية، سمحت بدخول الاتفاق حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني/يناير 2021.
وسيكون التطبيق مؤقتاً في انتظار مصادقة البرلمان الأوروبي الذي تعتبر موافقته ضرورية والذي يمكنه بعد ذلك عقد جلسة عامة استثنائية في نهاية شباط/فبراير للتصويت على النص.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في بيان، «في الأول من كانون الثاني/يناير، سنقول: مرحباً، وداعاً للمملكة المتحدة».
وأضاف «مع نهاية الفترة الانتقالية، ستترك المملكة المتحدة فعلياً السوق الموحدة والاتحاد الجمركي، وفي نفس الوقت سنبدأ شراكتنا الجديدة».
وفي 24 كانون الأول/ديسمبر، توصلت لندن وبروكسل إلى اتفاق يؤطر مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ختام مفاوضات صعبة.
ومن خلال هذه الشراكة الاقتصادية والتجارية، يسمح الاتحاد الأوروبي للندن بالدخول دون رسوم جمركية أو حصص إلى سوقه الذي يضم 450 مليون مستهلك، لكنه ينص على عقوبات وتدابير تعويضية في حال عدم امتثالها لبنود الاتفاق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"