في علم الغيب

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

ذهبت إجازة الشتاء وأصبحنا على أعتاب الفصل الدراسي الثاني للعام الجاري 2020 2021، الجميع رفع درجة الاستعداد، ووضع خطط العودة، بما يضمن انطلاقة جادة وآمنة لميادين العلم، لكن الأهم من تفاصيل العودة، نراه في ما شهده الميدان التربوي بالأمس القريب، حول نتائج امتحانات الفصل الدراسي الأول التي تم نشرها على موقع وزارة التربية، وتم حجبها سريعاً، بحجة عدم دقتها ووجود أخطاء في مضمونها، لتظل النتائج في علم الغيب.
نعم، أهابت الوزارة بمجتمع التعليم، عدم الاستناد إلى تلك النتائج؛ إذ تتنافى مع الواقع ولا تحاكي التقييم الدقيق للطلبة، وهنا نسأل: ما دامت النتائج مغلوطة وغير حقيقية، لماذا تم نشرها على موقع الوزارة؟ وكيف تسللت وهي قيد العمل إلى النظام لينشرها بطريقة أثارت ارتباك الميدان بفئاته؟ 
حديث الوزارة أكد أن إعلان النتائج سيكون عقب الامتحان التعويضي المخصص للطلبة غير المجتازين والغائبين بعذر مقبول، وللذين واجهتهم مشاكل تقنية خلال الامتحان، وكذلك بعد اختبارات التحسين، المخصصة للطلبة أصحاب المعدلات المتدنية، ولكن كيف سيعلم الطالب أحقيته في الإعادة؟، وكيف سيعلم ولي الأمر حاجة ابنه إلى التحسين ما دامت النتائج لم تعلن بعد؟ وسيتم إعلانها عقب «التعويضي والتحسين»، هنا أصبحت اختبارات الفصول الذكية «التعويضية والتحسين»، «إجبارية وإلزامية» على جميع الطلبة، لمن أدى الامتحان «فلح أو لم يفلح»، ومن تغيب عن الامتحان «بعذر أو بدون عذر»، وكذا لمن تدنّى معدله أو ارتقى، لنعيد سباق امتحانات الفصل الأول في «كلايت ثاني مرة»، فالجميع مسير وليس مخيراً، والأمر برمته في أيدي القائمين على التقييم والامتحانات.
الاختبارات التعويضية تعد فرصة ذهبية للراسبين والغائبين من الطلبة للارتقاء بمستواهم العلمي، والتحسين فرصة كبيرة للممتحنين الذين يرغبون في الارتقاء بمعدلاتهم، ولكن إعلان نتائج الامتحانات التي سبقت «التعويضية والتحسين» ضرورة ملحة، ليتعرف كل طالب إلى مستواه الحقيقي، ويتمكن من تحديد موقعه.
قدوم النتائج عقب الاختبارات التعويضية، جعل امتحانات الفصل الأول مثل «التجريبية»، نتائجها الأولية مربكة، وتقييمها الحقيقي يكمن في سباق جديد لاختبارات الفصول الذكية التي تصلح ما أفسدته الجولة الأولى، وتعالج تدني المستويات والمعدلات، وهنا نسأل: أي الجولتين الأفضل للطالب «الأساسية أم التعويضية»؟ أو التحسين؟. 
لا نُنكر أن التقييم يتطور بشكل متسارع، ولكن يبقى عدم علم الميدان، وغياب فاعلية المشاركة لفئاته، إشكالية قائمة تُفرز جدلاً يؤثر في استقرار مجتمع العلم، ويثير تساؤلات في الميدان.
نعلم أن الوزارة تتطلع لأفضل التقييمات، ولكن إذا كانت لدينا معدلات متدنية، فالتعرف إلى أسبابها ضرورة، ومعالجة أوجه الضعف، وتأهيل المتعلمين ورفدهم بالمهارات المطلوبة يعد أمراً إلزامياً، بدون اللجوء إلى امتحانات محجوبة النتائج، أو تقييمات جديدة تثير الارتباك.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"