متفائلون.. وإماراتنا أولاً

00:05 صباحا
افتتاحية الخليج

خالد عبدالله تريم

عام استثنائيّ بكل معاني الكلمة وأبعادها ومضامينها.. فقد مرّت تسعة من شهوره ثقيلة مزعجة، لم يمرّ يوم فيها إلّا وأنباء مؤلمة عن ضحايا أودى بهم الوباء المقيت، الذي ملأ مشارق الأرض ومغاربها، وكذلك أوقف أعمالاً ومصالح كانت مصادر أرزاق لأسر كثيرة. ولم تكن الإمارات بمنأى عن هذه الجائحة، وفقدنا أعزّاء وأحبّة، وتضرّرت بعض الجهات.. لكن إذا عقدنا مقارنة خفيفة بين تعامل الإمارات مع الأزمة ومعالجتها، وتعامل غيرها، لوجدنا بوناً شاسعاً في النتائج على جميع الصّعد، بأعداد الفحوص اليومية، وأعداد الإصابات، ثمّ أعداد المتعافين.. فضلاً عن ذلك كلّه هذا النهج في العطاء والاندفاع من الجميع للتعامل مع الجائحة بمسؤولية وفهم وتفانٍ، فخط الدّفاع الأول كان مضرب المثل في عطاء لا نظير له، ثمّ تفاعل الناس بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم وشرائحهم، وتجاوبهم الكبير والتزامهم بالإجراءات الاحترازية والوقائية، لأنّ الهدف ليس التضييق والتقييد، بل الإسهام في الإسراع من التخلّص من الوباء.

هذا العام الذي ودّعنا آخر أيامه أمس، علّمنا دروساً وعبراً ستبقى راسخة لسنوات طوال، وتتناقلها الأجيال، وكما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله «2020 علّمنا الكثير، تعلّمنا أن القوة في الوحدة، والسعادة مع الأسرة، والتفوق في العطاء، والصحة قبل السياسة والاقتصاد».. وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي قال «ودّعنا عاماً، رغم تحدیاته، كان في الإمارات عام الإنجازات الرائدة؛ ونستقبل عاماً جديداً، بكل إیجابیة وتفاؤل. نؤسّس فيه لانطلاقتنا التنمویة الكبرى، ونعزّز حضورنا في العالم»؛ كلمات تصلح لأن تكون عناوين لخطط مستقبلية، ومصابيح فكر ودروساً نستضيء بمعانيها وعمق أبعادها، لسنوات.

إمارات العطاء والخير، أكّدت على ألسنة قادتها، أنّ صحة الإنسان والتكاتف بين أبناء الأسرة، والعطاء، أولويات قبل أي شيء آخر، لأنها هي التي تجلب السعادة والطمأنينة والراحة.

فشباب هذا الوطن هم المعوّل عليهم، لمستقبل زاهٍ، فالثقة بهم «يمكن أن تصل بنا إلى المجرة وأن تشطر الذرّة».. كما قال الشيخ محمد بن راشد. «ونتمنى أن یكون 2021 بدایة مرحلة عالمیة من التعاون والتعايش والازدهار»، كما أكّد الشيخ محمد بن زايد.

إماراتنا فوق كل شيء.. هذه الكلمات تبثّ فينا فيضاً من التفاؤل.. وأن هذا العام الذي نستقبل أول أيامه، سيكون مملوءاً بالفرح.

كل عام وإماراتنا وقادتنا وشعبنا بخير وسعادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس مجلس إدارة دار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، رئيس تحرير "الخليج"

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"