عادي

قصر المويجعي.. واحة التاريخ والعمارة

22:57 مساء
قراءة 3 دقائق
1

يعد قصر المويجعي الذي شُيد في الجهة الغربية من مدينة العين بمقربة من واحة المويجعي منذ نحو 100 عام، من المباني التاريخية المميزة في المدينة؛ حيث يمثل بناؤه نموذجاً راقياً لفن العمارة التي كانت تعتمد على الطوب لبناء القلاع والقصور آنذاك. والقصر أحد المواقع الثقافية في العين المدرجة ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي لما تتميز به من قيمة عالمية استثنائية.

بنى الشيخ خليفة بن زايد بن خليفة آل نهيان، القصر في السنوات الأولى من القرن العشرين في عهد الشيخ زايد بن خليفة الأول، حاكم أبوظبي. ويتميز القصر بهيكله المربع وأبراج الزوايا البارزة وبوابة المدخل الكبيرة، الذي كان يستخدم ديواناً (مجلس أو مكان للحكم) ومقصداً لاجتماع الناس.

بني القصر على شكل مربع طول ضلعه 60 متراً، وتبلغ مساحته الإجمالية 3600 متر مربع ومحاط بسور دفاعي مرتفع يبلغ ارتفاعه نحو خمسة أمتار وسمك السور عند القاعدة 950 مليمتراً. ويوجد بالقصر ثلاثة أبراج رئيسية مخصص بعضها للسكن وديوان للحكم لإدارة شؤون منطقة العين، وخارج القصر يوجد مسجد يتشابه تصميمه مع الطراز المعماري للقصر.

وفي 1946، انتقل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، للإقامة في قصر المويجعي عندما تولى مهامه ممثلاً لحاكم أبوظبي في منطقة العين، ليكون ديواناً لحكمه وبيتاً لعائلته.

وجهة سياحية تراثية

أوضح عمر الكعبي، مدير متاحف العين، أن دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، أعادت ترميم وتأهيل هذا الصرح، ليعود من جديد وجهة سياحية تراثية، تسهم من خلال مكانتها التاريخية والثقافية في التعريف بأهمية القصر، ليكون متحفاً بمعايير عالمية، وذلك تماشياً مع الاستراتيجية الثقافية للدائرة الرامية إلى توثيق التراث الثقافي للإمارة وعرضه.

وأشار الكعبي، إلى أن القصر يحتوي على مجموعة من المحطات التي يمكن استكشافها والاستمتاع بها، تبدأ من بوابة الدخول؛ حيث يظهر الجزء الخارجي للقلعة والمنطقة المحيطة بها. وبعدها ينتقل الزائر إلى ساحة المعرض الدائم المحاط بجدران زجاجية رائعة في فناء القصر؛ حيث يتعرف إلى تاريخه وساكنيه عبر السنين، كما يقدم تسلسلاً زمنياً لحياة أفراد العائلة الحاكمة في أبوظبي وعلاقتهم الوثيقة بقصر المويجعي، من خلال مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة تسرد لحظات فارقة في مسيرة الدولة.

وأضاف أن المعرض يبرز حياة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وإنجازاته، فيما يستطيع الزائر مشاهدة بعض مقتنيات سموه.

وأوضح مدير متاحف العين، أن القصر يستقبل الزوار على مدار العام من السبت إلى الخميس ليحظى زواره بفرصة التعرف إلى تاريخه من خلال الاكتشافات المبكرة للأدلة الأثرية، وأهميته كقصر عائلي ومكان للحكم ومقصد للمجتمع. 

وتتيح زيارة القصر، فرصة لمعرفة الكثير حول الجوانب الخاصة لتاريخه، مثل دوره في استضافة الرحالة والزوار وأهمية المياه لبقائه وازدهاره.

كما يتسنى للزوار خارج ساحة المعرض مشاهدة الأبراج التاريخية وفناء قصر المويجعي ومسجده خارج أسواره، ليعيشوا تجربة مميزة تجمع بين شواهد الإرادة الفذة والحكمة والأصالة، وبين الماضي و الحاضر وازدهاره وتطلعه للمستقبل. كما نتج عن عملية ترميم القصر توفير مكان للتعلم والإدراك والتقدير.

خصائص معمارية

كانت الدائرة، أعلنت مؤخراً عن افتتاح البرج الشمالي الغربي للقصر للزوار. واحتوى هذا البرج في السنوات الأولى لبناء القصر على غرف المعيشة، وفي عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبح يمثل المقر الرئيسي لسكن العائلة، فمساحته أكبر مقارنة بالبرج الشمالي الشرقي. ومن الخصائص المعمارية التقليدية لهذا البرج، الحفاظ على البرودة داخل الغرف، ما يضفي الكثير من الراحة في أرجائها، ويتميز الطابق العلوي بنوافذه الواسعة التي تلتقط النسيم العليل، أما الحواجز الزخرفية المشيدة فكانت تصد الغبار وتسمح بالتهوية في آن واحد. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"