كتب تريد أن تقرأها في 2021

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

 

في كل رأس عام، في الأسبوع الأول منه، أو في الأسبوعيين التاليين، يعمد الكثير من القرّاء المنتظمين ومنهم كتّاب وأدباء وفنانون وصحفيون إلى وضع لائحة كتب للقراءة على مدار شهور العام، والالتزام بهذا العقد الذي يبرمه القارئ بينه وبين نفسه، لكن ليس دائماً تُقرأ هذه الكتب كلها وفي وقتها وفي انتظام، فهناك، دائماً كتب طارئة، أو كتب تدخل على خط القراءة من حساب مسبق لها، أما الكتب التي تفرض نفسها دائماً على قارئ من هذا النوع فهي الكتب المرجعية عادة، وأسمّيها كتب «المكتب» أو كتب «المنضدة» أو كتب الطاولة الصغيرة القريبة من رأس السرير، البعض منها روايات الكبار: عبدالرحمن منيف، حنّا منية، آرنست همنغواي، ميلان كونديرا، هرمان هيسّة، ودائماً هناك روائي يعاودك دائماً أو يزورك من وقت إلى آخر، فتقرأه أحياناً مرة ثانية في نوع من الحنين إلى القراءة الأولى.
من كتب «المكتب» سواءً مكتب العمل أو مكتب البيت لا تغيب أبداً القواميس والمعاجم، ولعلّ قراءة المعجم هي القراءة التي لا تنتهي، إنها القراءة المكررة والقراءة الجديدة في آن واحد، فالمعجم دولة كلمات، أو دولة من الكلمات.
من باب الحنين إلى قراءات الماضي خطر لكاتب هذه السطور قراءة جبران خليل جبران من جديد في 2021، أو قراءة ما شابهه من الناثرين العرب الكبار.
مربط الفرس هنا، كما يقولون هو النثر.. ولعلّ جبران هو سيد، أو واحد من سادة هذا الفن الأنيق الذي حوّله بعبقريته الروحية قبل الأدبية إلى إنشاد طويل للحياة والمحبة والإنسانية.
جبران خليل جبران «مركب جبران» أو فيه أكثر من جبران: شاعر وناثر ورسّام وفيه شيء من موسيقي، شيء من راهب، وكثير من عاشق.
جبران عَلَمُ النصف الأول المبكّر من القرن العشرين.. «عرائس المروج» في 1905، «الأرواح المتمردة» في 1908، و«دمعة وابتسامة» في 1914، و«الأجنحة المتكسرة» في 1912، عناوين في النثر الجبراني المركز، واللغة التي كانت تمهّد للحداثة العربية الشعرية في الأربعينات والخمسينات.
ولكن، لماذا جبران خليل جبران في 2021؟
ربما لأننا في حاجة إلى كتابة الرّوح والقلب أكثر مما نحن في حاجة إلى كتابة العقل، أو أننا من وقت إلى آخر نشعر في حاجة إلى أدب بعينه، فتطلبه النفس بل ويطلبه الجسد، تماماً كما تشعر أنك في حاجة إلى حلوى أو شيء من الملح أو نوع معين من الفاكهة، غير أن جبران يُقرأ كلّه بعناوينه العربية والإنجليزية في ثلاثة أشهر أو أكثر قليلاً إذا قرأته ببطء، وإن عاماً بأكمله هو كثير على جبران إلاّ إذا قرأته أكثر من مرّة، مرّة وأنت شاعر، ومرّة وأنت ناثر، ومرّة وأنت عاشق، ومرة وأنت موسيقي، وفي كل مرّة يظل ناثراً إنشادياً، يتجدد لكن لا يتكررّ، يدمع لكنه يبتسم، يعصف ولكنه يرق ويصفو وَيشفّْ.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"