عام اكتساب الخبرة

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

 

كل ما مررنا به خلال العام الدراسي الماضي، من عراقيل وصعوبات بسبب الظرف الطارئ الذي فرضه علينا انتشار وباء «كوفيد-19»، لم ينعكس سلباً على أبنائنا، رغم تعديله الكثير من أحلامهم، وحجبه الفرحة الكاملة عنهم بالنجاح، والتفوق، أو بالانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى، أو مغادرة مقاعد المدرسة للعبور إلى مرحلة أكثر نضجاً في أول سنة جامعة. كان عام اكتساب الخبرة في كيفية التأقلم والتعايش مع الظروف التي تفرضها علينا الحياة، حتى إن بدت معيقة لرتابة يومياتنا، أو لبعض أحلامنا، ومخططاتنا. 
ما حصل العام الماضي علّم الصغار والشباب أن للحياة أوجهاً عدة، وما تخبئه لنا الأيام قد يصدمنا، لكنه لا يشلّ حركتنا، بل نُعمل العقل لتدبر أمورنا، والالتفاف حول الحاجز المعرقل لنكمل مسارنا. ومن هنا كانت العودة الآن إلى الدراسة «أون لاين»، مع بداية الفصل الدراسي الثاني، والاكتفاء بها من دون نزول الطلبة من بيوتهم إلى المدارس، أكثر سلاسة من السابق. والتزام الطلبة بها سهل، وبلا مشكلات، كأننا أدخلنا أبناءنا في معسكرات تدربوا فيها على سرعة التجاوب، والتأهب، والاستعداد لأي طارئ.
 وإذا كان الاختباء في الملاجئ أو الأماكن الآمنة، هو أول ما يتدرب عليه المدنيون والطلبة في زمن الحروب، فإن حربنا مع «كورونا»، فرضت علينا مواجهة من نوع آخر، لا نختبئ في جحور، بل نواجه بتحويل منازلنا إلى مدارس، ومكاتب، ونكمل التعليم، والتعلّم، ويكمل الآباء والأمهات أعمالهم مع متابعة الأبناء ومراقبتهم كي يلتزموا بالدراسة بشكل جاد، ومنضبط.
اليوم الأول من الفصل الدراسي الثاني، شهد انتظام الطلبة في التعلم عن بُعد، بلا عراقيل. إدارات المدارس كذلك، لم تواجه مشكلات، بل التزمت بجدول الحصص الذي طبقته في الفصل الأول، كي لا يحصل أي تضارب بين الحصص، كما حصل في بداية التجربة العام الماضي. خصوصاً أن الوباء لم يغادر كوكبنا لحظة منذ ظهوره في نهاية 2019، أي أننا مستعدون لتقلبات أمواجه، ومن الطبيعي أن تكون المدارس أيضاً وضعت خططاً بديلة واحترازية في حال اضطرت لاستكمال أي فصل تعليمي عن بُعد.
ومن مميزات وزارة التربية والتعليم أنها تعاملت بوعي شديد مع «حالة الطوارئ» التي فرضتها علينا هذه الظروف، وأتاحت عبر إدارة التقييم والامتحانات، اختبار تحسين الدرجة لجميع الطلبة من الصف الأول إلى الثاني عشر، «اختيارياً» حسب رغبة الطالب وفي كل المواد، من 10 إلى 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، على أن تحتسب الدرجة الأعلى للطالب، بجانب الامتحانات التعويضية «الإلزامية» لجميع الطلبة المتغيبين بعذر عن امتحان الفصل الدراسي الأول، والطلبة الذين واجهوا أعطالاً تقنية ولم يتمكنوا من تنفيذ، أو إنهاء الامتحانات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"