عيون الخليجيين على القمة المرتقبة

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق

سلطان حميد الجسمي

اليوم 5 يناير/كانون الثاني تنطلق أعمال القمة الخليجية ال41 لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي تعقد في المملكة العربية السعودية، وهذه القمة تتطلع إليها أعين الشعوب الخليجية، والتي سوف تؤخذ فيها قرارات عدة، ولها أهداف مشتركة، وبالأخص تعزيز الحوار المشترك الخليجي الذي لطالما كان من أهم الخطوات الناجحة في القمة منذ عقود.

 وتشهد أعمال القمة منذ سنوات تطوراً ملحوظاً في جدول الأعمال؛ حيث إنها لا تشمل فقط دول الخليج، بل دول العالم كذلك؛ لما فيها من مشاركات كبيرة من قادة دول غير خليجية وعربية، كما كان في عام 2017 عندما شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في القمة الخليجية، وقد ساهمت القمة في توقيع دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية مذكرة تفاهم لتأسيس مركز تجفيف منابع تمويل الإرهاب، وهذا يعكس أهمية هذه القمة على المستوى العربي والعالمي، واليوم بدخول العقد الخامس فإن أهداف المجلس قد وضعت المواطن الخليجي في مقدمة الأجندات، وقد أثمرت عن الإنجازات والنجاحات للتطلع نحو مستقبل مبهر ومستقر.

 إن أهم المواضيع التي سوف تطرح في هذه القمة هي جائحة «كورونا»، التي أنهكت الدول اقتصادياً وصحياً وسياحياً، وخلفت ضحايا، منهم من فارقوا الحياة، ومنهم إلى يومنا هذا من يتلقون العلاج. وللأسف فإن العالم لا يزال يعاني من هذه الجائحة، والقرارات التي سوف تؤخذ بخصوصها سوف تكون ضمن المبادرات والمشاريع التي من شأنها دعم دول الخليج وشعوبها في التصدي لمحاربة فيروس «كورونا»، وأيضاً دعم القطاعات الاقتصادية والصحية والسياحية، وغيرها من القطاعات التي تأثرت بسبب الإغلاق العام أو الإغلاق الجزئي. وكما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف، أهمية تعزيز جميع المجالات، وخاصة في ظل ما يمر به العالم اليوم من حالة استثنائية ينكمش فيها الاقتصاد، فالملف الاقتصادي على رأس القمة، وهو أيضاً عنوانها؛ لما له من أهمية كبيرة في الاستقرار الاقتصادي واستدامته في منطقة الخليج العربي.

 مما لا شك فيه أن تعزيز الحوار الخليجي يعد من الأهداف المهمة في هذه القمة، وإن دولة الإمارات تؤمن إيماناً كاملاً بقدرة المملكة العربية السعودية وقيادتها على حفظ مصالح دول الخليج وأمنها وطموحاتها المستقبلية، في ظل التحديات والتغيرات، وهذا النجاح في إدارة القمم الدولية والعربية والإسلامية ليس بجديد على المملكة، فقد سبقته نجاحات كثيرة، منها في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، وبالتحديد في قمة العشرين التي اختتمت بنجاح كبير وعالمي رغم الجائحة.

 ولكن للأسف هناك سؤال طُرح كثيراً هل الإعلام القطري سوف يغير مساره واتجاهه دون التركيز الكلي في قنواته الإعلامية على تشويه سمعة دول الخليج الأخرى، إذ على الرغم من محاولات الدول الخليجية لعلاج الأزمة، إلا أن أبواق الإعلام القطري إلى يومنا ما زالت تبث سمومها؟.

 مر مجلس التعاون بتحديات كبيرة على مدى العقود الأربعة الماضية، ويرجع السبب إلى عوامل كثيرة منها الحروب والنزاعات وأحداث ما يسمى «الربيع العربي»، والتغير في موازنات منطقة الشرق الأوسط، ولكن بفضل قادة دول مجلس التعاون والقرارات التي اتخذت فقد حقق مجلس التعاون نجاحات وإنجازات ومشروعات متكاملة، سواء اقتصادية أو صحية أو تعليمية أو سياسية أو اجتماعية. وساهم المجلس بشكل مباشر في العديد من الإنجازات، وأهمها السوق الخليجية المشتركة، والربط الكهربائي، وحرية تنقل رؤوس الأموال والاتحاد الجمركي، وغيرها من المكتسبات التي يتمتع بها المواطن الخليجي الذي يحظى باهتمام بالغ من القيادات الرشيدة لدول الخليج، واليوم فإن مجلس التعاون مقبل على العقد الخامس بالخطط والاستراتيجيات المستدامة لمستقبل جميل ومستقر للشعب الخليجي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"