عادي

مواجهة ديمقراطية - جمهورية في جورجيا

00:21 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

تشد ولاية جورجيا الأمريكية الأنظار اليوم الثلاثاء؛ لحسم المنافسة المحتدمة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على مقعدين في مجلس الشيوخ، سيتمكن الفائز بهما من السيطرة على المجلس في السنوات المقبلة، فيما توجه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، والرئيس المنتخب جو بايدن إلى الولاية؛ لدعم مرشحي حزبيهما، غداة نشر تسجيل صوتي للملياردير الجمهوري كان له وقع الصاعقة؛ لكن يبقى تأثيره على نتيجة الاقتراع غير معروف.
وجورجيا ولاية جمهورية الانتماء إجمالاً، لكنها صوتت بفارق ضئيل لمصلحة بايدن في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، ويخوض فيها الجمهوريان ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر، سباقاً محموماً مع المرشّحين الديمقراطيين جون أوسوف ورافايل وورنوك. 
ويسيطر الجمهوريون حالياً على مجلس الشيوخ، المكون من 100 عضو، بواقع 50 من الجمهوريين، مقابل 46 من الديمقراطيين إلى جانب عضوين يحسبان على الديمقراطيين.
وفي حال أراد الجمهوريون تجنب خسارة الأغلبية، فعليهم على الأقل الفوز بمقعد واحد في انتخابات جورجيا؛ كي يتمكنوا من امتلاك القدرة على تعطيل سياسات الرئيس وقراراته خلال السنوات الأربع المقبلة.
وسيستحوذ الديمقراطيون على الأغلبية في حال الفوز بمقعدي جورجيا لتحقيق التعادل؛ لأن الدستور الأمريكي ينص على أن نائبة الرئيس المنتخبة، كامالا هاريس، تمتلك صوتاً مرجحاً في مجلس الشيوخ في حالة التعادل (50 مقابل 50).


احتدام المنافسة
ولم يحصل أي من المرشحين على الأغلبية في الاقتراع الذي جرى في الثالث من نوفمبر، ودعا ناخبو جورجيا إلى صناديق الاقتراع للجولة الثانية المحددة في الخامس من الشهر المقبل.
ولم يتمكن أي من المرشحين الأربعة الحصول على نسبة 50 في المئة اللازمة؛ للفوز كما تنص قوانين الولاية، لكن في جولة الإعادة لن يتم النظر لهذه النسبة، لأن المرشح لا يحتاج سوى للفوز على منافسه بأية نتيجة كانت.
وبدأ التصويت المبكر في الولاية المحافظة الواقعة في جنوب شرق البلاد في 14 من ديسمبر، وحتى الآن تشير نتائج الاستطلاعات إلى تقدم طفيف (نصف نقطة) للمرشح الجمهوري ديفيد بيرديو على منافسه الديمقراطي جون أوسوف.
ولم تنتخب ولاية جورجيا أي ديمقراطي لمجلس الشيوخ منذ 20 عاماً. وفي حال ظفر الديمقراطيون بالمقعدين سيمكن رافاييل وارنوك وجون أوسوف الحزب الديمقراطي من انتزاع الأغلبية في مجلس الشيوخ، ما يطلق يد جو بايدن في واشنطن.
وفي حال حصول كل من الجمهوريين والديمقراطيين على 50 مقعداً سيعود إلى نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس ترجيح كفة التصويت التي ستميل عندها لمصلحة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه راهناً أغلبية جمهورية. وفي حال تم ذلك، سيصل جو بايدن إلى البيت الأبيض مع مجلسي نواب وشيوخ يسيطر عليهما الديمقراطيون ما سيسمح له بتطبيق برنامجه.


السيطرة على السلطة 
وبعد شهرين على الاقتراع الرئاسي، استعادت جورجيا أجواء الحملة الانتخابية مع لافتات وحافلات المرشحين وتجمعات انتخابية وزيارات إلى المنازل تحضيراً لانتخابات اليوم التي تشمل مقعدين في مجلس الشيوخ. 
وتبلغ الحملة ذروتها مع زيارة يقوم بها كل من الرئيس المنتهية ولايته والرئيس المنتخب لجورجيا. ويظهر تزامن الزيارتين الأهمية الحاسمة لهذا الاقتراع الذي سيحدد الطرف الذي سيسيطر على السلطة في واشنطن في السنوات الأربع المقبلة.


منافسة محتدمة
وقالت كامالا هاريس نائبة الرئيس المنتخب خلال لقاء انتخابي في مدينة سافانا الكبيرة؛ حيث شاركت في الحملة إلى جانب المرشحين الديمقراطيين «مستقبل بلادنا على المحك» في انتخابات اليوم.
ويرى الجمهوريون أن مستقبل البلاد على المحك أيضاً. وقالت كيلي لوفلير لانصارها في كارتسزفيل «نحن الحاجز الذي سيمنع الاشتراكية من الوصول إلى الولايات المتحدة».
وتظهر استطلاعات الرأي منافسة محتدمة بين المرشحين. ويتواجه جون أوسوف مع ديفيد بردو ورافاييل وارنوك مع كيلي لوفلير.
وعلى الورق، يخوض الجمهوريون المعركة من موقع قوة فيما يعتمد المرشحان الديمقراطيان على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية في الثالث من نوفمبر وهو الأول لمرشح ديمقراطي في جورجيا منذ 1992.
وشدد تراي هوود الأستاذ في جامعة جورجيا على أن هذه العوامل تؤدي إلى «منافسة محتدمة يصعب في إطارها القيام بتكهنات» حول الفائز.


فضيحة هاتفية
وبعد شهرين على الانتخابات الرئاسية، يرفض ترامب حتى الآن الاعتراف بهزيمته أمام الديمقراطي بايدن على الرغم من عمليات التدقيق بالأصوات وإعادة فرزها واحتسابها وقرارات كثيرة صادرة عن المحاكم.
وفي اتصال هاتفي أثار ذهولاً وفجر فضيحة، طلب ترامب السبت، من مسؤول الانتخابات في ولاية جورجيا «إيجاد» الأصوات الضرورية لإلغاء هزيمته في هذه الولاية الرئيسية. وأكد خلال الاتصال المسرب أن الانتخابات «سُلبت» منه جرّاء عملية احتيال واسعة النطاق، لم يوفر حتى أمس أي دليل عليها.
وعلى الرغم من التهديدات المبطنة، لم يذعن المسؤول وهو جمهوري أيضاً لأوامر الرئيس المنتهية ولايته. . ورأت نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس أن ما قام به ترامب هو «استغلال فاضح للسلطة». وقد تعالت أصوات قليلة في صفوف الجمهوريين منددة بما حصل.  (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"