أسئلة في فلسفة الإغلاق

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

 

هل من المبكّر استشراف مفاجآت العام الجديد؟ لقد مرّ أسوأ عام عرفه التاريخ في هول الانهيارات الاقتصادية، بينما على ظهر الكوكب أدمغة اقتصادية، مالية، علمية، تقانية، طبية، لم يجتمع مثلها في حقبة من الحقب، ومع ذلك الكلمة الأخيرة لأبي العلاء: «من ادّعى أنه دارٍ فقد كذبا».
حين يصاب رؤساء الدول، رؤساء الحكومات، الوزراء، ونخب من كل النخب، فلا تظنن أن الفيروس مزحة. مباريات التنافس في نسبة نجاعة اللقاح مسألة ثانوية. كل يروم وصل ليلى السيولة. لكن الأمور ليست بهذه السهولة. هل يُعقل أن رئيس وزراء بريطانيا خطر بباله الإغلاق العام فاستطابه فقال: ادخلوا مساكنكم؟ بوريس جونسون يعلم جيداً أن «البريكست» هو في حد ذاته هزة إذا لم يكن زلزالاً. يعلم جيداً أن «كوفيد» المتطور يزيد الطين بلة، فكيف حسب الأمور؟ هو ليس هو، هو ألف هو من الخبراء والمستشارين والبرلمانيين. في هذه الغمرة يقرر إغلاق البلد، فكيف صدر الأمر حتى منتصف فبراير وربما مارس؟ الفيروس المتجدد في نسخته الأشد «حداثة»، ظهرت أشباحه في 37 بلداً. الإغلاق ليس أمراً فردياً يخص دولة بمفردها؟ لا وجود لأي اقتصاد قائم بذاته ولا يعتمد على العلاقات البينية القريبة أو البعيدة. ثم ماذا لو أطل عفريت أشد؟ هل سيستمر الإغلاق وإلى متى؟ هل أغلق باب الاجتهاد ولم تعد ثمة حلول غير الفرار أمام الفيروس؟ في بريطانيا بالذات يجب طرح القضية بطريقة مختلفة، فالديمقراطية هناك طعمها أطيب: ما رأي الشعب؟ ما دوره ومسؤوليته؟ بل ما رأي الشعوب الأوروبية في الإغلاق التام وفي طرائق اتقاء شرور الفيروس ونسخه المتغولة؟مثلاً: هل تعتقد أن الجائحة سيُقضى عليها إذا امتثل الناس للإغلاق التام؟ ألا يستحق الفيروس الذي زلزل العالم، مؤتمراً دولياً على الشبكة (أونلاين)، في مستوى الأمم المتحدة، إذا لم تختطف مقاليده قوة عظمى لتوجيهه بالريموت؟ قرارات الدول المتقدمة تقوم ولا شك على حسابات هي اليوم الخوارزميات على الأرجح، فما هي الحسابات المعجزة التي تقدّر أن الفيروس سيندثر بعد شهرين؟ كم ستكون الخسائر؟ وماذا لو استدعى الفيروس المتحور إغلاقاً عالمياً تاماً؟
 لزوم ما يلزم: النتيجة السيزيفية: الفيروس الأحدث اجتاح 37 بلداً، فماذا حين ينتهي الإغلاق وتفتح الأجواء والدروب البرية والبحار؟
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"