المونديال يا مارفيك

22:25 مساء
قراءة دقيقتين

عبدالله عبد الرحمن

* السيد الفاضل فان مارفيك.. أهلاً بك مجدداً مدرباً لمنتخب الإمارات؛ أغلى ما نمتلك في رياضتنا، ونحن إذ نرحب بك، نوقر شيبتك، ونقدر خبرتك، ونحترم وجودك بيننا لخدمة وطننا، ولديّ ثلاث نقاط أرجو أن يتسع صدرك لها.
 النقطة الأولى: أعيشُ صراعاً مع النفس ولا أحسب أنني المتفرد بذلك، أتقلبُ بين واقع مخيف نعيشه وبين رجاء ودعاء وأمل متجدد بانطلاقة جديدة تُشفي صدورنا وترفع غُمّة الإحباط عنا، يصعب عليّ أن أرى عشوائية وتخبطاً، فمنذ خروجك قبل سنة إلى اليوم، لا أجد للأمور تفسيراً أو تأويلاً واضحاً.. ثم أعض على جرحي وأقول لنفسي: «اطوِ الصفحة وابدأ مسيرة جديدة»، ثم أرى بأسىً أعمدة المنتخب؛ العين وشباب الأهلي والوحدة في حالة يرثى لها، فأعاود القول لنفسي: «انس كل هذا الآن وقف مع أبيضك ومدرب منتخبك واستبشر بتأهل مبهر للمراحل النهائية». ولكن إذا جاءت  لا سمح الله  الخسائر بعدها، سينقلب جمهور الشارع الرياضي كله عليك وعلى من جاء بك.
 النقطة الثانية: أطرحها عبر عدة نصائح وأرجو ألا تعتبرها تدخلاً في عملك، أولاً: العمل على تثبيت التشكيلة. ثانياً: دعم الدفاع مُقدّم على تقوية الهجوم. ثالثاً: تعزيز الجانب النفسي للاعبين والترجمة العملية في الميدان لمقولات: «نعم نستطيع.. لن نستسلم.. سنقاتل حتى النهاية.. لا نجوت إن نجا للحاق بالخصم والضغط عليه»، رابعاً: وفّر لكل لاعب «فانيلة» احتياطية، وقل لهم من البداية لا أريد بعد اليوم قميصاً ناصع البياض.. أريده مُخضراً بلون النجيل.. ومُحمراً بقطرات الدم ومغبراً بالتراب، فإن حصل هذا ناولهم القميص الجديد، خامساً: يجب أن تنظر لمسألة التأهل بعينين فاحصتين؛ عين أولى ساهرة في المراحل القادمة وأخرى ثاقبة في المرحلة الأخيرة مع أقوياء آسيا، وأخيراً: أنت يا مارفيك تشهد وتعلم جيداً أن إماراتنا متقدمة ومنافِسة عالمياً في كل المجالات إلا في الرياضة، فالحِمل عليك ثقيل والأمل في العلي القدير ثم بك كبير لنجتاز هذه التصفيات فتُحيي الأمل في صدورنا والفرحة في قلوبنا، وتنهض بكرتنا ورياضتنا وتستعيد للمنتخب مجده وعِزّه مرة أخرى.
 النقطة الثالثة: في منتصف الثمانينات، كان منتخبنا المونديالي في أوج عطائه وقمة قوته، وعز عنفوانه وكان جل أفراده متوهّجين، وبسبب هفوة يوماً، خسر التأهل لمونديال المكسيك بالخسارة من العراق بمجموع نقاط المباراتين، ولكن تِلكُم المجموعة المتألقة لم تكلّ أو تملّ؛ بل جاهدت بقوة مرة أخرى وتأهلت إلى مونديال إيطاليا، وأنت اليوم أمام بقية باقية من ثلة أخرى من الموهوبين اجتهدوا ولم يُكتب لهم التأهل إلى مونديال روسيا، فهل يعيد التاريخ نفسه وتستطيع أن تقود هذه المجموعة الموهوبة في المحاولة الثانية، كما حصل لجيل المونديال؟ أرجو ذلك من قلبي وأتمناه.
همسة
اعمل يا مارفيك ولا تخف، لن ينتقدوك أو يجرحوك؛ لأنهم لم ينتقدوا ولم يجرحوا باوزا ولا زاكيروني، ولا أنت يوم كنت معنا أول مرة، ولا إيفانوفيتش ولا بينتو، هم تخصصوا في نقد وجرح مدرب وطني فقط، والسلام!

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"