عادي

تزايد الإقبال على الخدمات العلاجية النفسية في ظل «كوفيد-19»

01:32 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

تحقيق: إيمان عبدالله آل علي
أكد أطباء أن الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في الفترة الأخيرة، تتمثل في الاكتئاب، والقلق، والغضب، ومشكلات النوم، والتوتر، والمشكلات المتعلقة بالعلاقات. وبينت إحصاءات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن هناك 2112 استشارة نفسية، عبر «تحدث لنسمعك». وأطلقت عيادات إلكترونية للتطبيب النفسي عن بُعْد، للمراجعين في العيادة الخارجية، وتقديم الإرشادات الخاصة بالأدوية النفسية، وقدم مجتمع مدينة دبي الطبية أكثر من 12 ألف جلسة في الصحة النفسية لأفراد المجتمع، منذ بداية أزمة «كورونا».
وأوضح الأطباء أن الخدمات النفسية زادت في الآونة الأخيرة في ظل جائحة «كورونا»، نتيجة إحداث تغيرات غير مألوفة في البيئة، والعمل، والمجتمع، والحياة الزوجية والأسرية، إلى جانب التوتر والخوف من الفيروس نفسه، ومن ثم يضعف بعضهم أمامها ويصاب بأمراض نفسية متنوعة.
2112 استشارة نفسية
وأكدت الوزارة أنها قدمت حزمة خدمات في الصحة النفسية، في إطار إجراءات الاستجابة لجائحة «كوفيد-19»، موضحة أنها قدمت 5672 جلسة علاجية واستشارة عن بُعْد، خلال ستة أشهر، و2112 استشارة نفسية، عبر «تحدث لنسمعك».
وأوضحت أنها أطلقت عيادات إلكترونية للتطبيب النفسي عن بُعْد للمراجعين في العيادة الخارجية، واستحداث صيدلية إلكترونية أيضاً، وتقديم الإرشادات الخاصة بالأدوية النفسية، وتوصيل الأدوية إلى منازل المرضى. كما وفرت العيادات الافتراضية لبرامج التأهيل النفسي والاجتماعي لمرضى الإدمان، والأقسام النفسية الأخرى، وتقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية، متمثلة في فرق الرعاية والدعم المنزلي للحالات المزمنة، من أجل منع الانتكاسة، مع تفعيل برنامج الزيارات الافتراضية للمرضى المقيمين في المستشفى.
وعبر خدمة خط المساعدة للاستشارات النفسية «تحدّث لنسمعك»، استقبلت 2112 استشارة من الجمهور، منذ بدء الخدمة في إبريل/ نيسان الماضي، تعامل معها متخصصون نفسيون مدربون، لتقديم الاستشارات والدعم النفسي للمصابين والمشتبه في إصابتهم بفيروس «كوفيد-19».
وأكدت الدكتورة كارونا آناند، استشارية طب نفسي، أن هناك زيادة في عدد مرضى الخدمات النفسية، بسبب العزل الناجم عن جائحة «كورونا»، وعدم التفاعل مع الآخرين، وعدم الاختلاط الاجتماعي، والجلوس في المنزل أوقاتاً طويلة، وعدم قدرة بعضهم على التغلب على رتابة الحياة اليومية الجديدة المفروضة عليهم، من التعامل مع دراسة الأطفال عن بُعد، إلى جانب التوتر والخوف من الفيروس نفسه. حيث تنخفض مع الوقت آلية التغلب على تلك الظروف المريرة لدى بعضهم، فيضعفون، ويصابون بالتوتر. وقالت: لقد أدى «كورونا» إلى إحداث تغيرات غير مألوفة في البيئة، والعمل، والمجتمع، والحياة الزوجية والأسرية والمنزلية، وخلق توترات لم نكن نألفها، ومن ثم يضعف بعضهم أمامها ويصاب بأمراض نفسية متنوعة، وعادة ما تزيد التوترات خلال النهار، ولذا أنصح بأن يأخذ الفرد كل ساعة تقريباً استراحة قصيرة، سواء في المكتب، أو المنزل، حيث يستنشق الهواء ببطء وبعمق، ويحبسه لبضع ثوان، ثم يطلق الزفير. ويمكن كذلك ممارسة نشاط رياضي خفيف، وغير مرهق في المنزل، بما يسهم في التخفيف من التوتر.
وأكدت أن أبرز الأمراض النفسية انتشاراً تتمثل في الاكتئاب، والقلق، والغضب، والتهيّج، والشجار بين الأزواج، وعدم القدرة على النوم، لكن في الأغلب الاكتئاب والقلق الناجم عن أسباب مادية، أو خسارة عمل.
وأكد الدكتور شاجو جورج، متخصص الطب النفسي في المستشفى الدولي الحديث في دبي، أنه من المتوقع أن يزداد الطلب على الخدمات النفسية خلال جائحة «كورونا»، فقد رأينا بالفعل سيلاً من المشكلات النفسية خلال هذا الوباء، وبشكل عام، ستكون المشكلات النفسية أكثر في المواقف العصيبة، وهذا الوباء العالمي غير المتوقع الذي دفع العالم بأسره إلى فوضى من عدم اليقين وانعدام الأمن لم يكن مختلفاً.
وعن سبل التخفيف من الضغوط النفسية، قال: المعرفة الصحيحة، والتفكير المنطقي، شيئان أساسيان للتعامل مع أي ضغوط، والفهم والقبول والسعي للحصول على المساعدة من الخبراء هو المفتاح، والنوم الجيد، والنظام الغذائي الصحي، وإدارة الوقت والتمويل بشكل أفضل، ووجود وقت ومساحة شخصية تساعد الناس كثيراً في التعامل مع ضغوطهم النفسية، ويجب أن يظل الناس على اتصال ببعضهم بعضاً في أوقات التباعد الجسدي هذه.
وأكدت أن أكثر الأمراض العقلية شيوعاً تتمثل في اضطرابات القلق، بما في ذلك الرهاب، ونوبات الهلع، ومشكلات النوم، والاكتئاب، والمشاكلات المتعلقة بالتوتر والمتعلقة بالعلاقات هي الأكثر شيوعاً. كما أبلغ عن تفاقم الأمراض العقلية الموجودة ووقوع أمراض ذهنية جديدة خلال هذه الجائحة.
وقالت كارين بخعازي، متخصصة علم النفس في المستشفى الأمريكي دبي: من المتوقع أن يرتفع الطلب على خدمات الرعاية النفسية في المستشفى بسبب الجائحة، ويعود السبب بشكل أساسي الى تأثير الجائحة في الصحة النفسية، والعقلية، للملايين من الأفراد، حيث أدى الحجر الصحي، والعزلة، وتعطيل الخدمات، وانخفاض مستوى الدخل، والخوف، دوراً محورياً بالتسبب بمشكلات نفسية وزيادة الاضطرابات للحالات الموجودة.
ومن أبرز الحالات التي يعانيها الأفراد في وقتنا الحالي القلق، والاكتئاب، والأرق، وأهم سبل تخفيف المشكلات النفسية تتمثل في تقدير النفس، والاعتناء بالصحة الجسدية، والتواصل والتقرب من الأهل، والأصدقاء، والقيام بالأعمال التطوعية، وتعلم سبل التعامل مع الضغط ،والصلاة، والأنشطة الروحية، ووضع أهداف حقيقية ويمكن تحقيقها، وطلب المساعدة من المختصين.
دراسة علمية
أكدت دراسة علمية حديثة عن تأثير جائحة «كورونا» في الصحة النفسية ونمط الحياة للحوامل في الإمارات، أن هذه الفئة من أكثر الفئات تأثراً من الناحية النفسية خلال جائحة «كورونا»، فضلاً عن المسنين، وأصحاب الأمراض المزمنة، والأطفال.
وضمت عينة الدراسة 384 حاملاً من أبوظبي، ودبي، والشارقة، منهن 64 % من الموظفات، و41 % حاصلات على تعليم جامعي، و54% اشتغلن أثناء الجائحة من المنزل، و67 % أعمارهن بين 26 و 35 %.
ولفتت الدراسة إلى أن 39 % من الحوامل تأثرن سلباً بسبب ضغوط العمل، فيما تأثرت 34% بسبب الظروف المادية و64% لديهن ضغوط نفسية بسبب العمل من المنزل، و66 % من الحوامل عانين ضغوطاً نفسية بسبب الخوف من الجائحة. وفي محور التغير في نمط الحياة، أظهرت النتائج أن 48.2 % صرن يهتممن أكثر بالصحة النفسية، و55.2 % أصبحن يقضين وقتاً أكبر للراحة، فيما 57.3 أصبحن يقضين وقتاً أطول للاسترخاء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"