مهارة البحث العلمي

00:22 صباحا
قراءة دقيقتين

 

يوماً بعد يوم يزداد اعتماد الدول على البحث العلمي إيماناً منها بمدى أهميته في مواجهة التحديات وحل المشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية والرغبة في تحقيق التقدم والتطور الحضاري واستمراريته.
حيث أصبح البحث العلمي بمناهجه وإجراءاته من الأمور الضرورية في أي حقل من حقول المعرفة لما له من منافع على المجتمع الإنساني بشكل عام، والباحث بشكل خاص، ففي أثناء عملية كتابة البحث وجمع البيانات والوثائق المتعدّدة حول البحث، يطّلع الباحث على العديد من الأبحاث والدراسات العلمية السابقة التي تتناول موضوع البحث فيزداد علما ومعرفة ما يساعده على تحسين مهاراته الفكرية والثقافية والاجتماعية ولا ريب أن هذا له دور كبير في رفع شأن الباحث في مجتمعه.
البحث العلمي يولّد لدى الباحث الشعور بالرغبة الملحة في البحث عن المعرفة والاكتشاف ما يجعله يطلق العنان لأفكاره لاكتشاف كل ما هو جديد ومثير فيعمل على تفعيل عقله للتعرف إلى ما يحدث في أماكن مخفية عن الأنظار ويدفعه للتفكر والتأمل للحصول على المعرفة والإجابة عن بعض الأسئلة الملحة، فيتوجه إلى توظيف أساليب ومنهجيات وآليات متطورة لإجراء الدراسات وتنميتها وربما ابتكار أخرى جديدة.
وعلاوة على ما يحققه البحث العلمي من فوائد شخصية للباحث، كذلك للبحث العلمي فوائد عظيمة على المجتمع لأن الباحث العلمي يسهم في حل المشاكل التي تواجهه مجتمعه، كما تتيح الأبحاث العلميّة للباحثين فُرصة رفع مستوى المعرفة العام و تقديم رؤية عن المستقبل وتسهم في مساعدة الناس على فهم ورؤية ما يدور حولهم بشكل أوضح كما تسهم الأبحاث العلمية في الاختراعات التكنولوجية وإنجاح الأعمال التجارية والمشاريع وتنمية الاقتصاد والتحول من استيراد واستهلاك المعرفة إلى إنتاجها.
من هنا يتبين أهمية تدريس مناهج البحث للطلاب في المراحل الدراسية المبكرة وخاصة في الحلقة الثالثة حتى تتم تهيئتهم للمرحلة الجامعية وإكسابهم مهارة البحث العلمي وإجراء الدراسات الميدانية ودراسة الحالات سواء على مستوى الفرد أو المجتمع.
لذلك نرى أن الإلمام بمناهج البحث العلمي المختلفة والقواعد الواجب اتباعها بدءاً من تحديد مشكلة البحث العلمي ووصفها إجرائياً مروراً باختيار منهجية محددة لجمع البيانات المتعلقة بها وانتهاء بتحليل البيانات واستخلاص النتائج من المهارات المهمة التي يجب على المعلم التمكن منها وممارستها حتى يستطيع تنميتها لدى طلابه، ولا ضير لو يتم إفراد معيار خاص بمهارة البحث في تقييم الموظف وربطه بالترقيات الوظيفية ورصد حوافز ومكافآت مالية خاصة للباحثين منهم لتميزهم عن غيرهم من الموظفين العاديين.
إن العلماء والباحثين لا يقتصر نفعهم على مجتمعاتهم المحلية فقط فعظمة الأمم تقاس بما يقدمه أبناؤها من خدمات للإنسانية جمعاء، كما أن قوة الدول لا تقاس بما تملكه من سلاح إنما أصبحت تقاس بما تملكه من قوة معرفية وقدرة على إنتاجها.

مسؤول تطوير جودة التعليم
وزارة التربية والتعليم

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مسؤول تطوير جودة التعليم في وزارة التربية والتعليم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"