الإرهاب الحوثي

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

من يخرج على الشرعية ويستولي على السلطة بالقوة المسلحة، ومن يثير الفتنة والحرب الأهلية، ويحدث شرخاً داخل المجتمع، ومن يقتل الأبرياء، ويروع الناس ويعرّض حياتهم وحريتهم للخطر، فهو بالمفهوم العام إرهابي، يجب إدانته وتجريمه. 

 من هذا المنطلق اتخذت الإدارة الأمريكية قرار وضع جماعة الحوثي في اليمن على قائمة الإرهاب، ووضع قيادتها ضمن قوائم الإرهاب، من بينهم عبدالملك الحوثي، وعبدالخالق بدر الدين الحوثي، وعبدالله يحيى الحكيم. 

 القرار الأمريكي الذي لقي ترحيباً واسعاً، خصوصاً من جانب الحكومة اليمنية الشرعية التي اعتبرت أن الحوثيين «يستحقون هذا التصنيف ليس لأعمالهم الإرهابية فقط، ولكن أيضاً لمساعيهم الدائمة لإطالة أمد الصراع»، لاحظ احتمال انعكاس تداعيات القرار على الوضع الإنساني لليمنيين، لذلك أشار وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى «اتخاذ تدابير للحد من انعكاساته على بعض النشاطات الإنسانية»، مؤكداً «الاستعداد للعمل مع مسؤولي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وغير الحكومية للحد من عواقب القرار».

 إن هذا القرار وإن جاء متأخراً، قد يؤدي إلى كبح جماح الحوثيين، ويخفف من ثقل سطوتهم على اليمنيين الخاضعين لسلطتهم، ويدفعهم إلى إعادة التفكير بنهجهم وسلوكهم الذي أدى إلى فواجع إنسانية واجتماعية، قد تحتاج إلى سنوات طويلة لإصلاحها وترميمها، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

 لقد دأبت جماعة الحوثي طوال سنوات استيلائهم على السلطة إلى بث الخوف والرعب، وممارسة عمليات القتل والعنف، وإلى خلق حالة من الانقسام المجتمعي، وإثارة النوازع الطائفية والمذهبية التي لم يألفها اليمن في تاريخه، وأيضاً إلى ربط اليمن بأجندات خارجية لا تخدم حاضره ولا مستقبله، وتبعده عن محيطه العربي الطبيعي، وخصوصاً الدول الخليجية الشقيقة.

 من هنا جاء القرار الأمريكي بتصنيفها منظمة إرهابية «لردع النشاطات الضارة التي تقوم بها إيران»، باعتبار أن جماعة الحوثي تشكل إحدى الأذرع الإيرانية في المنطقة، وتعمل وفق سياسة إيرانية للعبث بأمن المنطقة.

 لقد تجاوز الحوثيون كل الحدود منذ انقلابهم على الدولة ومؤسساتها، وأفشلوا كل الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية، وخرجوا على كل الاتفاقات التي تم توقيعها مع الأطراف اليمنية الأخرى، كما ضربوا عرض الحائط بالمبادرة الخليجية للتسوية السياسية، ما جعل العالم يقف شاهداً على الكارثة التي تسببوا بها.

 الخطوة الأمريكية كان لا بد منها، وحبذا لو اتخذت دول العالم الأخرى خطوات مماثلة، لعل هذه الجماعة تعود إلى رشدها، وتتخلى عن نهجها السلطوي والعنفي، وتقبل بالحل العادل الذي يعيد السلام والأمن إلى اليمن، بما يحفظ وحدة شعبه، وحريته وسيادته وعروبته، ويعود بلد «الحكمة اليمانية» التي نعرفها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"