عادي

«الليخ»..مهارة وتراث

23:03 مساء
قراءة دقيقتين
1


الفجيرة: بكر المحاسنة 
هناك العديد من الحرف والمهن الشعبية الموروثة عن الآباء والأجداد، بفضل تمسك الأجيال الحالية بها والإبداع في صناعاتها. ومنها صناعة «الليخ»، وهو من أدوات صيد السمك، يُنصب في عرض البحر، ويتكون من شبكة من خيطان النايلون أو الخيطان القطنية مقواة بحبل يؤطرها ويحدد طولها بمئة باع وعرضها بخمسين باعاً.
ويعتمد تصنيع «الليخ»، الذي يعد حرفة بحرية قديمة متوارثة من الآباء والأجداد منذ آلاف السنين على إنجاز الشبكة والانتهاء منها، حيث يبدأ صانع «الليخ» بصناعتها مستخدماً خيط النايلون و«برية»، وهي عبارة عن قطعة خشبية يشرخ طرفاها ويجوفان لترك فراغ يدخل فيه الخيط، وتنطلق منها طلائع الشبكة ذات الفتحات المحددة الحجم، ويربط الحبل المصنوع من سعف النخيل بالشبكة المنجزة تدريجياً إلى أن يكتمل تأطيرها بالحبل الذي منه يتم سحب «الليخ» من مياه البحر، ثم تُرمى الشباك. ويظل «الليخ» في عرض البحر فترة من الزمن، بعدها يُرفع وتُخلص الأسماك العالقة فيه، ثم يعاد مرة أخرى إلى البحر، ويُترك فيه حتى يتسخ بالطحالب، وبعد ذلك يرفع للبر، ويُنظف، ثم يعاد بعد ذلك استخدامه في عرض البحر لصيد الأسماك مرة أخرى.
والبعض من الصيادين يقوم بعد الانتهاء من صناعة «الليخ» بجمع المحار الأبيض وحرقه وسحقه وطبخة مع «الليخ» لمدة 6 ساعات أو أكثر، ليمنحه البياض الناصع، حيث يسكب عليه الماء الكافي لذلك، وبعد ذلك يُشد على أعمدة، ويُربط بها لمدة يومين، ليزداد قوة وصلابة، والحفاظ على امتداده واستقامته، وبعد ذلك يُغسل من جديد، ويُعمل على شكل كرات، وبعد أن يجف، يصبح جاهزاً لصناعة شباك الصيد الصغيرة أو الكبيرة.
محمد علي، أحد الصيادين الذين يمارسون مهنة الصيد منذ القدم في دبا، يقول: في العادة يبدأ الصيادون في صناعة «الليخ» وتجهيزه لصيد الأسماك على الشواطئ القريبة، أو كما يطلق عليها البحار الصغيرة، ويكثر استخدام «الليخ» في صيد الأسماك في موسم الصيف، حيث تكون الأسماك بأنواعها المختلفة قريبة من الشاطئ، وتتم صناعة الألياخ ذات الأحجام الكبيرة، التي تستعمل في صيد الأسماك ذات الحجم الكبير.
وهناك حرفة قريبة لحرفة صناعة «الليخ» وتسمى «روابة» الليخ، وهي مهنة إصلاحه  بعد تشققه من السمك الكبير والمقاوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"