نجاح جديد للإمارات

01:05 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

يؤشر الإقبال الكبير على التطعيم للوقاية من فيروس كورونا المستجد إلى نجاح جديد تحققه دولة الإمارات في هذه المعركة العالمية ضد الوباء؛ ففي وقت قياسي أصبحت مراكز التلقيح مكتظة بالرواد، مواطنين ومقيمين، لترسم حالة وعي مصممة على كسب الرهان واستعادة دورة الحياة كما كانت وأفضل.

الإقبال الواسع على التطعيم جاء استجابة لنداء وطني بعد دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بضرورة مسارعة الجميع لأخذ اللقاح لحماية الصحة والاقتصاد والمكتسبات. 

تعكس الإحصائيات اليومية لأعداد المقبلين على التطعيم الانسجام التام بين القيادة والشعب والثقة الكبيرة في القطاع الصحي للدولة وحملة التوعية الواسعة والتعامل الراقي داخل المراكز المخصصة لاستقبال الراغبين في التطعيم، مع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية المطلوبة في هذا الظرف الدقيق حتى تمر التجربة بنجاح ويتم تحصين كل أفراد المجتمع بعد استيفاء مراحل التطعيم الآمن والاستجابة لشروطه.

مرة أخرى تقدم الإمارات نموذجاً عالمياً، يضع الإنسان وصحة المجتمع وسعادته في صدارة الأولويات، وهي حقيقة يلمسها كل مواطن ومقيم، وتؤكدها الاستراتيجية الصحية الشاملة منذ أن بدأت الجائحة في الانتشار، وقد وُفقت الدولة، في حماية الناس، وتمكنت من السيطرة على الوباء باتخاذ الإجراءات المتبعة، ووظفت الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المتطورة في الحفاظ على نشاط مناحي الحياة في شتى القطاعات، حتى جاءت اللقاحات لتعزز الثقة في هذا البلد الآمن وتزيد كم رفعته في مراتب السمو.

في الإمارات والعالم، أصبح اللقاح المنقذ الوحيد للخلاص من وباء كورونا وآثاره السلبية، وكل المؤشرات تؤكد أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة، رغم الارتفاع الحاد في عدد الإصابات وظهور طفرات متحورة من الفيروس الخبيث، وللمرة الأولى منذ ظهور الوباء أصبحت الثقة مطلقة في اللقاحات بشهادة الحكومات المختلفة ومنظمة الصحة العالمية. فقبل عام عندما بدأ كورونا ينتشر في أرجاء الدنيا، أكد أهل الاختصاص والعلم أن اللقاح المضاد لن يكون متوفراً قبل 12 شهراً، واليوم ها هو العام قد انقضى، وها هي البشرية تتسلح بالأدوية المأمولة وتدخل المعركة واثقة في النصر ودحر هذا الوباء، مثلما تغلبت في السابق على أمراض أشد فتكاً وخطورة.

التطعيم كلمة السر في هذه المعركة لتحقيق المناعة الجماعية والتعافي الشامل، بما يمكّن من عودة السفر على نطاق واسع، واستعادة دورة التنمية إلى سابق عهدها، وهذا هو الأمل الكبير الذي تنتظره كل شعوب العالم بعد هذه التجربة القاسية، ومهما تكن التضحيات والخسائر، ستظل هناك دروس للعبرة والاستفادة في المستقبل، من أهمها أن سلامة المجتمعات وأساس وقايتها يتمثلان في قوة قطاعها الصحي والشجاعة في اتخاذ القرار الحاسم وسرعة الاستجابة، وهذا ما يتحقق بفعالية في النموذج الإماراتي المتألق.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"