عادي

«البكتيريا».. كائنات متعددة التأثير

21:57 مساء
قراءة 5 دقائق
1


تحقيقات: الصحة والطب
تخترق البكتيريا جسم الإنسان دون سابق إنذار؛ حيث إنها تحيا في كل مكان على سطح الأرض، وتنمو هذه الكائنات عند الأطفال بعد الولادة بفترة قصيرة وتنتقل عن طريق الأم أو العوامل البيئية، وتتعدد أشكالها وأحجامها وكذلك تأثيراتها، ولها نوعان، النافعة التي تفيد الجسم وتسهم في حماية غشاء المعدة من الأمراض، والضارة التي تنتقل عن طريق العدوى لكافة الأعمار، أو تنشأ وتنتشر نتيجة انخفاض معدل البكتيريا المفيدة، وتؤدي إلى تعرض الشخص للإصابة بمشكلات متعددة أبرزها التسمم الغذائي وجرثومة المعدة، وفي السطور القادمة يخبرنا عن هذا الموضوع تفصيلاً مجموعة من الخبراء والاختصاصيين في هذا المجال.
يقول الدكتور سوندار اليابيرومال، أخصائي علم الأحياء: إن البكتيريا هي كائنات دقيقة تنمو في بيئات متنوعة مثل التربة والمحيطات وجسم الإنسان، ولها أشكال مختلفة مثل كالدائري أو الحلزوني، وتكون عادة محاطة بجدار خلوي خارجي، ويشكل غشاء الخلية الهياكل الداخلية للبكتيريا مثل (السيتوبلازم والريبوسومات والميتوكوندريا) والحمض النووي وما إلى ذلك، ويمكن أن تتطور من مادة غير حية كالمركبات العضوية البسيطة، أو تدخل للجسم منذ الولادة، أو من خلال الطعام والماء والهواء والحليب، وتستقر البكتيريا العقدية في الجلد، وهناك الأنواع اللاهوائية كالبكتيرويد والأيروبس التي تستوطن في مناطق الأمعاء والقولون والأغشية المخاطية، وأماكن عدة كتجويف الفم، والمناطق التناسلية والجهاز التنفسي العلوي.
تأثيرات مختلفة
ويوضح د.سوندار، أن البكتيريا تؤثر بشكل عام في حالة الشخص، فعلى سبيل المثال، تم ربط التهاب القناة الهضمية البكتيري بالتسبب في العديد من الأمراض العقلية بما في ذلك القلق والاكتئاب، ويمكن أن يؤدي استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة، والإصابة بحساسية الغلوتين ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، إلى تدمير الفلورا الطبيعية للأمعاء، وبالتالي الإسهال المزمن، ومن العادات الخاطئة أيضاً شرب الكحول، والتدخين، والتوتر، والقلق، والاكتئاب، والنوم لساعات قليلة، وعدم ممارسة الرياضة، وعلى الجانب الآخر، تحمي بكتيريا الأمعاء القناة الهضمية من هذه العلامات الالتهابية، وتجدر الإشارة إلى أن حليب الأم يلعب دوراً مهماً في تكوين فلورا ميكروبية جيدة في الأطفال حديثي الولادة؛ حيث إن هناك صلة بين صحة الأمعاء ووظائف الجهاز العصبي المركزي الطبيعية، وتعتبر مادة البروبيوتيك الموجودة في الزبادي مصدراً للبكتيريا المفيدة.
فوائد عدة
يذكر الدكتور شعيب أحسان، أخصائي علم الأحياء أن جسم الإنسان يحتوي على عدد كبير من الكائنات الحية الدقيقة التي تبدأ في النمو بعد الولادة بفترة وجيزة يكتسبها الطفل من الأم والبيئة، وتستقر البكتيريا الأكثر انتشاراً في الأمعاء الدقيقة والغليظة، وعلى الرغم من أنها تعرض الشخص في بعض الحالات للأمراض والالتهابات، فإن لها تأثير إيجابي في تعزيز الحفاظ على الصحة العامة، وبعض الفوائد الأخرى التي تتمثل في:
* منع غزو الجراثيم أو البكتيريا المسببة للأمراض للجسم.
* تحلل الأطعمة المعقدة، ما يؤدي إلى إنتاج المركبات التي تستخدم كمصدر للمغذيات.
* تلعب دوراً مهماً في وظيفة العضلات والوقاية من الأمراض المزمنة بما في ذلك السرطان واضطرابات الأمعاء.
* تنتج عوامل مضادة للالتهابات، ومركبات مسكنة للألم، ومضادات الأكسدة والفيتامينات لحماية ورعاية الجسم.
* تعزز دور الجهاز المناعي، والوقاية والتخفيف من الحساسية وأمراض المناعة الذاتية.
* تشير بعض الأبحاث إلى أنها تحافظ على الصحة العقلية.
ضعف وانخفاض
ويلفت د.شعيب، إلى أن ضعف أو نقص البكتيريا النافعة ينجم عن الاستخدام المفرط لفترات طويلة للمضادات الحيوية، ما يؤدى إلى انخفاض عدد البكتيريا الجيدة ويسمح بنمو الأنواع الضارة، وينتج عنه تعطيل التوازن الموجود في الجسم، ويجعله عرضة للإصابة بأمراض تتراوح من العدوى الخفيفة إلى الخطِرة، ومن الأسباب الأخرى لضعف البكتيريا النافعة هي العوامل الوراثية والبيئية، ونمط الحياة والغذاء غير الصحي، وتظهر الأعراض في عدم تحمل الشخص الطعام، وحدوث اضطرابات في المعدة مثل الغازات والانتفاخ والإمساك والإسهال والحموضة، وربما يتعرض لتغيرات غير مقصودة في الوزن، ومشكلات النوم، أو الإرهاق المستمر، وتهيج الجلد وأمراض المناعة الذاتية.
مكونات غذائية
ويبين د.شعيب، أن البكتيريا المفيدة يتم تعزيزها في الجسم عن طريق استهلاك البريبايوتكس وهي مكونات غذائية تساعد على نمو ونشاط هذا النوع من البكتيريا، ويمكن الحصول عليها من بعض العناصر الطبيعية مثل: الفواكه والخضراوات والبقوليات والفول والحبوب الكاملة، وكذلك البروبيوتيك التي تعرف بأنها كائنات دقيقة حية، وتمنح فائدة صحية عالية للجسم عند تناولها، وتوجد على الأكثر في الأطعمة المخمرة مثل: الزبادي وخل التفاح، والكفير، والجبن النيء، والكيمتشي، والميسو، والتمبيه، ومخلل الملفوف، كما تتوفر في عقاقير طبية يمكن تناولها تحت إشراف الطبيب.
أنواع ضارة
وتشير الدكتورة توبي أودوفا، أخصائية الطوارئ، إلى أن البكتيريا كائنات دقيقة غير مرئية للعين المجردة، وتعرف الأنواع الضارة منها باسم الجراثيم، ويمكن أن تكون سبباً في الإصابة بالأمراض المختلفة، وتدخل البكتيريا بشكل عام إلى الجسم من خلال أماكن متعددة، كالعينين، والأنف، والفم، وفتحات الجهاز البولي التناسلي، أو عند وجود أي اختراق أو إصابة في حاجز الجلد، ومن أبرز المشكلات المرضية التي تسببها البكتيريا الضارة هي التسمم الغذائي، والتهاب الجلد مثل السيلوليت، وتقرحات القدم، والالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، وعدوى المسالك البولية، والملوية البوابية أو جرثومة المعدة.
أعراض العدوى
وتلفت د.توبي، إلى أن البكتيريا الضارة يمكن أن تنقل بعض الأمراض من إنسان لآخر، عن طريق قطرات ورذاذ الفم، والاتصال الفموي، والإصابات الحادة، استنشاق الهواء في الأماكن المغلقة، وتجدر الإشارة إلى أن تمكن العدوى من الشخص يرجع إلى قوة الجهاز المناعي، ومدى قدرته على مواجهة الأمراض، وتظهر أعراض العدوى في ارتفاع درجة الحرارة، والقيء، والإسهال، والشعور بحرقة عند التبول، ومشكلات تنفسية، ويمكن التأكد من وجود البكتيريا الضارة في الجسم عن طريق الاختبارات المعملية، والفحوص الإشاعية.
نصائح وقائية
وتؤكد د.توبي، وجود العديد من العلاجات المتاحة لعلاج معظم أنواع البكتيريا التي تسبب ضرراً لجسم الإنسان، لكن تظل طرق الوقاية دائماً هي الأفضل لتجنب انتشار العدوى أو الإصابة بالأمراض، وتتمثل الإرشادات الطبية في اتباع ممارسات النظافة الجيدة مثل: غسل اليدين، وعدم السعال في الهواء أو بالاقتراب من الآخرين، والاهتمام بتنظيف المكونات الغذائية، وخاصة منتجات الدواجن وتجنب إعادة التجميد، واتخاذ احتياطات السفر، والابتعاد عن مسببات الأمراض المنقولة عن طريق الحشرات مثل البعوض والقراد، وأخذ جرعات التطعيم الأساسي للوقاية من الإصابة ببعض هذه البكتيريا.

الجزر مقاوم طبيعي
يحتوي الجزر على العديد من الخواص والفوائد التي يندر وجودها في غيره من الخضراوات، وتحمي الجسم من الأمراض، وأظهرت العديد من الدراسات أنه قادر على تدمير البكتيريا الضارة التي تستوطن في الأمعاء؛ حيث إنه يعمل كمضاد حيوي طبيعي ضد هذه الكائنات، كما أنه غني بالمواد البروتينية والأحماض الأمينية ومادة الكاروتين، ويسهم عصير الجزر في التخلص من بقع وشوائب البشرة وحماية الجلد من الآثار المؤذية لأشعة الشمس، وتأخير ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، والحد من الالتهابات المعوية والديدان وقرحة المعدة، وتجدر الإشارة إلى أن تناوله طازجاً أفضل من طبخه؛ حيث إن نسبة الفائدة الأكبر توجد في القشرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"