عادي

التهاب الجيوب الأنفية احتقان في هيكل الوجه

22:00 مساء
قراءة 5 دقائق
1

تحقيق: راندا جرجس
تشكل الجيوب الأنفية الدعامات العظمية التي توفر أساس الأنسجة الرخوة للوجه، وهي تجاويف عظمية مملوءة بالهواء تساهم في حماية الهيكل العظمي والأعضاء المهمة مثل العينين والجبهة، ويمكن أن تتعرض هذه الأجزاء للأذى عند الإصابة بالالتهاب الفطري أو التحسسي أو الفيروسي الذي يستهدف الغشاء المخاطي المبطن، وتصنف أنواعه بحسب مدة استمرار الأعراض وتفاقم المضاعفات، وتتمثل في النوع الحاد، تحت الحاد، والمزمن، والمتكرر، وفي هذا التحقيق يسلّط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذه المشكلة المرضية وطرق الوقاية والعلاج.

يقول الدكتور بيتر لويزو، استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة، إن الجيوب الأنفية تبدأ في التطور في وقت مبكر خلال وجود الجنين في الرحم، وتستمر في التوسع أثناء مرحلة الطفولة وحتى البلوغ، وتنقسم إلى العلوية كبيرة الحجم التي تجلس تحت العينين، والصغرى الموضوعة بين العينين، وتصطف الأسطح الداخلية لهما بغشاء متخصص لإفراز المخاط الذي يتم تدويره في جميع أنحاء الجيوب الأنفية وتجويف الأنف لترطيب والتقاط أي أجسام من البيئة الخارجية.
ويضيف: تقوم الجيوب الأنفية بوظيفة مرشح للترطيب، حيث إنها تسخن الهواء وتنظفه قبل دخوله إلى الرئتين أثناء الاستنشاق، بالإضافة إلى التقاط جزيئات الرائحة، التي يحملها الغشاء المخاطي إلى عضو حاسة الشم الموجود في سقف الأنف، كما تعرف الجيوب الأنفية بأنها غرف مملوءة بالهواء، لتعزز رنين الصوت.
التهاب الجيوب
يوضح د.بيتر أن التهاب الجيوب الأنفية مصطلح لوصف التهاب التجاويف، عندما تنتفخ البطانة، وتؤدي إلى زيادة إفراز المخاط، ويمكن أن تستمر الإصابة الحادة لمدة تصل إلى أربعة أسابيع، أما المزمن فتتراوح أعراضه ومضاعفاته على مدى أشهر أو سنوات، ويمكن أن تتفاقم الحالة بسبب الانسداد التشريحي لممرات تصريف الهواء الطبيعية، من خلال الحاجز الأنفي المنحرف أو الزوائد الأنفية أو القرينات المتضخمة.
انسداد الأنف
يذكر د.بيتر أن احتقان غشاء الجيوب الأنفية يمكن أن يؤدي إلى ضعف التهوية، وبالتالي لا يمكن تصفية المخاط وتراكمه، ما ينجم عنه استقرار أنواع البكتيريا الضارة المسببة للأمراض التي تشكل القيح، وتظهر مع انسداد الأنف بعض الأعراض كآلام الوجه، الصداع الجبهي، ارتفاع درجة الحرارة، وتجدر الإشارة إلى أن التهاب الجيوب الأنفية في أغلبية الحالات يرتبط بالتهاب الأنف التحسسي والأورام الحميدة الأنفية، أما الأقل شيوعاً فينتج عن بعض أمراض المناعة الذاتية أو خلل الحركة الهدبية، والالتهاب الحاد عادة ما يكون بسبب فيروسات الجهاز التنفسي العلوي، أما النوع المزمن فيحدث عن الحساسية والمهيجات مثل عث غبار المنزل ووبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح.
أعراض الإصابة
تبين الدكتورة راشمي كيران، أخصائية الأنف والأذن والحنجرة، أن أعراض التهاب الجيوب الأنفية يمكن أن يؤثر في أي فئة عمرية، وهناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من نسبة الإصابة عند بعض الأشخاص، كالحساسية، والتعرض للمهيجات والكائنات الدقيقة، والاختلافات الهيكلية مثل انحراف الحاجز الأنفي والأورام الحميدة الأنفية، والخلل الهدبي، ونقص المناعة، وتشمل الأعراض في الحالات الحادة خروج إفرازات قيحية من الأنف، وآلام الوجه، وضغط وانسداد في الأنف، أما المزمنة فتظهر على شكل الصداع، ورائحة الفم الكريهة، وفقدان حاسة الشم، وإفرازات الأنف اللاحقة، وآلام الأذن والأسنان، والسعال، وارتفاع درجة الحرارة الشديد.
وسائل التشخيص
تفيد د.راشمى بأن تشخيص التهاب الجيوب الأنفية يتم عن طريق الكشف السريري ومعرفة التاريخ المرضي للشخص المصاب، وإجراء بعض الاختبارات، كما يكشف تنظير الأنف الأمامي مع إزالة الاحتقان عن إفرازات قيحية في تجويف الأنف والصماخ الأوسط، ويمكن ملاحظة إفرازات الأنف أيضاً، ويتم تصنيف نوع الالتهاب سواء كان جرثومي أو تحسسي أو فطري، بناءً على نتيجة الفحوص وأسباب الإصابة ومدة المرض، ويمكن أن يصنف التهاب الجيوب الأنفية من حيث المكان الجبهي أو الفكي العلوي أو الغربالي أو الوتدي، أو تنقسم أنواعه كالآتي:
* التهاب الجيوب الأنفية الحاد الذي يستمر لأقل من 4 أسابيع.
* الالتهاب تحت الحاد الذي تتقدم أعراضه تدريجياً من 4 إلى 12 أسبوعاً.
* الالتهاب المزمن الذي يمتد لأكثر من 12 أسبوعاً وربما أشهراً أو سنوات.
* الالتهاب المتكرر الذي يرافقه نوبات متعددة من 2 إلى 4 مرات خلال العام الواحد.
مشكلات طبية
يشير الدكتور سيجو جورج أخصائي جراحة الأنف والأذن والحنجرة إلى أن هناك بعض المضاعفات التي يمكن أن تصاحب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية، ومنها سيلان واحتقان الأنف، والصداع المستمر، وثقل الرأس وخاصة في المنطقة الأمامية، والسعال، وبخر الفم، والألم وعدم الراحة حتى يبدأ الاحتقان في التلاشي، وفي حالات نادرة يمكن أن يؤدي التهاب الجيوب الأنفية غير المعالج إلى عدة مخاطر، منها:
* مشاكل في الرؤية عندما تنتشر العدوى إلى محجر العين.
* التهاب السحايا بشكل غير شائع، عندما يصل الالتهاب إلى الدماغ والحبل الشوكي، ويمكن أن يؤدى إلى حدوث خراج بالدماغ.
* تتسبب العدوى طويلة الأمد في تآكل الهياكل العظمية المحيطة.
طرق العلاج
يلفت د.سيجو إلى أن علاج التهاب الجيوب الأنفية يبدأ باستعمال البخاخات أو (المحلول الملحي)، والكورتيكوستيرويدات الأنفية، ومزيلات احتقان الأنف، ومسكنات الآلام ، والمضادات الحيوية، وربما تتطلب بعض حالات الالتهاب المزمن طويل الأمد والمتكرر، وخاصة الأنواع التي لا تستجيب للعلاج الطبي، إلى التدخل الجراحي باستخدام عملية رأب الجيوب بالبالون، أو جراحة الجيوب الأنفية الوظيفية بالمنظار تحت التخدير.
نصائح وقائية
يوصى د.سيجو ببعض النصائح والإرشادات الوقائية التي تساعد في منع تفاقم مضاعفات التهاب الجيوب الأنفية، عن طريق اتخاذ خطوات للحفاظ على الممرات الأنفية جيدة التصريف، وتتضمن الالتزام بالعادات الصحية مثل:
* تجنب الاتصال مع الأشخاص المصابين بنزلات البرد، والتهابات الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية الأخرى، وغسل الأيدي باستمرار في حال التعامل مع أحد المرضى.
* الاستشارة المبكرة ومراجعة الطبيب المختص، وتناول الأدوية للحساسية الموسمية.
* الامتناع عن التدخين.
* غسل الأنف مرة واحدة يومياً إذا كان الشخص عرضة للإصابة بعدوى الجيوب الأنفية المزمنة.
* تجنب التعرض للهواء الجاف، ويمكن استنشاق البخار أو استخدام أجهزة ترطيب الهواء للحفاظ على رطوبة الجيوب، لمنع الممرات الأنفية من الجفاف.

السلائل الأنفية

تصيب السلائل الأنفية من 4% إلى 40% من الأشخاص لأسباب غير معروفة حتى الآن، ولكنها تبدأ بالنمو بعد تكرار الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، وتصنف بأنها أورام حميدة، لأنها غير قادرة على الانتشار إلى أجزاء الجسم الأخرى، وتظهر هذه الأورام عادة على جانب واحد من الأنف أو الاثنين، وتتسم بأنها بطيئة النمو ويرافقها بعض الأعراض كضعف حاسة التذوق، الانسداد والاحتقان وسيلان الأنف، آلام الوجه، تورم الخد، وجود إفرازات مخاطية في مؤخرة الحلق، وعندما تشتد الحالة يعاني المريض من توقف أو انقطاع التنفس بشكل متكرر أثناء النوم، والنزيف الأنفي، وربما تؤثر في جودة الرؤية، ويمكن السيطرة على هذه الأورام بالحد من تطور بعض الأمراض إن وجدت كالربو والحساسية، أما طرق الوقاية فتتمثل في تجنب تنفس المواد التي تثير التهيج والنوبات، كدخان التبغ، والأبخرة الكيميائية، والغبار، والفضلات الدقيقة، وكذلك غسل الأيدي منعاً لانتقال العدوى والفيروسات، والحفاظ على ترطيب ممرات التنفس.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"