عادي

بالفيديو .. انسحاب روسيا من معاهدة «الأجواء المفتوحة» ينذر بحرب باردة جديدة

01:37 صباحا
قراءة 3 دقائق
Video Url
1

أعلنت روسيا أمس الجمعة انسحابها من معاهدة «الأجواء المفتوحة» الدفاعية، التي تسمح بالتحقق من التحركات العسكرية وتدابير الحدّ من التسلح في الدول الموقعة لها، موضحةً أن قرارها جاء نتيجة قرار مماثل اتخذته الولايات المتحدة العام الماضي.

وأعربت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن أسفها لوجود «عقبات أمام استمرار عمل المعاهدة في الظروف الحالية»، مؤكدةً أنها «بدأت آليات لسحب الاتحاد الروسي من معاهدة الأجواء المفتوحة».

وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، انسحبت الولايات المتحدة رسمياً من هذه المعاهدة الدولية الموقعة في الأصل من جانب 35 دولة ودخلت حيّز التنفيذ عام 2002.

واعتبرت الخارجية الروسية أنه منذ ذلك الحين شهد «توازن مصالح الدول المشاركة (...) اضطراباً كبيراً ولحقت أضرار خطيرة بسير عملها وتم تقويض دور معاهدة الأجواء المفتوحة كأداة لتعزيز الثقة والأمن».

وتؤكد موسكو أنها قامت بكل ما بوسعها لإنقاذ المعاهدة لكن «اقتراحاتها الملموسة» لم تحظَ «بدعم حلفاء الولايات المتحدة».

وتعطي معاهدة الأجواء المفتوحة لكل دولة موقّعة حقّ القيام برحلات استطلاعية في أجواء دولة أخرى موقعة وتفرض عليها القبول بأن تقوم الدول الموقعة أيضاً بمثل هذه الرحلات في أجوائها، بهدف التحقق من أنشطتها العسكرية ومنشآتها الاستراتيجية. وأعربت دول أوروبية عدة من بينها فرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا العام الماضي، عن أسفها لانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، مشيرةً إلى أنها تتشارك مع واشنطن مخاوفها بشأن عدم احترام موسكو لأحكام المعاهدة.

من جهة أخرى تأمل موسكو أن تعمل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن بعد تولي المنصب على التفاوض بسرعة مع روسيا لإنقاذ المعاهدة الجديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية (نيو ستارت).

وتنتهي صلاحية هذا النص الذي يحد من الترسانتين النوويتين للقوتين في الخامس من فبراير/شباط أي بعد 16 يوماً فقط على تنصيب بايدن. وهي آخر معاهدة كبرى لخفض الأسلحة بين الخصمين السابقين في الحرب الباردة.

ومع اقتراب الموعد النهائي، سيتعين على كل من موسكو وواشنطن تقديم تنازلات ووضع الحالة المؤسفة لعلاقاتهما جانباً، وسط خلافات حول معظم القضايا الدولية واتهامات بتدخل في الانتخابات وتجسس وهجمات إلكترونية.

وأكدت إلينا تشيرنينكو التي تابعت عن كثب المفاوضات في الأشهر الأخيرة أن الرهان كبير للبلدين. وقالت لوكالة فرانس برس إن «المعاهدة تحد من احتمال أن يكون أحد المعسكرين مخطئاً فيما يتعلق بنوايا أو خطط الآخر، كما حدث مرات عدة خلال الحرب الباردة وأدى إلى أوضاع خطرة للغاية».

ورأى المحلل الروسي فلاديمير فرولوف أن أي اتفاق سيحدد أيضاً أولويات الميزانية لسلطتي البلدين. 

وقال لوكالة فرانس برس إن تمديداً محتملاً للمعاهدة سيحدد «ما إذا كان يجب إنفاق مبالغ أكبر من اللازم لشراء الألعاب النووية بالمقارنة مع قطاع الصحة». 

وكان باراك أوباما وديمتري ميدفيديف رئيساً الولايات المتحدة وروسيا حينذاك وقّعا معاهدة «نيو ستارت» في 2010 في أوج مرحلة لمحاولة «إعادة ضبط» العلاقات بين الدولتين.

 ويحدد النص ب1550 عدد الرؤوس النووية لكل من المعسكرين، وكذلك عدد القاذفات والقاذفات الصاروخية، وهذا يكفي أساساً لتدمير الأرض مرات عدة.

 سيكسب جو بايدن الكثير إذا حقق نجاحاً دبلوماسياً في الأسابيع الأولى من رئاسته، لكنه يخضع لضغط جزء من الطبقة السياسية الأمريكية التي تريد سياسة أكثر حزماً تجاه روسيا، وكان ذلك أحد عناصر حملته.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"