تطوير وصقل القوة الذهنية يتطلب نهجاً ثلاثياً

لا تنعكس القوة الذهنية على ما تفعله فحسب؛ بل على ما لا تقوم به أيضاً. وفي كتابها الأكثر مبيعاً «13 أمراً لا يفعلها الأشخاص الأقوياء ذهنياً»، كتبت المعالجة النفسية والأخصائية الاجتماعية، إيمي مورين، أن تطوير وصقل القوة الذهنية يتطلب نهجاً ثلاثياً، يتعلق بالتحكم في الأفكار والسلوكيات والعواطف. 

وتشير مورين، إلى أن على الشخص تعزيز قوته الذهنية، مثلما يسعى إلى تعزيز صحته الجسدية، فالأمران سيان. ومعرفة كيفية تنظيم أفكارك والتحكم في عواطفك يسهم في تعزيز رجاحة العقل. 

وإليك فيما يلي مجموعة من الأشياء التي لا يفعلها الأشخاص الأقوياء ذهنياً: 

لا يشعرون بالأسف على أنفسهم: 

تقول مورين في كتابها: «الشعور بالأسف تجاه نفسك أمر مدمر للذات، والانغماس في الشفقة على الذات يعيقك عن العيش بسلام نفسي، فهو أمر يهدر الوقت ويخلق مشاعر سلبية ويضر بعلاقاتك الشخصية». 

وكتبت أن المفتاح هو «الاستبشار خيراً بالعالم، وبعدها ستبدأ بتقدير ما لديك». والهدف هنا هو استبدال الشفقة على الذات بالشعور بالامتنان. 

لا يتخلون عن قوتهم: 

تشير مورين إلى أن الناس يتخلون عن قوتهم وسلطتهم عندما لا يضعون حدوداً جسدية وعاطفية بينهم وبين الآخرين. في حال كان الآخرون يتحكمون بأفعالك، فإنهم يحددون بذلك مستوى نجاحك وقيمتك الذاتية، لذا من المهم أن تسعى نحو أهدافك وتعمل تحقيقها. وتضرب مورين، أوبرا وينفري، مثالاً على الشخص الذي يتحكم بحياته بشكل فعّال. وقد نشأت وينفري في بيئة فقيرة وصعبة، لكنها اختارت كيف تريد أن تكون من خلال عدم التخلي عن قوتها الذاتية.

لا يركزون على ما لا يمكن السيطرة عليه: 

تقول مورين: «سينتابك شعور بالراحة عندما تكون قادراً على التحكم بكل شيء في حياتك، لكن التفكير في أن لديك القدرة على التحكم بزمام الأمور دائماً، يمكن أن يصبح مشكلة. ومن المرجح أن تكون محاولة السيطرة على كل شيء استجابة للقلق». وتضيف: «بدلاً من التركيز على إدارة قلقك، فأنت تحاول التحكم في بيئتك». ويؤدي تحويل تركيزك عن الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها إلى زيادة شعورك بالسعادة وتقليل مستويات التوتر لديك وتحسين علاقاتك الشخصية والتطلع لفرص نجاح جديدة. 

لا يسعون لإرضاء الجميع:

غالباً ما نحكم على أنفسنا من خلال التفكير في وجهة نظر الآخرين فينا، وهو أمر مناقض للقوة الذهنية. وأدرجت مورين 4 حقائق عن محاولة إرضاء الناس: إنها مضيعة للوقت، ويمكن بسهول التلاعب بمشاعر الأشخاص الذين يسعون لإرضاء الجميع، ولا بأس في أن يشعر الآخرون بالغضب أو خيبة الأمل، ولا يمكن إرضاء الجميع. إن التخلي عن عقلية السعي نحو إرضاء الآخرين ستجعلك أقوى وأكثر ثقة بنفسك. 

لا يتعمقون بالتفكير في الماضي:

الماضي يبقى في الماضي، ولا توجد طريقة لتغيير ما حدث، وتقول مورين: «يمكن أن يكون التفكير في الماضي مدمراً للذات، ويمنعك من الاستمتاع بالحاضر والتخطيط للمستقبل»، مشيرة إلى أن التركيز على أخطاء الماضي لا تحل أي شيء، ويمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب. ومع ذلك، يمكن أن تكون هنالك فوائد من التفكير في الماضي، مثل التعلم من الأخطاء والنظر في الحقائق بدلاً من العواطف، وهذا ما يقودنا إلى النقطة التالية. 

لا يكررون نفس الأخطاء: 

إن التفكير ملياً يمكن أن يضمن عدم تكرار الخطأ مرة أخرى. وكتبت مورين، أنه من المهم التمعن ودراسة الخطأ الذي حدث، وما الذي كان من الممكن القيام به بشكل أفضل، كيف يمكن القيام بالأمر بشكل مختلف في المرة المقبلة. ويتقبل الأشخاص الأقوياء ذهنياً المسؤولية عن أخطائهم ويضعون خطة مدروسة ومكتوبة لتجنب ارتكاب نفس الخطأ في المستقبل. 

لا يستاؤون من نجاح الآخرين: 

تقول مورين إن الاستياء يشبه الغضب الذي يظل مخفياً ومكدساً. إن التركيز على نجاح شخص آخر لن يمهد الطريق لنجاحك لأنه يصرفك عن طريقك. 

وحتى لو أصبحت ناجحاً، قد لا تشعر بالرضا أبداً، إذا كنت تركز دائماً على الآخرين، وهذا قد يؤدي أيضاً عن التغاضي عن مواهبك والتخلي عن قيمك وعلاقاتك. 

لا يخافون من التغيير: 

تقول مورين إن هنالك 5 مراحل للتغيير وهي: مرحلة ما قبل التأمل والتأمل والاستعداد والعمل والاستمرارية. ويعد اتباع كل خطوة من الخطوات الخمس أمراً بالغ الأهمية. قد يكون إجراء التغيير أمراً مخيفاً، لكن تجاهله يقوّض عملية نموك. 

وتضيف: «كلما طال انتظارك، كلما زادت صعوبة القيام بالتغيير، والآخرون سيتفوقون عليك ويسبقونك». 

لا يستسلمون من الفشل الأول: 

إن النجاح ليس فورياً، والفشل دائماً ما يعتبر عقبة عليك التغلب عليها. وتقول مورين: «خذ على سبيل المثال ثيودور جيزل، المعروف أيضاً باسم الدكتور سوس؛ حيث رفض كتابه الأول أكثر من 20 ناشراً، لكنه الآن اسم معروف في أواسط الأدب العالمي». 

لا يخشون قضاء وقت بمفردهم: 

تقول مورين: «إن تخصيص وقت لتكون بمفردك والتفكير ملياً يمكن أن يكون تجربة جيدة وفعالة لمساعدتك على الوصول إلى أهدافك. وأن تصبح قوياً ذهنياً يتطلب منك قضاء بعض الوقت بعيداً عن صخب الحياة اليومية للتركيز على النمو». 

وفيما يلي بعض فوائد العزلة:

- يمكن أن تؤدي العزلة في المكتب إلى زيادة الإنتاجية.

- إن قضاء وقت لوحدك قد يزيد من مستويات التعاطف لديك.

- يحفز الإبداع.

- يعزز الصحة النفسية.

لا يخشون المخاطرة المحسوبة:

تقول مورين إن الناس غالباً ما يخشون المخاطرة، سواء كانت مالية أو جسدية أو عاطفية أو اجتماعية أو حتى متعلقة بالعمل. لكن الأمر يتعلق بالمعرفة؛ حيث تضيف: «إن نقص المعرفة حول كيفية حساب المخاطر يؤدي إلى زيادة المخاوف». 

ولتحليل المخاطر بشكل أفضل، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

- ما هي التكاليف المحتملة؟

- ما هي الفوائد المحتملة؟ 

- كيف ستساعدني المخاطرة على تحقيق أهدافي؟ 

- ما هي البدائل؟ 

- إلى أي مدى سيكون الأمر جيداً في حال تحقق السيناريو الأفضل؟

- ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث، وكيف يمكنني تقليل المخاطر التي قد تحدث؟ 

- كيف سيكون الوضع في حال تحقق السيناريو الأسوأ؟ 

- ما مدى أهمية هذا القرار في غضون خمس سنوات؟