عادي

فيتامين D شهرة واسعة وسط جائحة «كورونا»

22:51 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: خنساء الزبير
منذ بداية انتشار فيروس كورونا والعلماء يبحثون عن كل ما يتعلق بمرض كوفيد-19 الناجم عن الإصابة بذلك الفيروس. طرقت الأبحاث العلمية جميع ما يمكن أن يتسبب في زيادة شدة الإصابة أو ما يُعتقد بأنه ربما يفيد في تخفيفها.
مما أخذ نصيباً وافراً من الدراسة والتقصي كان فيتامينD، ذلك الفيتامين الذي يدخل في وظائف حيوية متعددة بالجسم؛ وبالرغم من ذلك فإن الجسم لا يصنعه وإنما يتحصل عليه من الغذاء أو من المكملات الغذائية.

خاضت الكثير من الدراسات في مختلف العناصر الغذائية التي تم الترويج لها خلال الجائحة الحالية كوقاية، مثل فيتامين C والمكملات الغذائية للثوم وغير ذلك. توصلت دراسات حديثة إلى ارتباط بين مستوى ذلك الفيتامين بالجسم وبين مدى شدة أعراض كوفيد-19، وأنه عامل مهم للحد من تأثير المرض.
تأثير كوفيد-19
أشارت دراسة حسابية حديثة من الهند إلى وجود مسار غير منظم لفيتامينD في الحيوية المرضية للعدوى بفيروس كورونا، وفتحت الباب للتحقق التجريبي من هذه الملاحظات.
فيتامينD هرمون استرويدي؛ والرغم من أنه تم من قبل الربط بين الخلل في مساره وبين العملية المرضية المرتبطة بفيروس كورونا إلا أن حالة الجينات المعدلة بواسطته في خلايا الرئة للمرضى المصابين لا تزال غير محددة.
باختصار؛ تنتج التأثيرات الخلوية للفيتامين من آثاره غير الجينية / السيتوبلازمية ، وأيضًا من آثاره الجينومية / النووية. ما يُحدث تبعاً لذلك عددًا لا يحصى من المستقبلات والإنزيمات والعوامل متورطة في كيفية تعديل الالتهاب.
الوسائط الالتهابية
تتوالى الأدلة على أن الاستجابة الالتهابية غير الطبيعية هي المسؤولة جزئيًا عن حدة الإصابة بأعراض كوفيد-19؛ وأثبت العلاج بالديكساميثازون ، وهو كورتيكوستيرويد قوي ، نجاحه في الحد من الوفيات في وسط الحالات الشديدة ربما بسبب مقدرته على قمع الالتهاب.
أظهرت دراسة جديدة أن فيتامينD يشارك فــي حــــلقة تنظيم مـــــناعي طـــــــبيعــــــــية لإيقــــــــاف الالتهاب كاستجابة إلى Th1 أثناء الإصابة بمـــرض كوفيد-19 الحاد. يمكن أن تســـــــاعد هــــذه النتيجـــــة فـــي تنظيــــــم الالـــــتهــــاب المــفــــرط وتقلــــيل شدة المظاهـــر الســـــريرية بعــــــد التقاط الفيروس.
في هذه الدراسة كان التأثير الأبرز لفيتامينD هو الزيادة المعتمدة على الجرعة في التعبير الجيني للسيتوكين بواسطة الخلايا Th، وخاصة IL-6، وبالتالي تعزيز الالتهاب. تسبب فيتامينD في قمع IFN-γ و IL-17 وتحريض IL-10 و IL-6. هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها أن الفيتامين يحفز الإنترلوكين 6.
يرى الباحثون أنه يمكن تجنب الجرعات العالية من الاسترويدات عن طريق إضافة فيتامينD لروتين العــــــلاج، مما يساعد على عكس التنظيم الناقص للتكوين المناعي بوساطته.
الفيتامين والمغنيسيوم
التفكير الحالي حول شدة كوفيد-19 هو أن الالتهاب المفرط يلعب دورًا مهمًا في ما تصل إليه حالة المرضى. لا تعتبر الإصابة الفيروسية المباشرة هي العامل الوحيد أو حتى الأساسي في اختلال وظائف الأعضاء المرتبطة بالمرض بل هو نتيجة تسمم العضو الناتج عن الإطلاق غير المنظم للسيتوكينات المؤيدة للالتهابات مثل IL-6 و IL-8، استجابة لتحريض المناعة بواسطة الفيروس.
أظهرت دراسة حديثة أن مزيج فيتاميني D3 و B12 ومعدن المغنيسيوم يمكن أن يقلل من تطور مرض كوفيد-19 إلى مراحل خطرة أو مميتة.
من فوائد فيتامينD أنه يحمي بنية ووظيفة ظهارة الجهاز التنفسي. يعزز المغنيسيوم وظائف فيتامينD حيث يعمل كعامل مساعد في العديد من الإنزيمات المشاركة في الاستقلاب الغذائيه له، مع وجود نشاط موسع للقصبات الهوائية ومستقل للأوعية. يعمل فيتامين ب 12 على تحسين صحة بكتيريا الأمعاء، والتي بدورها ضرورية لنظام المناعة النشط والفعال.
تأثير إيجابي
بعد انتشار الجائحة تم اختبار العديد من العوامل لمعرفة ما يمكن استخدامه كوسيلة لتقليل شدة الإصابة واحتمال الوفاة وسط مرضى كوفيد-19. كان فيتامينD أحد العوامل التي تم استكشافها على نطاق واسع، والذي ثبت أنه يقلل من تقدم المرض.
أظهر من جامعة تبريز للعلوم الطبية، بالتعاون مع آخرين، أن وصف المكمل الغذائي لفيتامينD لمرضى كوفيد -19 يبدو أنه قلل كلاً من معدل الوفيات وشدة المرض ومستويات علامات الالتهاب بالمصل.
وجد الباحثون في 3 من الدراسات انخفاضاً في معدل الوفيات بشكل ملحوظ بين مجموعات المرضى الذين تم إعطاؤهم الفيتامين مقارنة بمجموعات المرضى الآخرين. أظهرت دراسة أن هناك معدلاً أقل لدخول وحدة العناية المركزة بين من تلقوا الفيتامين، وأفادت دراسة أخرى بانخفاض ملحوظ في مستويات الفيبرينوجين في الدم والتي ينتج عن ارتفاعها في أي حالة التهاب أو تلف الأنسجة.
يلعب فيتامينD دورًا مهمًا في الحماية من الضرر المباشر لعوامل الالتهاب التي يتم إطلاقها أثناء الأمراض الفيروسية؛ ويبدو أن المكملات الغذائية له تفيد في الحد من معدل الوفيات، ومن شدة المرض والأعراض التي يعانيها المصاب، كما تقلل من مستويات علامات الالتهاب. يرتبط ذلك بتحسن حالة المريض وزيادة فرصة بقائه على قيد الحياة.

أفضل المكملات الغذائية خلال الجائحة

أجرى باحثون متعاونون من المملكة المتحدة والسويد والولايات المتحدة دراسة حديثة استقصت استخدام السكان للمكملات الغذائية خلال الأشهر القليلة الماضية.
أظهرت العديد من الدراسات أن المغذيات الدقيقة مثل الفيتامينات C و D والزنك معروفة بتعزيز جهاز المناعة وتقليل خطر الإصابة بالتهاب الجهاز التنفسي. نظرًا لأن فيروس كورونا عدوى تؤثر في الجهاز التنفسي فقد تم وصف هذه العناصر الغذائية وتقديم المشورة من قبل متخصصي الرعاية الصحية منذ بداية الوباء. من المعروف أيضًا أن العديد من المكملات الغذائية الأخرى تفيد الصحة وجهاز المناعة، منها الحمض الدهني أوميجا 3 (زيت السمك)، والبروبيوتيك، وبعض المصادر النباتية مثل الثوم.
خرج الباحثون من ذلك التقصي بصورة عامة، بأن” البروبيوتيك ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بفيروس كورونا بنسبة 14% (يتراوح بين 8%-19%) - أوميجا 3 ارتبط بالحد من خطر الإصابة بنسبة 12% (يتراوح بين 8%-16%) – الفيتامينات المتعددة ارتبطت بتقليل الخطر بنسبة 13% (يتراوح بين 10%-16%) – فيتامينD ارتبط بانخفاض الخطر بنسبة 9% (يتراوح بين 6%-12%) – فيتامين C ومكملات الزنك والثوم لم ترتبط بانخفاض حالات الإصابة بصورة ملحوظة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"