عادي

كوفيد- 19.. خطر متفاوت على الصغار

22:57 مساء
قراءة 4 دقائق
1

إعداد: خنساء الزبير
انقلبت حياة الأطفال رأسًا على عقب بسبب جائحة كورونا ما بين إغلاق المدارس والحد من اللعب. تغير الروتين الذي اعتاد عليه كل طفل وما حياة الأطفال إلا روتين يومي وممارسات معتادة. ليس بإمكان الوالدين تبرير ذلك التغيير بوضوح للطفل الصغير الذي قد لا يفهم معنى فيروس وعدوى، ولكن كل ما يستطيعان القيام به هو حث الصغير على غسل اليدين والوجه باستمرار وضرورة الابتعاد عن الآخرين ما قد يسببه له شعوراً نفسياً بعدم الأمان.
يمكن أن يصاب الأطفال، بما في ذلك الأطفال الصغار، بـكوفيد-19 الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، وكثير منهم قد لا تظهر لديه أعراض؛ ومن تظهر لديه تكون أعراضاً خفيفة كارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم والتعب والسعال. عانى بعض الأطفال من مضاعفات خطرة ولكنها حالات غير شائعة، ومن هم أكثر عرضة للخطر الأطفال المصابون بأمراض سابقة.
الأطفال والعدوى
على الرغم من أن الدراسات الحديثة اختلفت في أساليبها إلا أن نتائجها كانت متشابهة: كان لدى الأطفال المصابين نفس القدر أو أكثر من فيروس كورونا في الجهاز التنفسي العلوي مثل البالغين المصابين. لم تكن كمية الفيروس الموجودة لدى الأطفال (الحمل الفيروسي) مرتبطة بشدة الأعراض الظاهرة لديهم؛ أي أن المزيد من كمية الفيروس لا يعني أعراضًا أكثر حدة. إن العثور على كميات كبيرة من المادة الجينية الفيروسية عند الطفل لا يثبت أن الطفل مصدر للعدوى؛ ومع ذلك فإن وجود حمل فيروسي عالي لديه يزيد من القلق من أنه قد ينقل العدوى بسهولة للآخرين حتى لو لم تظهر عليه الأعراض.
وفقًا لتقرير تم نشره بتاريخ 22 أكتوبر 2020، عن الأطفال وكوفيد-19، من قبل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال فإن حوالي 11 ٪ من مرضى كوفيد-19 كانوا من الأطفال. يشكل الأطفال 1٪ إلى 3.6٪ من إجمالي المرضى المبلغ عنهم، وتتطلب حالة 0.6٪ إلى 6.9٪ منهم دخول المستشفى.
اللقاحات الأساسية
قد يتساءل بعض الآباء: هل يواصلون في إعطاء الأطفال الصغار اللقاحات الأساسية الروتينية في ظل الجائحة الحالية؟ تعد اللقاحات المبكرة للرضع والأطفال الصغار- خاصة الرضع بعمر 6 أشهر أو أقل - له فوائد مهمة. فهو يساعد على حمايتهم من الالتهابات مثل المكورات الرئوية والسعال الديكي التي يمكن أن تهدد حياتهم في حالة ضعف جهاز المناعة لديهم إذا تعرض لفيروس كورونا.
بالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على سنتين قد يكون التأجيل لفترة أطول قليلاً أمرًا مقبولاً. لكن بالنسبة لبعض الأطفال الذين يعانون من ظروف خاصة قد لا يكون التأجيل فكرة جيدة.
الكمامة عند الضرورة
بشكل عام يجب ألا يُطلب من الأطفال في عمر 5 أعوام وما دون، ارتداء الكمامة؛ وذلك لسلامة الطفل. قد تكون هناك متطلبات محلية أو احتياجات معينة في بعض الأماكن تتطلب ارتداء الطفل في ذلك العمر الكمام؛ كأن يكون موجوداً بالقرب من شخص مريض، ويجب أن يكون ذلك تحت إشراف ومراقبة أحد الوالدين أو أي شخص كبير.
يمكن للأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة بشكل عام ارتداء كمامة من القماش الاعتيادي أو نوع آخر غير الكمامة الطبية. يجب على الشخص الذي يضع الكمامة للطفل التأكد من أن حجمها مناسباً للطفل وأنها تغطي بشكل كافٍ الأنف والفم والذقن. الأطفال الذين يعانون من حالات صحية أخرى، مثل التليف الكيسي أو السرطان أو ضعف المناعة، ارتداء كمامة طبية؛ ويوصي بها لكل شخص معرض للإصابة بأعراض قوية لكوفيد-19.
الرضاعة الطبيعية
أثيرت مخاوف بشأن ما إذا كانت الأم المصابة بكوفيد-19 قد تنقل الفيروس إلى الرضيع أثناء الرضاعة الطبيعية. يجب أن تستند التوصيات المتعلقة بالاتصال بين الأم والرضيع والرضاعة الطبيعية إلى الاعتبار الكامل ليس فقط للمخاطر المحتملة للعدوى ولكن أيضًا مخاطر الإصابة بالأمراض والوفاة المرتبطة بعدم الرضاعة الطبيعية، والاستخدام غير المناسب لحليب الأطفال الصناعي، بالإضافة إلى التأثيرات الوقائية عند ملامسة الجلد للجلد.
توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة تشجيع الأمهات المصابات إصابات مشتبهه أو مؤكدة على بدء أو الاستمرار في الرضاعة الطبيعية. يجب نصح الأمهات بأن فوائد الرضاعة الطبيعية تفوق بدرجة كبيرة المخاطر المحتملة لنقل العدوى.
السلامة النفسية
في الوقت الحالي هناك ندرة في الأبحاث الجادة حول كيفية تأثير الوباء في الصحة العقلية للأطفال، ويعود ذلك في الغالب إلى أن الفيروس كان سريع الحركة والدراسات تستغرق وقتًا طويلاً. في دراسة واحدة خارج الصين، نُشرت في مجلة طب الأطفال الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية، قام باحثون فيها في مقاطعة هوبي، حيث نشأ الوباء، بفحص عينة مكونة من 2330 تلميذًا للبحث عن علامات الاضطراب العاطفي. لقد تم حبس الأطفال بسبب الحجر الصحي لمدة بمتوسط 33.7 يومًا. بعد ذلك الشهر، والذي يعتبر مدة قصيرة نسبياً، أبلغ 22.6٪ منهم عن أعراض اكتئاب و18.9٪ كانوا يعانون من القلق.
الشعور بالوحدة أثناء الإغلاق أمر شائع وسط الأطفال لانفصالهم عن أصدقائهم ولكن لن يكون التأثير بذات القدر لدى جميع الأطفال؛ فقد يكون بدرجات مختلفة وبطرق مختلفة. يعتمد التأثير على شعور الطفل بالأمان على مدى تأثر الأسرة به؛ فإذا خسرت العائلة أحد أفرادها بسبب الوباء أو تأثر وضعها الاقتصادي بدرجة كبيرة فإن هذا الحدث سوف يشكل نظرة الطفل إلى العالم.

لقاح فيروس كورونا والأطفال

ما زالت بيانات الدراسات غير كافية عن تأثير اللقاح في مختلف الفئات العمرية، وسوف يمتد البحث إلى العام المقبل. لقاح «فايزر» مصرح به في الولايات المتحدة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا أو أكبر، أما الاختبار لدى أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، فقد بدأ في أكتوبر من العام المنصرم ويتوقع أن يستغرق عدة أشهر أخرى.
بدأت شركة «موديرنا»، التي أصبحت ثاني لقاح لكوفيد-19 في الولايات المتحدة، في تسجيل المشاركين في الدراسة الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا وسوف تتعقبهم لمدة عام. من المتوقع أن يبدأ الاختبار على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا في بدايات هذا العام.
يرى المتخصصون أن النتائج الإيجابية في دراسات البالغين مطمئنة وتشير إلى أنه من الآمن المضي قدمًا في اختبار الأطفال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"