نحتاج للكلمة السحرية

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين

نحن مطالبون في هذه الحياة بأن نبتكر ونتعلم جملة من المهارات والأساليب والطرق التي نستطيع بواسطتها تجنب الكثير من التوتر والقلق والهم والحزن. مطلوب أيضاً أن نتفاءل على كل الصعد والمجالات الحياتية، وألا نستسلم لما يعترضنا من العقبات والصعوبات، ولعل الكلمة السحرية لكل هذا هي التفاؤل، حيث يجب أن يكون جزءاً من شخصيتنا ونميل لجعل توقعاتنا دائماً إيجابية، خاصة عندما ننظر للمستقبل ونتحدث عنه ونسعى لبلوغه. أما عندما نصطدم بالواقع فإن تفسيراتنا ورؤيتنا تكون مغمورة بهذا التفاؤل والثقة بأن أي واقع رمادي أو مؤلم سيتغير قريباً للأفضل.
 وليكن الشعار الرئيسي الذي نحمله هو تجنب التوتر لأنه مكمن كل الشرور، لذا من الأهمية ألا نصب التفكير على الجوانب التي تزيد من التوتر لدينا، بل على العكس نعمل على الابتعاد عنه وتجنبه، ونأخذ الأمور بروية وهدوء وعقلانية، وفي هذا السياق يجب أن نتعلم الميل بشكل دائم نحو التفكير في الإيجابيات وكل ما يسعد ويفرح، وتكون رسالتنا لأنفسنا أن المواقف السلبية أو السيئة واقع لا فكاك عنه ولا منه، وبالتالي لا شيء يدعو للتوتر وما يرافقه من مشاكل أخرى.
 أعتقد أنه لتنفيذ هذه الجوانب نحتاج إلى أن يكون بالقرب منا كل من هو مبتسم وسعيد وعقلاني وكل من يفكر بموضوعية ومنطقية، أما المتشائم أو السلبي أو الذين تجد نظرتهم دوماً قاصرة وقلقة، فهم لن يقدموا لنا إلا شحنات نفسية من التوتر والمخاوف. الآخرون الذين لديهم نظرة سوداوية وتوقع دائم لكل ما هو مظلم وفاشل، فضلاً عن المخاوف من المستقبل، هؤلاء ابتعد عنهم، الحياة فيها ما يكفي من المعاناة والألم والهم، فلا تزيدها بمثل هذه الصحبة، لأن هذه النوعية تقنعك بالسلبيات، وتجعل سوداويتها منطقية، فهم يقومون بالتفسير والتعليل، ويغلقون الأبواب أمامك ويسدون المخارج في وجهك، ومن هنا تزيد آلامك ومخاوفك، وتصبح توقعاتك بالفشل أو انهيار مشروع تشتغل عليه واقعاً حتى قبل حدوث المشكلة. 
 مرة أخرى، اشتغل على نفسك بإيجابية وسعادة وانطلاق، وليكن الشعار الذي ترفعه هو التفاؤل أمام كل عقبة، التفاؤل أمام كل صعوبة، الثقة بقدراتك ومواهبك وعقلك وسلامة تفكيرك، إن وجد من يساعدك ويدعمك ويشجعك، فهذه نعمة حافظ عليها، أما إن وجد من يحبطك ويقلل من منجزاتك ومهاراتك، فتجنبه، لا تقاطعه، وإنما لا تقحمه في خصوصياتك أو مشاريعك وهمومك، لأنه لن يساعدك أو لن يقدم لك ما تحتاجه.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"