عادي

نظريات الشفاء الشرقية تكتسح العالم

19:59 مساء
قراءة دقيقتين
1

يعتمد كتاب «م. نوربيكوف ويوخفان» وعنوانه: «تدريب الجسد والنفس.. عالج نفسك بنفسك»، ترجمة د. نادية أبوفرحة،  على التعاليم الشرقية القديمة الخاصة بالصحة النفسية والجسدية مع الأخذ بالمعالجات الحديثة في الاعتبار، وتتكون من تمارين جسدية وتأملية مبنية بنظام معين لتدريب الجسد وتمرين إرادة المتدرب، وحالياً يستخدمها العديد من الأطباء في روسيا وألمانيا وأمريكا، وأساس هذا النظام الذي تم تسجيله كنظام جديد، ويتضمن 18 ابتكاراً علاجياً يكمن في المشاركة النشطة للمريض في عملية الاستشفاء.
أكدت الأبحاث الإكلينيكية، أن هذا النظام يساعد بشكل كبير على الشفاء من الأمراض الصعبة مثل القرحة وأمراض المعدة والأمعاء المزمنة، واضطرابات القناة الهضمية، وغياب البكتيريا الحميدة من الأمعاء والأزمة الشعبية، وأمراض الغدة الدرقية، إضافة إلى أنه يساعد في التغلب على الأمراض التي تعتبر من الناحية العملية مستعصية كالتهاب العصب السمعي والتهاب العصب البصري.
لكن ينبغي أن نتوقف بحرص أمام التوصيات والتحذيرات التي أشار إليها المؤلفان في الكتاب، على سبيل المثال لا يجوز إطلاقاً أن تقلل من جرعة الدواء الموصوف لك من قبل الطبيب أو تتوقف عن أخذه، يمكنك أن تفعل هذا فقط تحت إشراف الطبيب، وهذا التحذير موجه بشكل خاص لمرضى الضغط المرتفع والأزمة الشعبية، وكذلك من يتناول أدوية هورمونية، كما أن الاستشفاء الذاتي طبقاً للتوصيات الواردة في الكتاب، يحظر تطبيقه على المرأة الحامل، وعلى كل شخص يعاني اضطرابات نفسية شديدة، وكل مصاب بمرض سرطاني خطِر، وأيضاً من لديه عيب في القلب.
كل هذه الحالات لا بد من تدريبها على يد خبير وبشكل فردي، وهنا يضيف الكتاب أن أطباء الشرق القدماء كانوا يرون أن المرض ما هو إلا خلل في التوازن بين قوى التأثيرات الخارجية وقوى الجسد الدفاعية، ونمط الحياة الصحيح يدعم قوى الجسد لتصل إلى المستوى المطلوب، والمرض يشير إلى أن قوى الجسم الدفاعية في مكان ما ضعفت أو توقفت، لذا يجب أن نقضي على سبب توقف القوى الدفاعية للجسم، فيعود التوازن ويلتئم الاختراق ويزول المرض، ولهذا فإن المشاركة الفعالة للمريض في العلاج بتنشيط جميع قواه الداخلية تعد أمراً طبيعياً.
مؤلفا هذا الكتاب كانا يعانيان أمراضاً خطِرة، فميرزا كريم نوربيكوف كان يعاني الإعاقة والفشل الكلوي، ويوري كان يعاني التهاباً مزمناً في اللوزتين وقصوراً في القلب، إلا أنهما لم يتمكنا فقط من التغلب على الأمراض التي أصابتهما، لكنهما سعيا إلى إثبات أن أي إنسان يمكنه أن يقهر أي مرض وفي مدة قصيرة جداً، فالإرادة والعقل والثقة في صحة موقفك هي التي تجعلك تنتصر، فهذه الصفات الثلاث تُكوِّن ما يسمى بثبات الروح، ويمكن لأي إنسان أن ينمي في نفسه هذا الثبات من دون أن يمتلك بنية سوبرمان الجسدية أو قواه الخارقة.
نظريات العلاج والشفاء الذاتي تكتسح العالم من حولنا عبر نجاح تطبيقها، وهذا الكتاب لا غنى عنه في هذا المجال، فهو يحمل نظرية جديدة قادمة إلينا عبر ترجمة من الروسية مباشرة، فعبر مراحل متتالية من الفهم والتأمل وتطبيق التمارين، يمكن للإنسان بنفسه أن يسيطر على الكثير من الأمراض التي تتكالب على جسده، وتمنعه من الاستمتاع بالحياة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"