هل تكون الصين طوق نجاة للاقتصاد الأمريكي؟

متابعة - غادة الحوراني
 ينتظر العالم توضيح الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، تفاصيل سياسته التجارية الخميس المقبل، ما دفع بعض الجهات إلى تقديم رؤيتها لخروج الولايات المتحدة الأمريكية من أزمتها الاقتصادية ، معتبرة أن الحل يكمن في التسوية مع الصين، وذلك بحسب تقرير صدر عن مجلس الأعمال الأمريكي الصيني.
وأشار التقرير إلى أن خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية سيكون مفيداً للاقتصاد الأمريكي. تزامن التقرير مع انتظار المراقبين لتعليق بايدن حول العلاقات التجارية بين البلدين، فتح المجال لوضع سيناريوهات لحل الأزمة الاقتصادية الأمريكية التي تأثرت كثيراً بسبب جائحة «كورونا».
التقرير الذي يحمل عنوان «شراكة حاسمة في وقت حرج»، كشف أن خفضاً «ولو معتدلاً» في الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية سيكون له تأثير مفيد على النمو الاقتصادي والتوظيف في الولايات المتحدة.
وسعى المجلس الذي يضم مئتي شركة أمريكية تتعاون مع الصين، لتقديم تصور للحد من تصعيد الحرب التجارية بين البلدين، حيث تدهورت العلاقات بين الطرفين كثيراً في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وتعقد عدد من الجهات الاقتصادية والتجارية في الولايات المتحدة آمالها على سياسة بايدن المستقبلية في بناء العلاقات العالمية، بما يخدم المصالح الاقتصادية الأمريكية. 
وأفاد مجلس الأعمال الأمريكي الصيني بأن تصوره لسيناريو خفض التصعيد في الحرب التجارية يقوم على تخفيض الحكومتان تدريجياً، لمتوسط معدلات التعريفة الجمركية إلى نحو 12 في المئة، بدلاً من 19 في المئة حالياً، ما يمكّن الاقتصاد الأمريكي من تحقيق 160 مليار دولار إضافية من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال السنوات الخمس المقبلة، ويسمح بتوظيف 145 ألف شخص إضافي بحلول عام 2025.
وأوضح التقرير أن خطوة تخفيض الرسوم الجمركية على السلع الصينية ستفتح آفاقاً أرحب أمام زيادة العمالة والمداخيل، وكذلك انخفاض الأسعار، نظراً لاستيراد العديد من المنتجات الاستهلاكية من الصين، ما يؤدي إلى رفع دخل الأسر الأمريكية بمقدار 460 دولاراً لكل أسرة.
وتضّمن التقرير سيناريو معاكساً يشمل تصعيد الحرب التجارية واستمرار تدهور العلاقات الثنائية. لذلك حذر معدوه من أن «الاقتصاد الأمريكي سيدرّ (في هذه الحالة) مبالغ أقل بـ1,6 تريليون دولار في السنوات الخمس المقبلة، ويفقد 732 ألف وظيفة في 2022، و320 ألف وظيفة في 2025». أما الأسر الأمريكية، فبحلول نهاية 2025 سينخفض دخلها بمقدار 6400 دولار.
وألمح الرئيس المنتخب جو بايدن، سابقاً إلى أنه قد يستمر في السياسة المتبعة حيال الصين، في حين تراود الجمهوريين والديمقراطيين المخاوف نفسها بشأن الأمن القومي. وفي أوائل ديسمبر/ كانون الأول، أكد جو بايدن نيته اعتماد موقف حازم حيال الصين من خلال تشكيل جبهة موحدة مع الحلفاء التاريخيين للولايات المتحدة، مثل الاتحاد الأوروبي، في تغيير في الاستراتيجية، وليس في السياسة.