عادي

وول ستريت تترقب النتائج وتنصيب بايدن

22:02 مساء
قراءة 4 دقائق
وول ستريت

إعداد: هشام مدخنة

سينتقل الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في الأسبوع الحالي مع أكبر مكاسب تسجلها سوق الأسهم منذ الانتخابات الرئاسية عام 1952 على الأقل.

ووفقاً لبيانات «CFRA» للأبحاث، فإن المكاسب بنسبة 13% تقريباً منذ 3 نوفمبر/تشرين الثاني، ستكون أكبر زيادة في مؤشر «إس أند بي 500» بين الانتخابات ويوم التنصيب إذا استمرت على ما هي عليه.

كانت المكاسب أيام الرئيس جون إف كينيدي بنسبة 8.8% هي الأفضل، يليه الرئيس دوايت أيزنهاور بنسبة 6.3% والرئيس دونالد ترامب بنسبة 6.2%.

يعتبر وعد بايدن بحزمة الإغاثة البالغة 1.9 تريليون دولار والتي أعلن عنها يوم الخميس الماضي أحد أسباب ارتفاع سوق الأسهم، وستكون الحزمة محور تركيز كبير للأسواق في الأسبوع الجاري وسط تباين فرصها بالفوز بموافقة الكونجرس بحسب رأي المستثمرين.

يصادف الاثنين يوم «مارتن لوثر كينج جونيور» وهو يوم عطلة عام، وعلى مدار الأيام الأربعة التالية، ستعلن عشرات الشركات في «إس أند بي» عن تقارير نتائجها الفصلية. ومن بينها «بنك أوف أمريكا»، و«جولدمان ساكس»، و«آي بي إم»، بالإضافة إلى «إنتل»، و«بروكتر آند جامبل».

حزمة الإغاثة

تأتي حزمة التحفيز البالغة 1.9 تريليون دولار على رأس جدول أعمال الرئيس الجديد. لكن هناك أيضاً تركيز كبير على ما إذا كانت إدارته ستكون أفضل في السيطرة على الوباء وطرح اللقاح من سابقتها، كما وعد.

وقالت كوينسي كروسبي، كبيرة الاستراتيجيين في «برودنشال فاينانشال» عن حزمة الإغاثة: «هذا هو الرقم الذي جاء به، ومن هنا ستبدأ المفاوضات وسنرى إلى أين ستذهب». مشيرة إلى المخاوف بشأن ضعف الاقتصاد، كما هو واضح في بيانات مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر/كانون الأول التي انخفضت بشكل مفاجئ بنسبة 0.7%، وأسوأ مستوى لمطالبات البطالة الأسبوعية منذ أغسطس/آب من العام الماضي.

وأضافت كروسبي: «يمكنك المجادلة بأن هذا مرتبط ب«كوفيد»، وبالتالي فإن الأهم ونحن نمضي قدماً هو رؤية اللقاح واللوجستيات ذات الصلة تكتسب زخماً منظماً. وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للسوق».

ترى كروسبي بأن السوق سيركز على حفل تنصيب الرئيس، قائلة: «ترغب الأسواق في رؤية الأمور تسير بسلاسة، وأنه لا يوجد أي زلة أمنية. فبعد أن استوعبت أحداث 6 يناير وأنهت على ارتفاع في ذلك اليوم، تتطلع الآن إلى الأمام معتبرة أنه حدث اليوم الواحد. ولكن دائماً ما يصبح السوق دفاعياً أكثر إذا اتسع نطاق ما اعتبرناه حدثاً منعزلاً فجأة».

ستكون هناك إجراءات أمنية مشددة يوم التنصيب بعد أن هاجم حشد من أنصار ترامب مبنى الكابيتول عندما كان الكونجرس بصدد تأكيد تصويت الهيئة الانتخابية. وصوت مجلس النواب الأسبوع الماضي على عزل ترامب بسبب تحريضه على الغوغاء، والآن هناك قلق من وقوع مزيد من الحوادث في واشنطن أو في عواصم الولايات.

التحفيز والأسهم

تراقب الأسواق بدقة أيضاً لمعرفة ما إذا كان بايدن قادراً على سد بعض الانقسامات العميقة بين الجمهوريين والديمقراطيين، الذين يتمتعون الآن بأغلبية ضئيلة في الكونجرس. ويتوقع المحللون الاستراتيجيون السياسيون أن بايدن سيحصل على حزمة التحفيز الخاصة به ولكن سيتم تقليصها.

وقال إد ميلز، محلل السياسة بواشنطن في ريموند جيمس، «إن الحزمة يمكن خفضها إلى حوالي تريليون دولار بناء على الحجم الذي ناقشته سابقاً رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزير الخزانة المنتهية ولايته ستيفن منوشين».

وأضاف ميلز: «هل يرغب الكونجرس في الحصول على دعم كلا الحزبين بعد تلك البداية الهشة للغاية لهذا العام؟» معتبراً أن سوق الأسهم يجب أن يستمر في الأداء الجيد لأنه سيحصل على إنفاق تحفيزي قوي.

وأشار ميلز إلى أنه سيكون هناك مزيد من الإنفاق في العاصمة واشنطن، أو بعبارة أخرى، سيكون المستهلكون موجودين مع مزيد من الإنفاق إذا تمكنوا من الوصول إلى عالم ما بعد اللقاح في أقرب وقت ممكن.

إلى ذلك قال سام ستوفال، كبير محللي الاستثمار في «CFRA»: «إذا كان التاريخ دليلاً كافياً، فينبغي أن تعمل البورصة بشكل جيد مع بايدن». إذ إن متوسط مكاسب «ستاندرد أند بورز» في المئة يوم الأولى للرؤساء الديمقراطيين هو 3.5%، وبالنسبة للجمهوريين عن نفس الفترة، كان المتوسط 0.5%.

وبالعودة إلى الحرب العالمية الثانية، اكتسب المؤشر الأشهر أيضاً متوسط 11.3% في السنة الأولى لرئيس ديمقراطي، مقابل 5.7% فقط للرئيس الجمهوري.

سيستمر سوق الأسهم في مراقبة سوق السندات، بعد أن وصل عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ مارس/آذار عند 1.18% الأسبوع الماضي. وانخفض منذ ذلك الحين إلى حوالي 1.08% يوم الجمعة بعد البيانات الضعيفة.

وعليه قال جيمس بولسن، كبير محللي الاستثمار في مجموعة «ليوثولد»: «هناك أشياء أخرى تجري في الكواليس، بعد أن ارتفعت عوائد السندات مؤخراً، وكان ذلك بمثابة تغيير. إن ذلك يمنحك فكرة عن مدى سرعة تحرك الأسعار» مضيفاً: «قد تكون تلك مقدمة لما يمكن أن نتوقعه هذا العام».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"