تعرف إلى مراسم وبروتوكولات تنصيب رؤساء أمريكا

الشارقة : محمود صالح

يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في العشرين من يناير الجاري لتنصيبه الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة الأمريكية، وسط أجواء استثنائية خيم عليها اقتحام أنصار ترامب للكونجرس، وما تبعه من فرض تدابير أمنية مشددة، إضافة إلى تداعيات فيروس كورونا.

ويواجة بايدن الذي حملته الرياح المناهضة للتمييز العنصري والتعامل السيئ مع تفشي جائحة كورونا، إلى سدة الحكم، تحديات عدة، يأتي في مقدمها حالة الانقسام التي أحدثها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بين صفوف الشعب الأمريكي.

ما هو التنصيب الرئاسي؟

جرت العادة أن يقوم نائب الرئيس بأداء القسم قبل أن يؤديه الرئيس، على أن يتم تنصيب الرئيس في العاصمة واشنطن، وأن يكون الحدث الأبرز فيه هو أن يتلو اليمين الرئاسية قائلاً: «أقسم رسمياً أنني سوف أعمل بأمانة بمهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وسأبذل قصارى جهدي في الحفاظ عليه وحمايته والدفاع عنه، وعن دستور الولايات المتحدة».

أقيمت مراسم التنصيب لأول مرة في مدينة نيويورك عام 1789 عندما أدى جورج واشنطن اليمين الدستورية رئيساً للبلاد في 30 أبريل/ نيسان من ذلك العام، بعد ذلك انتقلت المراسم إلى فيلادلفيا عام 1793عندما أدى واشنطن القسم لفترة ثانية في 4 مارس/آذار من ذلك العام، وأول مرة أقيمت في العاصمة الأمريكية واشنطن في عام 1801 عندما أدى توماس جيفرسون القسم.

وحظي الجناح الشرقي للكونجرس على مدى سنوات بمكانته المفضلة لإقامة المراسم حتى جاء الرئيس رونالد ريجان ونقلها إلى الجناح الغربي عام 1981 ليكون في اتجاه ولايته كاليفورنيا. وتقام هذه المراسم تقليدياً على سلم الكونجرس أمام منتزه «ناشيونال مول». ومنذ عام 1937 اختير 20 يناير/كانون الثاني رسمياً يوماً للتنصيب، حيث لا يحدد الدستور الأمريكي كيفية تنصيب الرئيس باستثناء مسألة أداء اليمين الدستورية.  كذلك لا ينص الدستور على أن يتم أداء اليمين على الكتاب المقدس رغم أن رؤساء عدة قاموا بذلك. ويؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة الدستورية العليا ويعتبر هذا التقليد الوحيد الذي ينص عليه الدستور الأمريكي.

ويشهد التنصيب حضور الرئيس المنتهية ولايته وزوجته بشكل ودي، في إشارة لنقل السلطة سلمياً، كذلك أعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وتشارك معظم قطاعات الأمن في تأمين حفل التنصيب، أبرزها جهاز الحماية السرية الرئاسي، وجهاز الأمن القومي، وجهاز الحماية الفيدرالية، والأفرع الخمسة للقوات المسلحة الأمريكية، وشرطة «الكابيتول»، وجهاز شرطة الحدائق الأمريكي، وجهاز شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن، إضافة إلى أجهزة الأمن الفيدرالية.

بروتوكولات التنصيب

هناك عدة بروتوكولات يتبعها الرؤساء الذين يتم تنصيبهم، أبرزها حضور الرئيس المنتخب قداساً دينياً في كنيسة سان جون القريبة من البيت الأبيض.  وكانت بداية هذا التقليد في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1933، وحافظ عليه الرؤساء من بعده.

وتشمل البروتوكولات لقاءً يجمع الرئيس المنتخب مع الرئيس المنتهية ولايته في البيت الأبيض يوم التنصيب، وقد بدأ هذا التقليد مع الرئيس رثفورد هايز عام 1877.
عقب ذلك يتوجه الرئيسان بسيارة إلى مبنى الكابيول للمشاركة في مراسم التنصيب. وبدأ هذا التقليد في عهد الرئيس ماتن فان بيورين عام 1873

ويؤدي الرئيس اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا، ثم يلقي خطاباً إلى الشعب الأمريكي، وهو التقليد الذي أرساه الرئيس جورج واشنطن.

بعد اختتام حفل القسم يغادر الرئيس المنتهية ولايته مبنى الكابيتول ليبدأ الرئيس المنتخب مهام عمله، بينما تقام مأدبة غداء في مبنى الكونجرس تكريماً للرئيس الجديد بوجبات طعام تقدمها الولاية التي ينتمي إليها الرئيس.

ويسير الرئيس المنتخب بصحبة السيدة الأولى من مبنى الكونجرس إلى البيت الأبيض عبر شارع بنسلفانيا لمسافة تقترب من أربعة كيلومترات وتستغرق حوالي 40 دقيقة.

بعد ذلك تقام مسيرة تشارك فيها فرق عسكرية ومدنية احتفالاً بتولي الرئيس الجديد مهامه. أيضاً يختتم يوم التنصيب بإقامة حفلة راقصة على شرف الرئيس الجديد وزوجته.